نشر بروس ريدل بحثا بعنوان «جبهة النصرة: التنظيم الهجومى للقاعدة فى سوريا» على موقع بروكينجز، يتحدث فيه عن تنظيم القاعدة فى سوريا الذى اصبح بعد مرور عام واحد على إنشائه، الجبهة الأسرع نموا بين جبهات تنظيم القاعدة. ويشرح كيف أن جبهة النصرة تم إنشاؤها فى يناير 2012 بعد حوالى عام من بدء المظاهرات المناهضة لبشار. تلك الجبهة تم إنشاؤها بمساعدة من تنظيم القاعدة فى العراق الذى انشئ اثناء الغزو الأمريكى للعراق. يضيف الكاتب أن التنظيم السورى حصل أيضا على دعم رئيسى من التنظيم الأساسى للقاعدة فى باكستان، وأن أمير القاعدة أيمن الظواهرى فى حديث معلن له فى فبراير 2012 طلب من كل مسلم ومن كل شخص حر فى تركيا والعراق والأردن ولبنان النهوض ومساعدة إخوانهم فى سوريا بكل ما يملكونه وبكل ما يستطيعون فعله. وفى رأى بروس أن حديث الظواهرى الذى جاء مباشرة بعد إعلان نشأة جبهة النصرة وتنفيذ أول هجوم لها فى حلب، جاء بالتنسيق مع المقاتلين على الأرض. ويضيف أنه منذ حديث الظواهرى سافر إلى سوريا أحد أعضاء مجلس شورى القاعدة على الأقل، لتنسيق الخطط والعمليات مع جبهة النصرة. ويذكر بروس أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى واحد من لقاءاتها قبل أن تترك منصبها قد وصفت تبادل الرسائل بين القاعدة فى باكستان وجبهة النصرة فى سوريا بأنه مقلق للغاية. ••• وبالنسبة لحجم تنظيم النصرة على الخريطة السورية، يرى الكاتب أن التكهنات والتوقعات بشأن هذا الأمر مختلفة ومتباينة، إذ يعتقد أنهم يمثلون على الاقل ربع المقاتلين فى المعارضة السورية. ويشرح أن وجود القاعدة مركز فى منطقة حلب والمنطقة الشمالية من سوريا، وهو أكثف من وجودها فى دمشق والمنطقة المحيطة بها، لكن بشكل عام أصبح وجود القاعدة بمثابة ظاهرة قومية فى سوريا. وأن مقاتلى القاعدة هم الأكثر تأثيرا بين المقاتلين المناهضين لنظام الأسد، وهم أيضا الأكثر رغبة فى تنفيذ التفجيرات الانتحارية والتى تعتبر علامة مسجلة خاصة بتنظيم القاعدة. وللقاعدة فى العراق كما هو معروف خبرة كبيرة فى تصنيع القنابل المعقدة وتلك الخبرة الآن قد تم تصديرها إلى سوريا.
وبالنسبة إلى تجنيد المقاتلين الجدد يقول إن التجنيد فى تنظيم النصرة تسارع بشكل كبير، فهو لا يعتمد فقط فى تجنيده على سوريا ولكن على العالم الإسلامى كله. فالمقاتلون الجدد يأتون من سوريا ولبنان وأستراليا والشيشان وليبيا والسعودية ومصر والأردن وتونس وفلسطين والكويت والإمارات العربية المتحدة وكوسوفو وأذربيجان وفرنسا والعراق وإسبانيا.
ويعطى مثالا على ذلك فيقول إن الصحافة الهولندية صرحت بأن سليمان حاج، مواطن هولندى يبلغ من العمر 39 سنة، ومواطن هولندى آخر لم يذكروا اسمه، قتلا فى سوريا أثناء محاربتهما لنظام الأسد. ويقول بروس إن قبل ذلك كان هناك عبدالرحمن وهو من أم هولندية وأب جزائرى، قد تم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية فى باكستان عام 2002 وقضى عامين فى جوانتانامو فى كوبا. ويقول بروس أن هناك تقرير هولندى يؤكد أن على الأقل 30 هولنديا مسلما حتى الآن، ذهبوا لمشاركة النصرة حربها فى سوريا. ويقول بروس على لسان مسئول استخباراتى أوروبى كبير، إن هناك موجة من الشباب المسلم الغاضب متوجهة من شرق أوروبا إلى سوريا للانضمام إلى القاعدة ومحاربة النظام الأسدى.
يرى بروس إن الأسد قد استخدم كلمة تنظيم القاعدة للتغطية على محاولاته للحفاظ على سلطته، قبل أن يقوم بجلبه بالفعل إلى سوريا. ويحذر بروس من عواقب استمرار الحرب فى سوريا، حيث يرى أنه كلما استمرت الحرب أكثر أصبحت القاعدة أقوى فى هذا البلد. ••• ويختتم مقاله بأن تنظيم القاعدة فى سوريا حاول أيضا نقل عنفه إلى الأردن. ففى أكتوبر الماضى تمكنت المخابرات الأردنية من إحباط مؤامرة تم إعدادها فى سوريا، لتنفيذ هجوم إرهابى فى عمان مماثل لما تم فى مومباى فى 2008. اذ كان من المخطط لهذا الهجوم أن يبدأ بتفجيرين انتحاريين فى مركزين تجاريين فى عمان، وعندما تتوجه قوى الأمن للتعامل معهما، يتم تنفيذ تفجير آخر يستهدف سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأماكن دبلوماسية غربية أخرى فى العاصمة الأردنية عمان.