سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النيابة تكشف تورط شخصيات عامة فى حفلات التعذيب ب«مركز المدمنين» والد علاء نبيل ضحية التعذيب ل«الشروق»: نجلى لم ينتحر ومات أثناء محاولته الخروج من المركز
حملت أسرة الشاب علاء نبيل، ضحية التعذيب الذى كان يعالج من الإدمان بمركز الندى للطب النفسى، وزارة الصحة مسئولية مقتل نجلها، بسبب تقصيرها فى مراقبة المصحات النفسية «التى تنتهك حرمات المرضى». وقال والد الضحية ل«الشروق» إن حالة ابنه لم تصل إلى مرحلة الانتحار مبينا أنه أودع نجله مركز «الندى» للطب النفسى، لعلاجه من إدمان الترامادول، الذى تعاطاه بعد مروره بأزمة نفسيه عقب فشله فى الالتحاق بكلية الشرطة، وزادت أزمته عندما نجحت خطيبته فى دخول كلية الحقوق.
وأشار إلى أن نجله «تعرض لتعذيب شديد داخل المركز بهدف الإبقاء على الحالة السيئة النفسية والاستمرار فى احتجازه والإيهام بأنه لم يشف من ادمانه، حتى يظل أطول مدة ممكنة داخل المصحة وابتزازنا بالحصول على أموال باهظة».
وأضاف والد الضحية «نجلى لم يكن مدمنًا للدرجة التى تدفعه إلى الانتحار، كما ادعى مدير المركز، والذى أخبرنى فى البداية أنه انتحر بقطع شرايين يده، ثم تلقيت اتصالا من المركز، وأنا فى طريقى إليه، أنه انتحر بأن شنق نفسه، ثم طلب مسئولون بالمركز أن التقيهم على طريق صلاح سالم، بحجة تقريب المسافة، لكن قلقى زاد وأصررت على استلام جثمان نجلى من مكان وفاته».
وأوضح «حين ذهبت إلى المركز وجدت المسئولين مترددين فى فتح باب لنا، علاء، وما أثار شكوكى إحدى السيدات تقطن فى بيت مقابل للمركز، قالت إن ابننا كان يستعد للخروج من المركز بفسه، فعنفه المسئولون ورفضوا خروجه من المركز عنوة».
وقال والد المجنى عليه «وجدت نجلى مرميا على الأرض جثة هامدة، ولم تظهر عليه آثار لقطع شريان اليد، وحاول مدير المركز الهروب مننا، وأثناء ذلك سقط منه جهاز اللاب توب الخاص به، وبفحصه وجدنا به فيديوهات وصورا لتعذيب الشباب من المرضى، وجلدهم عرايا، والتمثيل بأجسادهم ووضع عصا خشبية فى أماكن حساسة بالجسم»، مشيرا إلى أنه وبمعاونة أسرته سلم العاملين بالمركز إلى مباحث المقطم، وتولت النيابة التحقيق فى الواقعة، وأمرت بإغلاقه واستدعاء القائمين عليه.
فيما حملت والدة الضحية وزارة الصحة المسئولية الكاملة عن قتل نجلها، «لعدم مراقبة المصحات النفسية التى تنتهك حرمات المرضى».
كما التقت «الشروق» مع والد الشاب محمود، الطالب بمعهد السياحة والفنادق، الذى سارع إلى اتهام المركز بتعذيب نجله فور الإعلان عن مقتل الشاب ضحية التعذيب، وقال أمام النيابة إن ابنه تعرض للتعذيب طوال 6 أشهر هى فترة إقامته بالمركز، وأنه دفع الآلاف نظير علاجه، ثم اكتشف انه كان ضحية ابتزاز.
وأضاف «لم أصدق ابنى حين قال لى انه يتعرض للتعذيب، بسبب تعدد محاولات هروبه، لهذا صدقت افتراءات المشرفين فى المركز، الذين زعموا أن نجلى غير ملتزم أخلاقيا ويرفض العلاج ويجلد نفسه بنفسه، لقد كنت أشعر بتعذيب نجلى وسوء حالته، إلا اننى كنت مرغما على تصديق المشرفين، لحرصى على استكمال علاجه من الإدمان»، مشيرا إلى أن المشرفين فى كثير من الحالات كانوا لا يسمحون له بزيارة نجله، بحجة أنه مكتئب ولا يريد مقابلة أحد، كما أن وضع المرضى كان مزريا حيث يرقد كل اثنين على سرير واحد.
كانت نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية أمرت، أمس الأول، بحبس محمد الجمال الشهير بمحمد الحجار، مدير مركز «الندى» للطب النفسى وعلاج الإدمان، 15 يوما على ذمة التحقيق، بعد وفاة علاء نبيل، الذى تعرض لتعذيب داخل المركز، كما أمرت باستدعاء صاحب الترخيص الصحى للمركز، وضبط واحضار جميع العاملين بالمركز.