تحت عنوان " ماذا يعنى فوز "اوهورو كينياتا" فى انتخابات الرئاسة الكينية لافريقيا؟" ، نشرت مجلة " تايم" الامريكية تحليلا عن انتخابات الرئاسة الكينية. وقالت المجلة ان "كينياتا" المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فاز فى الانتخابات ، واصبح رئيسا لكينيا. واضافت المجلة أن اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت أن أغنى رجل في كينيا، ونائب رئيس الوزراء الحالي ووزير المالية السابق، وابن أول رئيس لكينيا (جومو كينياتا ) ، فاز ب 50,07٪ من الاصوات ، وهى نسبة أكثر قليلا فقط من المطلوب لتجنب جولة اعادة ثانية. وأوضحت المجلة أن "ويل روتو" صديق " " "كينياتا" والثانى ضمن 4 كينيين متهمين من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، من المقرر أن يصبح نائب الرئيس. ورغم نسبة المشاركة العالية التى بلغت 86٪ ، إلا أن هناك مئات الآلاف من الأصوات الباطلة ، وتأخر اعلان النتيجة ، وهو ما دفع المنافس الرئيسي لكينياتا، رئيس الوزراء "رايلا أودينجا"، للإعلان انه سيقاتل في المحكمة من أجل إثبات المخالفات الانتخابية. وإذا كانت النتيجة تمثل تحديا ل "أودينجا"، فأن فوز "كينياتا" يمثل صياغة رائعة ومدهشة حتى الآن للمزاج المتجدد بتأكيد الذات في أفريقيا. وقبل نصف قرن تقريبا، كانت أفريقيا تناضل ضد الاستعمار من أجل التحرير، واليوم، وبعد 10 سنوات من النمو الاقتصادي الكبير والمطرد والنضج السياسي المتزايد ، والمتزامن مع الإنهيار الاقتصادي فى دول الغرب والسياسية المتخبطة في واشنطن وأوروبا، منح ذلك قادة أفريقيا القوة والوسائل مرة أخرى لتحدي التدخل الغربي في القارة، سواء كان ذلك فى شكل الضغوط الدبلوماسية الأجنبية، أوالمساعدات الخارجية، أو مراقبي حقوق الاجانب . وفي خطاب الفوز، قال كينياتا: "اليوم، ونحن نحتفل بانتصار الديمقراطية، وانتصار السلام، وانتصار للأمة. على الرغم من شكوك الكثيرين في العالم، أثبتنا مستوى من النضج السياسي الذي تجاوز التوقعات"، وهذا هو الفوز الحقيقي اليوم"، في الواقع، هي لحظة كينيا. " كما تعهد بالعمل مع خصومه السياسيين بالصداقة والتعاون ، قائلا :" كينيا تحتاج منا العمل معا، واضاف ان "كينيا تحتاج منا للمضي قدما." وفي تحذير وأشارة إلى المجتمع الدولي، قال: "نحن نتوقع من المجتمع الدولي احترام السيادة والإرادة الديمقراطية للشعب الكيني، فنجم أفريقيا مشرق وزاهي ومصير أفريقيا الآن في أيدينا وأوضحت المجلة ان المحكمة الجنائية الدولية أصبحت محل غضب أفريقيا ، كونها تركز بشكل خاص على تلك القارة . وتتهم المحكمة "كينياتا" وثلاثة كينيين آخرين بتدبير العنف الدموي القبلي الذى تلى الانتخابات الأخيرة في 2007-2008 . والتى ادت إلى مقتل ما يقلاب من 1200 شخص وتشريد الآلاف. وتدخلت المحكمة الجنائية الدولية وتم توجيه الاتهام الى بعض القيادات القبلية بتأجيج العنف. وتولدت فى كينيا حالة من الغضب والإستياء تجاه المحكمة والغرب بصفة عامة ، كما هو الحال فى العديد من الدول الافريقية الاخرى ، حيث تنظر الشعوب الأفريقية الى الغرب بأنه يتدخل فى شئونها الخاصة وانه غير محايد. وتعتبر كينيا من الدول الاقل فقرا فى افريقيا ، حيث انها طورت من نمط الحياة وعدلت من سياساتها بالاعتماد على الذات. ونجح "كينيات"ا فى تدشين حملة معادية ضد الغرب ، حيث كسب تأييد كبير ،بعد أن رفع شعار تأكيد السيادة الوطنية ومنع الغرب من التدخل فى كينيا. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة "روتو" يوم 28 مايو في حين ستبدأ محكمة "كينياتا" في 9 يوليو، وكلا الرجلين اعلنا انهما سيحضران المحاكمة ، كما أكد "كينياتا" فى خطابه يوم السبت على مواصلة التعاون مع المؤسسات الدولية. من وجهة نظر الغرب، يشكل انتصار "كينياتا" معضلة. فقد حذر مساعد وزير خارجية أمريكا للشؤون الأفريقية، جوني كارسون، قبل الانتخابات من ان الخيارات لها عواقب"، وهو ما أعتبر توصية للناخبين بانتخاب "أودينجا". وحذرت لندن بالفعل أنها ستبقي على الاتصالات الرسمية مع الرئيس كينياتا فى حدها الأدنى، كما هو الحال مع رئيس زيمبابوي "روبرت موجابي . "وتجسد كينيا القوة الافريقية الناشئة الجدبدة ، حيث رجال الاعمال والانشطة التجارية . باعتبارها محورا للأعمال التجارية في شرق أفريقيا ، حيث تم مؤخرا اكتشاف احتياطيات كبيرة من النفط والغاز. كما تعتبر كينيا أيضا العمود الفقري للبنية الأمنية الأمريكية والأوروبية في أفريقيا، خصوصا فى الحرب ضد الجماعات الإسلامية والقراصنة، وخاصة في الصومال المجاورة. وبعتمد الغربيون على كينيا كقاعدة ارتكاز للمجتمع الدولي في شرق أفريقيا، حيث تعقد المؤتمرات الدولية.