•• فى 13 يونيو عام 1943 دخل مدير المخابرات الإسبانية (يقال أيضا أنه مسئول الأمن القومى) إلى غرفة ملابس برشلونة، وهو يحمل مسدسا، ووقف فى وسط الغرفة ووجه تحذيرا شديدا للاعبى الفريق من عواقب الفوز على ريال مدريد، وخطورة ذلك على الأمن، وإشعال الآلاف من جماهير النادى الملكى. وخسر برشلونة المباراة 11/1، أحد عشر هدفا مقابل هدف ثم لعب ريال مدريد النهائى أمام أتلتيك بلباو والذى فاز 1/صفر وأحرز الكأس. •• كانت تلك مباراة العودة فى نصف نهائى كأس إسبانيا، وكان برشلونة فاز فى لقاء الذهاب على ملعبه السابق ليس كورتس 3/صفر، ويومها فرض الاتحاد الإسبانى غرامة مالية كبيرة بسبب سلوك جماهير برشلونة.. وكانت لقاءات القمة فى تلك الأيام تحظى باهتمام الجنرال فرانكو ديكتاتور إسبانيا الذى كان مؤيدا ومساندا لفريق ريال مدريد فى مواجهة غريمه برشلونة.
•• هكذا كانت مباريات الفريقين فى منتصف القرن الماضى، عصيبة، وغاضبة، تحكمها كثيرا السياسة، وتتحكم فيها أفكار السياسيين.. الآن تغير الزمن، وتغيرت الأفكار على الرغم من تصاعد نغمة الانفصال، والاعتزاز بكل ما هو كاتالونى، وأصبح ملعب المباراة الذى يستضيف الفريقين مثل مسرح يعرض البولشوى الروسى الشهير، إنها مباراة تساوى حفلة دولية. فهى ستنقل إلى أكثر من مائتى دولة، كما أن الفريقين لهما حول العالم أكثر من ثلاثة آلاف نادى للمشجعين.
•• الديربى الإسبانى فيه الإثارة والمتعة، وقد أدرك الإسبان منذ سنوات أن ريال مدريد وبرشلونة يمثلان واحدة من أفضل وسائل الدعاية للبلد، وأنهما الوجه الجميل لصناعة كرة القدم. إلا أن مباريات الفريقين يكون لها وجهها القبيح أحيانا، مثل الهتافات العنصرية، والاشتباكات العصبية بين اللاعبين. وفى الأعوام الأخيرة وتحديدا من تولى جوزيه مورينيو مسئولية قيادة ريال مدريد، شهد الديربى الإسبانى تحولا مؤسفا، فعقب مباراة السوبر الإسبانية فى العام الماضى قال جوارديولا مدرب برشلوة السابق لصحيفة ديبورتيفو لاكورونا: «فى يوم من الأيام شيئ خطير سوف يحدث، علينا أن نكون فى غاية الحذر».. وكان جوارديولا يشير إلى أحداث العنف التى وقعت فى نهاية اللقاء، واندلعت عندما انقض مارسيللو لاعب ريال مدريد على فابريجاس لاعب برشلونة.
•• فى جميع الأحوال هذا يوم من أهم أيام كرة القدم إنه يوم: «أل كلاسيكو دى لوس كلاسيكوس» أى المباراة الأكثر كلاسيكية من جميع المباريات الكلاسيكية» ولعلك اتفقت مع أصدقائك على موعد اللقاء، ومكان مشاهدة القمة الإسبانية.
والتوقعات تتجه نحو برشلونة، فهو ذئب الكرة الإسبانية فى الوقت الراهن. الذئب الذى يأكل الحمل أو يهدد الحمل.. والفريقان كلاهما مكسور فى بطولة أوروبا.. ولكن برشلونة يكاد يمسك ببطولة الدورى المحلى. وريال مدريد يريد كأس الملك.. هل يأكل الحمل الذئب هذه المرة.. وهل ريال مدريد هو الحمل: يسألنى أنصاره؟