وصفت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى، اليوم الخميس، خطاب الرئيس محمد مرسي أمام المجلس، في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، بأنه جاء شاملا للعديد من المفاهيم العامة، التي ينبغي أن تسود في مصر الثورة. وقالت اللجنة، في تقريرها، الذي أعدته عن هذا الخطاب ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن الرئيس تطرق لأهمية الثقافة ودور الإعلام في التوعية وترسيخ قيم وأخلاقيات المجتمع، وكذلك السياحة كقاطرة أساسية للنهضة".
وقال عماد المهدي، وكيل اللجنة: "إن اللجنة أعدت التقرير في ضوء ما يخصها في الخطاب بشأن الثقافة والاعلام والسياحة"، مشيرًا إلى أن الثقافة تعبر عن منظومة قيم يحتاج إليها المصريون في بناء دولة وطنية دستورية ديموقراطية حديثة.
وأضاف أن الرئيس أصاب في خطابه كبد الحقيقة، عندما قال: "إننا منذ فجر التاريخ ونحن أمة تصنع الحضارة، وتقدم شواهد ملهمة في تاريخ الانسانية كلها .. أمة توحد الله وتفجر طاقات الإنسان في كل مناحي الإبداع".
وأوضح المهدي، أن ما ذكره الرئيس في خطابه يعكس مدى أهمية الثقافة، ودورها في صناعة تقدم الأمم وتحضر المجتمعات، فضلا عن التأكيد على أهمية تعزيز التنوع والاختلاف، منوهًا بأن الرئيس حرص على أن يؤكد للجميع أن عصر الظلم والطغيان والتمييز وغياب العدالة الاجتماعية قد ولى وانتهى إلى غير رجعة، وإن المواطنين كافة متساوون أمام القانون.
ودعا تقرير لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالشورى، إلى طرح مشروعات القوانين على المواطنين دون مفاجأتهم بها، والانتباه إلى التشريعات قبل أن توضع موضع التنفيذ، لشرح ما تنطوي عليه من ضرورات، دعمًا لثقافة سيادة القانون واحترامه.
وحول الإعلام في خطاب الرئيس، قال وكيل لجنة الثقافة، عماد المهدي، إنه: "لا يمكن تحقيق النجاح في تغيير المنظومة الثقافية وقيمها دون دور إعلام فاعل ينقل القيم الايجابية المرغوبة إلى المجتمع، فيسهم في تشكيل الاتجاهات ويؤثر في حيز الانتباه للأفراد".
وأضاف أن ذلك يستوجب إعادة النظر في كيفية تنظيم الإعلام بكافة صوره ومختلف وسائله، ووضع آليات عمله على النحو الذي يحقق المعادلة بين حماية أمن المجتمع واستقراره من جانب، وتعزيز الحرية المسؤولة للإعلام من جانب آخر.
وأوضح المهدي، أن الإطاحة بالحكم البائد جاءت بنظام ديمقراطي تعددي، صار مستقرًا يتطور ويتعمق، وبدستور قطع الطريق نهائيًا على سطوة السلطة بالنص على تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة، تحقق حرية الإعلام ممثلة في المجلس الوطني للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام.
وحذر من أن المهدد الحقيقي للإعلام ودوره ومكانته هي سطوة جماعات المصالح والتمويل الفاسد، التي صارت تدفع الإعلام نحو تهديد استقرار المجتمع وتماسكه.
وطالب بوضع سياسة إعلامية وطنية، من خلال الإسراع في بناء المنظومة الإعلامية الجديدة، كما نص عليها الدستور الجديد، والتي تشمل (المجلس الوطني للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام).
وفي مجال السياحة، طالب المهدي بالإسراع في استعادة الاستقرار الأمني وتكثيفه بأكبر قدر ممكن داخل المدن السياحية والطرق المؤدية اليها، مع إزالة كافة التعديات، التي حدثت خلال الفترة السابقة على المناطق السياحية، والتصدي بشدة لكافة المظاهر السلبية، مع إعادة النظر في الأعباء المالية والمديونيات المستحقة على القطاع السياحي، خلال الفترة الماضية.
وشدد المهدي أيضًا على ضرورة تطوير وسائل النقل الجماعي السياحية؛ كالقطارات، وفتح أسواق سياحية جديدة، لجذب السائحين، قال: "إن اللجنة أكدت أهمية قراءة خطاب الرئيس قراءة واعية متفحصة، لما تضمنه من رؤى عامة واستراتيجيات كلية".