قالت مصادر رسمية وأخرى مستقلة مواكبة لأجواء لقاءات أجراها قياديون بجماعة الإخوان المسلمين مع شخصيات قطرية أمنية رفيعة المستوى التقتهم فى القاهرة دون نظرائهم من المصريين، إن فحوى هذه اللقاءات يتعلق بجملة من القضايا تدار بالتشاور مباشرة مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين دون أجهزة الدولة. أحد هذه المصادر من الإخوان المسلمين قال ل«الشروق»: إنه «لا غضاضة فى أن يلتقى مسئولون قطريون قيادات الأغلبية السياسية فى مصر دون لقاء مسئولين رسميين»، معتبرا أن هذا يحدث فى العديد من دول العالم لأن الإخوان المسلمين، بحسبه، «هم فى الحكم سياسيا وليس فقط تنفيذيا».
المصدر ذاته قارن بين لقاءات عقدها جون ماكين السيناتور الجمهورى الأمريكى فى القاهرة الأسبوع الفائت مع قيادات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، وقال «لماذا لا تنزعج الصحافة من لقاءات يجريها البرادعي وغيره مع الأمريكيين، وتنزعج من لقاءات ممثلين لواحدة من أهم الدول الداعمة لمصر حاليا مع ممثلي الأغلبية السياسية».
وكان مدير المخابرات الحربية القطري ووزير داخلية قطر زارا القاهرة خلال الأيام الماضية، دون أن يلتقيا أيا من المسئولين الرسميين فى المخابرات والداخلية، كما لم يتم الكشف من أي جهة عن طبيعة هذه الزيارات.
المصدر الذى رفض ذكر اسمه، أضاف أن ما تمت مناقشته فى اللقاءات أمور تتعلق بأفكار اقتصادية وأفكار أخرى للتعاون القطري المصري المتواصل، والذى يؤسس لمرحلة جديدة فى العلاقات، معتبرا أنه «بصراحة فيه ناس فى أجهزة الدولة مازالت تعادى قطر وبتعرقل محاولات التقارب المصري القطري المهمة جدا لمصر فى هذه المرحلة، وبالتالي يتم التخاطب مع قيادات الإخوان التي تخبر الرئيس بالطبع بنتائج هذه المحادثات».
المحادثات المصرية القطرية التي شهدتها القاهرة الأيام الماضية شملت عدة أمور، على رأسها نتائج اتصالات خليجية وغربية أجرتها قطر لمساعدة مصر فى الإفراج عن عدد من المصريين الذين تعتقلهم الإمارات العربية المتحدة منذ أسابيع، بتهمة تشكيل كيان إخواني يهدف لزعزعة نظام الحكم فى الإمارات، كما شملت أيضا أفكارا قطرية لدعم الاقتصاد المصري من خلال مقترحات مشاريع جديدة يمكن أن يكشف عنها خلال الربيع القادم، وكذلك تنسيقا مصريا قطريا إزاء عدد من القضايا الاقليمية وعلى رأسها ملفات متعلقة بأمن الخليج.
الوضع فى غزة كان ضمن القضايا التي تمت مناقشتها، وكذلك الاتصالات التي تجريها جماعة «الإخوان المسلمين» من خلال كوادرها والشخصيات القريبة منها مع قيادات الجماعات الإسلامية المسلحة فى عدد من البلدان، بهدف تحقيق تهدئة فى هذه الدول، بما فى ذلك طالبان فى أفغانستان، وبعض عناصر جيش التحرير المسلحة فى سوريا.
ما تم الاتفاق عليه فى هذه اللقاءات يشمل بالأساس مؤازرة حكومة حماس فى قطاع غزة، ودعم موقفها التفاوضي فى محادثات المصالحة الفلسطينية التى ترعاها القاهرة مع حركة فتح.
يأتى ذلك بالتوازى مع ما كشفته مصادر «الشروق» الغربية فى القاهرة ومصادر مصرية رسمية، عن تعهدات جديدة حصل عليها السيناتور الأمريكي جون ماكين من مرسى، بضمان عدم خرق حماس للهدنة مع إسرائيل والتزامها بالعمل على السيطرة على جماعات الإسلام السياسى المسلح المنتشرة فى قطاع غزة المحاصر، إلى جانب طمأنة الجانب الأمريكي الذى أبدى عدم ارتياحه لمستوى التعامل المصري مع الجماعات الإسلامية الجهادية فى سيناء.