دموع لا تتوقف وحداد مفتوح على أرواح شهداء سوهاج بحادث قطار البدرشين، صرخات الأمهات تتعالى، على أمل أن تسمع أصوات أبنائها "الشهداء" من جديد. ففي ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، استيقظ أهالي سوهاج على خبر انفصال عربتين من قطار (أسيوط – القاهرة)، عند مدينة البدرشين بالجيزة، ووفاة 19 مجنداً.
هنا في قرية "الصوامعة" شرق بمركز أخميم، ارتدت النساء الملابس السوداء، بعد أن فجعت القرية بفقدان ثلاثة من خيرة شبابها.
وفي منزل الشهيد الأول، حمادة رشدي عبد القادر "20 عاماً" من نجع عزيز، استقبلنا ابن عمه، قائلاً:"حصل حمادة على دبلوم صنايع، وتحمل المسئولية منذ صغره بعد وفاة والده وهو العائل الوحيد لأخواته الست، وكان يعمل باليومية من أجل الصرف على أسرته من مأكل ومشرب وملبس، كما سافر بعد حصوله علي دبلوم الصنايع للعمل بدولة ليبيا ورجع منذ 5 شهور لتأدية الخدمة العسكرية، ولبى نداء الوطن لخدمته، ولكن القدر لم يمهله، إذ لقى مصرعه على القضبان".
وفى منطقة نجع هرماس دائرة مركز أخميم، يقع منزل الفقيد وائل صبرة أحمد، والذي قالت شقيقته نادية: "شقيقي وائل جمعنا وأخذ معه 100 جنيه، وقال اللي نفسه في حاجة يقول علشان وانا راجع من الجيش أجيبها معايا، لكنه عاد لنا جثة هامدة".
وفى منزل الفقيد الثالث، محمود محمد على الدين، سيطرت حالة من الحزن على جميع أسرته، لم يستطع أشقاؤه الخمسة من الحديث وسط تواصل دموعهم دون توقف.
تمكن "أحمد" شقيق الشهيد الثالث، من التماسك للحظات، قائلا: "بكى أخي الشهيد عندما شاهد حادث قطار أسيوط ودمعت عيناه على التلاميذ الصغار، ولم يكن يتخيل أنه سيلاقى نفس مصيرهم وتراق دماؤه على قضبان السكة الحديد".
ومن أخميم إلى جرجا، حيث يقع منزل الشهيد موسى حليم روفائيل "20 عاماً"، في قرية بيت علام، لم نتمكن من لقاء أي من شقيقيه "أسعد" و"كرم"، بعد أن توجها إلى القاهرة بحثاً عن أخيهم الأكبر، وتزداد صعوبة الموقف مع عدم ورود أي أنباء عن الشهيد الرابع، حيث عجز مسؤولو المحافظة عن الحصول على معلومات بشأنه.
وأمام ذلك، قررت مجموعة من أبناء القرية التوجه إلى الجيزة، ليكونوا عوناً لشقيقيه في البحث عن أخيهم.