أكدت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى أن خطاب الرئيس محمد مرسى أمام المجلس فى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، جاء شاملاً للعديد من المفاهيم العامة التى ينبغى أن تسود مصر الثورة. وقال عماد المهدى وكيل اللجنة إنه لا يمكن النجاح فى تغيير المنظومة الثقافية وقيمها دون دور إعلامى فاعل ينقل القيم الإيجابية المرغوبة إلى المجتمع فيسهم فى تشكيل الاتجاهات ويؤثر فى حيز الانتباه للأفراد. وأوضح أن ذلك يستوجب إعادة النظر فى كيفية تنظيم الإعلام بجميع صوره ومختلف وسائله ووضع آليات عمله على النحو الذى يحقق المعادلة بين حماية أمن المجتمع واستقراره من جانب، وتعزيز الحرية المسئولة للإعلام من جانب آخر. وأضاف المهدى أن إطاحة الحكم البائد قد أتت بنظام ديمقراطى تعددى صار مستقرًا يتطور ويتعمق، وبدستور قطع الطريق نهائيًا على سطوة السلطة بالنص على تشكيل مؤسسات وطنية مستقلة تحقق حرية الإعلام ممثلة فى المجلس الوطنى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام. وحذر المهدى من أن المهدد الحقيقى للإعلام ودوره ومكانته هى سطوة جماعات المصالح والتمويل الفاسد التى صارت تدفع الإعلام نحو تهديد استقرار المجتمع وتماسكه. وأشار إلى أن منظومة "الإعلام للدولة" أو إعلام السلطة فى عهد الرئيس المخلوع لم تكن وحدها المؤشر على فساد الإعلام بل كانت نشأة الكثير من وسائل الإعلام دون ضوابط قانونية ومراقبة مالية ومجتمعية أحد المؤشرات على فساد الإعلام. وطالب المهدى اللجنة بوضع سياسة إعلامية وطنية من خلال الإسراع فى بناء المنظومة الإعلامية الجديدة كما نص عليها الدستور الجديد والتى تشمل (المجلس الوطنى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام)، وتحديث الخطط البرامجية وخرائط القنوات المحلية بحيث تأخذ فى اعتبارها حاجات وقيم وسلوكيات المواطن المصرى المختلفة. كما طالب وكيل اللجنة بتعميق طابع الخصوصية للقنوات المحلية، وتطويرها بحيث تكون قادرة على الوصول برسالتها إلى خارج الإطار المحلى بها، مع التأكيد على حرية الصحافة وحرية إصدار الصحف والمجلات ومختلف المطبوعات الورقية والإلكترونية بدون أى عائق قانونى أو إدارى مادامت المطبوعة ملتزمة بالدستور والقانون وتراعى الأخلاق العامة، مع الإسراع بإعادة النظر فى ميثاق الشرف الصحفى بما يضمن التزما حقيقيا مع الصحف المصرية.