في وقت يطوق فيه مقاتلو المعارضة السورية العاصمة دمشق، ومع سقوط أكثر من ستين ألف قتيل على مدار 21 شهرًا من القتال، ألقى الرئيس بشار الأسد خطابًا أمس، وصف فيه الربيع العربي ب"فقاعات صابون ستنتهي"، وطرح ما اعتبرها مبادرة لحل الأزمة السورية، مشددًا على مواصلة التصدي لما أسماه "الإرهاب".
الأسد أوضح، في خطاب بدار الأوبرا في دمشق دام نحو الساعة، أن "المرحلة الأولى من مبادرة الحل السياسي تنص على التزام الدول المعنية بوقف تمويل وإيواء المسلحين، ووقف العمليات الإرهابية؛ ما يسهل عودة النازحين، ثم وقف العمليات العسكرية من جانب قواتنا المسلحة مع الاحتفاظ بحق الرد، وإيجاد آلية لضبط الحدود، وبعدها تبدأ الحكومة القائمة بإجراء اتصالات لعقد مؤتمر للحوار بمشاركة كل القوى الراغبة بحل في الخارج والداخل".
وفي المرحلة الثانية، يتم عقد "مؤتمر وطني شامل وميثاق يتمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ونبذ الإرهاب، على أن يعرض الميثاق على الاستفتاء، ثم تُؤلف حكومة ممثلة لكافة أطياف الشعب تضع دستورًا جديدًا يطرح لاستفتاء شعبي".
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من المبادرة، فيتم فيها "تشكيل حكومة جديدة وفقًا للدستور الجديد، وإصدار عفو عام عن المعتقلين مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها، ثم العمل على تأهيل البنى التحتية والتعويض وإعادة الإعمار"، وفقًا للاسد، الذي شدد على أن "هذه الرؤية والأفكار موجهة لكل من يريد الحوار والحل السياسي".
وبالتزامن مع خطاب الأسد، غرد الرئيس محمد مرسي على "تويتر"، قائلاً إن "أولوياتنا في سوريا، هي وقف نزيف الدم السوري، والحفاظ على وحدة الأرض السورية كاملة غير منقوصة، والوقوف ضد أي تدخل عسكري يزيد من أزمات الشعب السوري، الذي يتحرك بكل قوة وعزيمة لينال حريته، ودعم عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مع تقديم كافة صور الدعم لهم حتى يعودوا بكرامة".
وختم بأن "الثورة السورية ستمضي إلى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؛ لتكون سوريا موحدة حرة مستقلة لكل أبنائها".
على الجبهة الأخرى، وفي تصريحات ل"الشروق" عبر الهاتف من باريس، قال رئيس "التحالف الوطني السوري" المعارض، وائل حافظ، إن هذه المبادرة "مرفوضة تمامًا، فلا حوار ولا حياة مع الأسد بعد كل هذه الدماء وكل هذا الدمار"، مشددًا على "استمرار الثورة حتى إسقاط النظام، بل ومحاكمة الأسد على جرائمه بحق الشعب السوري".
وما بين الأسد والمعارضة المُصرة على إنهاء 42 عامًا من حكم عائلته، شدد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الدبلوماسي الجزائري المخضرم، الأخضر الإبراهمي، في حوار مع "الشروق"، على أن بداية العام الجديد يجب أن تشهد حل الأزمة السورية، معتبرًا أن السوريين أمام خيارين هما، إما الحل السياسي أو الصوملة، حيث "أمراء الحرب والتجارة غير المشروعة والاضطرابات اللانهائية واللامحدودة".