أحيت قوى التيار المدني الليبرالي بالإسكندرية، مساء أمس الاثنين، الذكرى السنوية الثانية ل«فاجعة» كنيسة القديسين، علي "أضواء الشموع"، والتي راح ضحيتها 23 شهيدًا، وقرابة 100 مصاب، علي إثر اعتداء "تفجيري" بأياد خفية "مجهولة"، وقع منتصف ليل الأول من يناير عام 2011، ولا تزال ملابستها رهن التحقيقات حتى الآن. ووسط إجراءات أمنية مشددة، شارك في إحياء الذكري المئات من النشطاء وأعضاء الحركات والائتلافات والأحزاب السياسية، في حضور جورج إسحاق، الناشط السياسي، والإعلامية جميلة إسماعيل، والتي أكدت تلقيها مكالمة هاتفية من الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، هنأ فيها ثوار الإسكندرية - مسلمين ومسيحيين - بمناسبة بدء العام الجديد، فيما أرسل الأديب علاء الأسواني كلمة قُرئت على الحضور، وذلك لعدم استطاعتهما الحضور.
واعتبر جورج إسحاق ، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، أن الأيام المقبلة سوف تكون في غاية الصعوبة، لافتا إلى أن جبهة الإنقاذ لن تقدم للنظام الحالي سوى ورقة واحدة من خلال روشتة للأزمة الاقتصادية، التي تمس عصب الشعب المصري، مضيفاً أنهم علي استعداد لتقديم المشورة من خلال المتخصصين في الاقتصاد فقط، من أجل الشعب المصري والخروج من النفق المظلم.
وأوضح، أن جبهة الإنقاذ ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة واحدة للتصدي للإخوان المسلمين، قائلا: سننافس للحصول على 60% من مقاعد البرلمان، وذلك يتطلب التأكيد علي أهمية توعية المواطنين البسطاء ورفع ثقافتهم حتى لا يتم استغلالهم باسم الدين.
ومن جانبها، اعتبرت الإعلامية جميلة إسماعيل، أن مشاركتها تأتي للتأكيد على تحقيق العدالة ومحاكمة الجناة، ممن أزهقت أيديهم أرواح ضحايا تفجير كنيسة القديسين الطاهرة، لافتة إلي أن يوم 25 يناير المقبل سيكون للتأكيد على استمرار المعركة، من أجل دستور لمصر والمصريين، وبناء مصر الحديثة، وإنقاذها من الانهيار الاقتصادي، مؤكدة أن جبهة الإنقاذ لديها مشروع قوى لإنهاء الأزمة الاقتصادية، ولكنها تنتظر أن يرى من في السلطة الآخرين، حتى يفيق، بعد أن يتدارك أخطاءه ويعترف بها.
فيما حضر البابا تواضروس الثاني، وألقي أول عظة له بالإسكندرية منذ رسماته بابا للإسكندرية وبطريركًا للكرازة المرقسية، ودعا خلالها شعب الكنيسة بالإخلاص في الصلاة والدعاء خلال العام الجديد والتوبة من كافة الذنوب عن أيام العام الماضي.
واتسمت عظة البابا بالطابع الديني، دون التطرق لأي أمور سياسية، حيث تحدث عن التوبة والإخلاص والدعاء. واكتفت جماعة الإخوان المسلمون بالإسكندرية، بإصدار بيان مقتضب طالبت فيه بالقصاص لضحايا كنيسة القديسين، وذلك في الوقت الذي لم ترصد فيه «الشروق» أي تواجد "لقيادات تيار الإسلام السياسي" بالإسكندرية خلال فعاليات الذكرى الثانية.
وتضمن البيان توجيه أنس القاضي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، التهنئة لأقباط مصر عامة والإسكندرية خاصة، بمناسبة العام الميلادي الجديد، مطالبا بالقصاص العادل من مرتكبي حادث تفجير محيط كنيسة القديسين مطلع عام 2011.
وأشاد "القاضي" بروح الوحدة الوطنية بين مسلمي وأقباط مصر، مؤكدًا أن النظام البائد فشل في إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الوطن، مطالبا المصريين، مسلمين ومسيحيين، من مختلف التوجهات الحزبية والسياسية والفكرية، بالتوحد في هذه الفترة المهمة في تاريخ مصر، للعبور إلى مستقبل أفضل، يشارك فيه الجميع لبناء مصر الجديدة.