سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر ل«الشروق»: الرئيس تحت حصار مطالب بن جاسم وماكين رئيس وزراء قطر يطلب أمانة الجامعة مقابل المساعدات .. والسيناتور الأمريكي يحمل أسئلة محرجة للرئاسة..
قالت مصادر مصرية اقتصادية وأخرى رسمية، إن زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم لمصر، اليوم، والتي التقي خلالها رئيس الجمهورية تهدف لمناقشة طلب مصري – وصفه أحد هذه المصادر بأنه ملح وعاجل – متمثل في قرض قطري سريع، لإنقاذ المالية المصرية الموشكة علي التهاوي. وبحسب هذه المصادر، فإن زيارة بن جاسم تأتي في أعقاب زيارتين قام بها وفدان مصريان، مشكلان بالأساس من أعضاء قياديين بجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة مكتب خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين. الوفدان نقلا لمسؤولين قطريين في الدوحة، مخاوف مصرية من تهاوي مالي يؤدي إلي حالة من البلبلة السياسية الواسعة، واستمعا لوعود قطرية بالتعاون دون التزامات واضحة. ويقول أحد مصادر «الشروق» إن قطر لا تبدو مستعدة لتقديم قروض في الوقت الحالي لمصر، ويقول آخر إن قطر بالقطع لن تقدم قروضًا، ولكن يمكن أن تقدم وديعة جديدة، يتم إيداعها في البنك المركزي علي غرار الوديعة السابقة، بهدف ضخ سيولة نقد أجنبي في هذا التوقيت الحرج من العام، حيث علي القاهرة الوفاء بالتزامات دولية تتعلق بسداد مديونيات وبشراء سلع غذائية. المصادر المتابعة عن قرب للمحادثات المصرية القطرية، قالت إن ما يسعي إليه بن جاسم اليوم هو الحديث عن التزامات مصرية مقابلة. أحد هذه المصادر قال إن من بين هذه الالتزامات موافقة مصرية واضحة علي جملة من المشاريع الاستثمارية التي تبغي قطر القيام بها في شرق مصر وشمالها، إلي جانب موافقة مصرية علي دعم تحركات سياسية قطرية إقليمية إزاء عدد من الملفات من بينها الملف السوري وأيضا دعم مصري مباشر لتواجد قطري أرفع في عدد من المحافل الدولية والإقليمية. وبحسب المصدر ذاته، فإن قطر ترغب أن تستمع بوضوح لموقف مصر من مقترح قطري سابق علي تولي الرئيس محمد مرسي الحكم، بأن الوقت قد حان لفتح الباب أمام تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية "في القريب". وكانت قطر قد تقدمت بمرشح لنيل منصب الامين العام لجامعة الدول العربية مع نهاية مدة عمرو موسي منتصف 2011 غير أنها قررت سحب مرشحها مقابل ترشيح مصر نبيل العربي، الأمين العام الحالي ووزير الخارجية في حينه. وكان الموقف القطري في حينه يقوم علي أن سحب المرشح – الذي كانت قطر قد حصلت علي أصوات كافية من الدول ال22 الأعضاء لتمريره – جاء حتي لا تكون مصر ما بعد ثورة يناير قد فقدت الاحتفاظ بالمقعد، الذي ظل عرفا في حوزة دولة المقر مصر أو تونس، خلال عقد المقاطعة العربية لمصر في أعقاب توقيع الرئيس الراحل أنور السادات لاتقافية السلام مع إسرائيل . وتقدر مصادر رسمية في عدد من أجهزة الدولة السيادية، بما فيها مؤسسة الرئاسة، أن القاهرة منفتحة علي مجمل المطالب القطرية، ولكن بحسب المصدر الرئاسي فإن هناك مطالب قطرية لا يستطيع الرئيس إطلاقا، رغم الموافقة عليها من حيث المبدأ تمريرها في المرحلة الحالية لأنها لا تلقي قبولا شعبيا. بعض هذه المطالب، بحسب المصدر ذاته، يتعلق بالاستثمارات، والبعض الآخر له أبعاد وصفها بأنها "سياسية داخلية". من ناحية أخرى، سيكون علي القاهرة الرسمية خلال اليومين القادمين إقناع السناتور الجمهوري "جون ماكين" الذي يصل القاهرة بالأساس للقاء القيادات السياسية المعارضة، بان الحديث عن قمع الحريات وأسلمة مصر التي يستمع إليها نواب جمهوريون في واشطن ليست حقيقية. في الوقت نفسه قالت مصادر إن دولة خليجية لديها مشكلات مع مصر تتحرك داخل الكونجرس لإقناعه بعدم مد يد المساعدة للقاهرة. زيارة ماكين لمصر، تأتي بحسب مصادر غربية وعربية في واشطن والقاهرة علي خلفية تباين في وجهات النظر بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حول ما يصفه الجمهوريون بالدعم المبالغ فيه من قبل ادارة أوباما لنظام الاخوان المسلمين في مصر. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، قد صرحت أمس الأول خلال إفادة يومية بالخارجية الامريكية، أن إدارة أوباما تسعي لإقناع الجمهوريين في الكونجرس بالموافقة علي تمرير مساعدات مقررة لمصر تقدر بنحو 450 مليون دولار في أقرب وقت. ويقدر مصدر غربي، أن ماكين الذي يصل القاهرة محملا بتصورات سلبية عن حال السياسة الداخلية في مصر، لن يرجع بصورة أكثر إيجابية، لأنه سيطرح علي المسؤولين الرسميين المصريين أسئلة يصعب الإجابة عليها حول تفاصيل الالتزام بالعملية الديمقراطية، ويقول "ماكين لن يقبل بالعبارات المطاطة التي سبق أن قدمتها الرئاسة المصرية لواشنطن، كما أنه سيقدم أيضا أسئلة محددة حول التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل، قد لا يستطيع الرئيس المصري رغم كل ما تبديه القاهرة من حسن نوايا في هذا الصدد أن يقدم تعهدات واضحة بشأنها". خلاصات زيارة ماكين، بحسب نفس المصادر، لن تؤثر علي كل حال في الجهد الأمريكي الواضح لدعم حصول مصر علي قرض مع صندوق النقد الدولي. ويقول مصدر غربي في القاهرة، "أوباما يريد أن يدعم مرسي بكل شكل لأنه يرى أن في استمرار الحكم الاسلامي غير المتشدد في مصر، فرصة لاحتواء أوسع للحركات الإسلامية في كل منطقة الشرق الاوسط، ولأن مرسي في كل الأحوال لم يأخذ الإسلام السياسي في أي اتجاه مزعج للمصالح الإسرائيلية الحالية، وأوباما راض تماما في هذا الصدد". "هذه المرة لدينا تأكيدات حاسمة من واشنطن أننا سنبدأ في الحصول علي القرض ولا يمكن لزيارة ماكين أيا كانت أن تنال من ذلك،" بحسب مصدر في رئاسة الوزراء.