لا يتوقف السيناريست وحيد حامد أبدا عن إثارة دهشتنا وفضولنا بحكاياته المثيرة والجميلة. ومع بلوغه سن ال65 أصر وحيد حامد على إهدائنا فيلما جديدا يزيل عنا متاعب موسم سينمائى حلمنا أن يكون مختلفا ومتمردا فجاء مليئا بالإنفلونزا وخيبة الأمل فى معظم أفلامه.. وفى هذا الحوار يبوح وحيد ببعض أحزانه وأفراحه.. الشروق: «طيور الظلام» الذين هاجمتهم فى فيلمك الشهير الذى يحمل نفس الاسم، يشنون حملة ضارية على فيلمك الأخير «شهرزاد» وبطلته منى زكى.. ما هو تعليقك؟ وحيد: أنا شخصيا لم أهتم بهذه الحرب على الإطلاق فمن يهاجم عملا فنيا دون أن يراه يصبح شاهد زور وكاذبا.. ولو صدقنا من هاجموا الفيلم أو آمنا بشعاراتهم هذه، فهنا يتحول الأمر لكارثة حقيقية لأن هذه الحملة الشعواء شنت علينا قبل عرض الفيلم ودون انتظار مشاهدته.. وإذا اتفقنا على أنه لا توجد معايير للحكم على أى فيلم سوى المعايير الفنية فقط، فإن هذا يؤكد وجود حملة مغرضة ضد الفيلم.. أما أنا فأعتبر فيلمى شهادة حق أمام الجميع. الشروق: لكن البعض يؤكد أنكم هنا تدفعون ثمن شعارات رفعتها بطلة الفيلم منى زكى فى بعض حواراتها السابقة حول أنهم جيل السينما النظيفة؟ وحيد: السينما النظيفة مصطلح لم يطلقه الممثلون بل هو شعار تبناه المنتجون للترويج لأفلامهم، والمصادفة الغريبة بالنسبة لى أن هؤلاء المنتجين هم أنفسهم، الذين كانوا ينتجون أفلام المخدرات والأفلام الرديئة. إنهم مجرد تجار يلعبون بالسينما.. وبالنسبة لى الفيلم غير النظيف هو الفيلم التافه أو المسف، وأنا لم أسمع منى تستخدم أبدا هذا المصطلح، وهى قد شاركت من قبل فى فيلمين من أفلامى هما «دم الغزال» و«اضحك الصورة تطلع حلوة». الشروق: ما رؤية كاتب احكى يا شهرزاد لأوضاع شهرزاد المصرية؟ وحيد: شهرزاد المصرية وضعها مختلف ويتغير من سيدة لأخرى وهناك نساء حصلن على حقوقهن كاملة وأخريات بلا أى حقوق ورجال يقهرن النساء، ولكن فى المقابل الكثير من السيدات يقهرن الرجال.. وهو ما حاولت طرحه فى فيلمى فى محاولة لقراءة واقع المرأة المصرية المعاصر. الشروق: من وجهة نظرك هل تعتقد أن الفيلم قد حقق ردود الفعل الجماهيرية التى تتمناها؟ وحيد: إلى حد ما خصوصا أننى أتوقع أن إيراداته ستنمو خصوصا عندما تتحسن الأحوال، التى يعيشها المناخ السينمائى والمؤثرة على الإيرادات كإنفلونزا الخنازير ومباريات كأس القارات، التى انتهت منذ أيام، لكننى واثق أننا سنحقق إيرادات جيدة. الشروق: رأى البعض فى قصة محمود حميدة وسناء عكرود رواية للقصة التى روتها يسرا فى فيلمك معالى الوزير.. فهل تعمدت هذا الربط؟ وحيد: لا، هذا ليس صحيحا ولم أتعمده.. وكل قصص الفيلم حقيقية وأشخاصها موجودون فى الواقع ويعيشون بيننا حتى الآن واعفينى من ذكر الأسماء الحقيقية لها مثل الوزير والدكتورة، والتى كانت قصتهم قضية شهيرة نظرها القضاء ولمعلوماتك الرجل ما زال باقيا فى منصبه، وهو فى موقع رسمى وأهميته حاليا تفوق 3 وزراء.. وحكاية سوسن بدر وحسين الإمام ومعها قصة ال 3 بنات شخصية حقيقية وتفاصيلها تم نشرها فى الجرائد..وكل شخصيات فيلمى من الواقع المصرى. الشروق: البعض يقول إن قصة البنات الثلاث تم اقتباسها من قصة قصيرة للكاتب الكبير الراحل يوسف إدريس اسمها بيت من لحم؟ وحيد: لا.. فهى قصة حقيقية لا علاقة لها ببيت من لحم وهى تختلف عنها تمام الاختلاف. الشروق: رصدت فى فيلمك أوجاع المراة المصرية فيا ترى لو رصدت أوجاع المجتمع الذى تعيش فيه شهرزاد فكيف تلخصها وتعالجها؟ وحيد: أزمتنا كلها أخلاقية، وأزمة شهرزاد كانت فى أخلاق المصريين وحلها الوحيد هو أن يعود المصريين إلى أخلاقهم وأن نتعامل مع هذا الوطن تعامل جدى ونشعر به وألا نتعامل معه على أنه مجرد مكان يتعامل معه البعض باستخفاف، وأتمنى أن نحب البلد كما يحبنا. الشروق: لوحيد حامد موقف تاريخى معروف ضد التيارات التى تتستر بالدين بحثا عن أغراض أخرى.. فهل سنرى وجهة نظره المعروفة برفضها لهذه الجماعة فى مسلسل «الجماعة»؟ وحيد: لا يوجد كاتب بلا وجهة نظر أنا لست مصور فوتوغرافيا لابد أن يكون لى رؤية، ورؤيتى هنا تأتى من تفسير الحقيقة بشكل صحيح.. وعموما فى موضوع «الجماعة» أنا محكوم دوما بالمراحل التاريخية. الشروق: يرى البعض أن السينما المصرية تمر بحالة من الإعياء؟ وحيد: يوم السبت سيصبح عمرى 65 عاما ومنذ عملت بالسينما، وأنا أسمع هذه الحكايات والشعارات نفسها، ولكننى أرفضها تماما فنحن نملك صناعة واعدة بشباب جدد قادرين على حمل الراية. الشروق: ما شعورك وأنت تنافس ابنك مروان وحيد حامد فى الموسم نفسه؟ وحيد: أود فى البداية أن أوضح أننى وابنى لا نتنافس فهو فى مجال وأنا فى مجال آخر لكننى سعيد بالطبع به وبجيله ويثير سعادتى أكثر أن الكثيرين يضعونه فى صفوف المواهب المتميزة وأنا شخصيا سعيد بفيلميه «عمارة يعقوبيان» و«إبراهيم الأبيض».