رفض أوهورو كينياتا -الابن الثري لبطل استقلال كينيا جومو كينياتا والرئيس المنتخب- اتهامات دولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية ليقدم نفسه كرجل دولة لديه مهارات اقتصادية تتيح مساعدة المواطن الكيني العادي. وبمساندة من ناخبين من قبيلة كيكويو أكبر قبيلة كينية في دولة تعلي الولاء القبلي على الايديولوجية عند الاحتكام لصندوق الانتخاب فاز اوهورو (51 عاما)- وهو مسجل كاغنى رجل في كينيا- بانتخابات الرئاسة بفارق طفيف عن منافسه. وقاد كينياتا الذي يصفه انصاره بالمحارب حملة اتسمت بالبراعة وحسن التمويل ليحصل على أكثر بقليل من نسبة الخمسين في المئة المطلوبة كحد ادنى للفوز من الجولة الاولى وفاز بفارق 8400 صوت عن نسبة الخمسين بالمئة من اجمالي عدد من ادلوا باصواتهم وبلغ 12.3 مليون. وقد تكون المنافسة التي خاضها ليفوز بالمنصب الذي شغله والده بعد الاستقلال عن بريطانيا في عام 1963 الجزء الأسهل وربما تنتظر كينياتا الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة أصعب التحديات حين يتولى منصبه. وقد يواجه انتقاله لمقر الرئاسة القريب من منزله في نيروبي عقبات اذ ان منافسه الرئيسي رئيس الوزراء رايلا اودينجا رفض نتيجة الانتخابات ويحتمل أن يلجأ للقضاء لحسم الأمر. وحتى قبل الاقتراع أشار مانحون غربيون لكينيا بان فوز كينياتا سيعقد العلاقات الدبلوماسية لان هو ووليام روتو الذي خاض معه الانتخابات كنائب له موجهة لهما اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية لدورهما المزعوم في عمليات قتل قبلية عقب الانتخابات المتنازع على نتيجتها عام 2007. وقال كينياتا امام تجمع حاشد قبل يومين من الانتخابات "قال البعض اوهورو وروتو لن يخوضا الانتخابات لانهما متهمان في قضايا في اوروبا ولكن الرب مهد لنا السبيل كي يقرر الشعب." وفي الداخل يتعين على كينياتا ان يحافظ على تحالفه مع روتو الذي ينتمي لقبيلة كالينجين وهي على خلاف قديم مع قبيلة كينياتا بسبب واحدة من اكثر القضايا اثارة للمنازعات في البلاد - ملكية الأرض. وهي قضية حساسة بالنسبة لكينياتا ففي مناظرة رئاسية سئل عن مساحة الاراضي الخاصة به واسرته الا انه تحاشى الإجابة بشكل مباشر وتحدث عن 30 ألف فدان على الساحل. وكان ذلك كافيا لإثارة جدل محموم على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت وقال منتقدوه انه يملك أكثر من ذلك بكثير. كما كان عليه ان يواجه سخرية منافسه اودينجا الذي قال انه سيحكم من خلال موقع (سكايب) الالكتروني من مقر المحكمة الجنائية الدولية إذا انتخب رئيسا. وتعهد كينياتا خلال حملته الانتخابية قائلا "يمكني تولي قضية تبرئة اسمينا .. وفي نفس الوقت اضمن اداء الحكومة مهامها." وربما عملت القضية لصالح كينياتا حين دعت حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول غربية اخرى الكينيين للتحلي بالحكمة عند اختيار رئيسهم. واتاح ذلك لانصاره استغلال مثل هذه التصريحات ووصفها بالتدخل "الاستعماري" و"الامبريالي" والحديث عن وطنية عائلة كينياتا. وقال جوديون مورونجا نائب مدير مركز القيادة الافريقي في نيروبي "استغلت بصفة اساسية كاداة لجمع الاصوات." وتعهد كينياتا الذي يحمل اسم أشهر عائلة في كينيا وتصنفه مجلة فوربس كاغنى رجل في البلاد بالتصدي "للقضايا الحقيقية" التي تؤثر على المواطن العادي مثل نقص المساكن والبطالة. وورث كينياتا امبراطورية والده الراحل الضخمة واراضي شاسعة وأكبر شركة منتجات ألبان في البلاد وفنادق خمسة نجوم كما يمتلك حصصا في بنوك وشركات تأمين ومدارس راقية ويمكنه الاعتماد علي مساندة كبار رجال الاعمال إذ يهيمن الهنود وقبيلة كيكويو على هذا القطاع. ومع ذلك يراه انصاره "رجل الشعب" بفضل بساطته ولمسته الشعبية. ويشير كينياتا خريج جامعة امهيرست في ماساتشوستس لخبرته كوزير للمالية ليبرز مهارته في الاقتصاد واستعداده لتبني سياسة متقشفة. واثناء توليه الوزارة اقترح ان يستخدم وزراء وكبار المسؤولين سيارات أقل فخامة ما لقي قبولا في بلد يعاني من فجوة كبيرة بين الاثرياء والفقراء. وقال بنبرة تحد ميزت حملته الانتخابية "سجلي بوزارة المالية موجود. حين يتعلق الأمر بشفافية وانفتاح الحكومة وهي من ركائز برنامجي الانتخابي -يتحدث سجلي عن نفسه." من جيمس ماتشاريا (شارك في التغطية ادموند بلير - إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)