أمام مبنى المحافظة بالسويس, وفى تقاطع شارعى الجلاء والنهضة, تقع بناية شهيرة تدعى عمارة كمبورس، شاء حظها العثر أن تتعرض للقصف على يد العدو الصهيونى فى كل الحروب التى شنها على المدينة الباسلة, ثم يشاء ذات الحظ العثر أن تعتدى قوات الأمن المصرية على هذه العمارة وسكانها فى جميع الاشتباكات التى حدثت منذ بداية الثورة وحتى الآن, رغم أن سكان البناية دأبوا على تقديم المأكولات والهدايا لقوات الأمن المتمركزة لحماية المنطقة, اتقاءً لشرهم. وقال المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى تقرير له: "أكد سكان عمارة كمبورس أن جنود الأمن المركزى أطلقوا قنابل الغاز على مواسير الغاز الطبيعى، مما تسبب فى نشوب حريق كبير, وعندما جاء رجال الإطفاء لإخماد الحريق, قام جنود الأمن المركزى بالاعتداء عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم, مما تسبب فى زيادة الخسائر الناجمة عن الحريق"، وأضاف سكان البناية أن قوة الجيش المتمركزة أعلى سطح العمارة لم تسلم من إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل الأمن المركزى كذلك، فيما أشار علاء البدرى، أحد سكان البناية، أن نجله البالغ من العمر ستة أشهر قد تعرض للاختناق من جراء الغاز المسيل للدموع, لولا أنه نقله للمستشفى, ونجح الأطباء فى إنقاذ حياته فى اللحظة الأخيرة, كما أن هجوم الأمن المركزى تسبب فى احتراق سيارة والده على البدرى، بالإضافة إلى تكسير سيارته الخاصة, وقد ذهب لتحرير محاضر بهذه الوقائع فى قسم السويس قبيل احتراقه, واتهم فيه جنود الأمن المركزى بارتكاب هذه الأفعال, إلا أن النيابة العامة لم تسمع أقواله فى هذه البلاغات حتى الآن.
كما قال صاحب مقهى "الفيشاوى" إن جنود الأمن المركزى هاجموا المقهى واعتدوا على رواده, وتسببوا فى اشتعال النيران فى أجزاء كبيرة من المقهى بعد إطلاق النار على أنابيب البوتاجاز الموجودة بالمكان, واتهم جنود الأمن المركزى بإحداث العديد من التلفيات بالمقهى, وأضاف أنه لولا دفاع شباب الثورة عن المقهى ورواده لحدث ما لا يحمد عقباه.
فيما قال "محمد سعد", أحد سكان برج النهضة المواجه لمبنى المحافظة, أن رصاص الأمن المركزى قد اخترق زجاج منزله الواقع بالدور الأول من البرج, وأضاف أن جنود الأمن المركزى قد اقتحموا صالون الحلاقة الخاص به, والذى يقع أسفل البناية, وعاثوا فسادًا بكل ما فيه, اعتقادًا منهم بأن المتظاهرين يحتمون فيه.