في ملحمة وطنية شهدتها مدينة الإسكندرية بليلة رأس السنة الميلادية احتشد أقطاب الشعب المصري – مسلمين وأقباط - أمام كنيسة القديسين، بمصاحبة النشطاء السياسيين، وعدد من الفنانين، لإحياء ذكرى شهداء الكنيسة بحادث التفجير في مثل هذا اليوم منذ عامين مضوا، قبيل اندلاع الثورة المصرية . استهلت الاحتفال بوقفة صامتة جمعت عنصري الأمة مُمسكين بلافتات حثت على الوحدة الوطنية، فضلاً عن إشارتهم لضرورة الانتهاء من تحقيقات حادث كنيسة القديسين والقصاص من القتلة، وكانت أبرزها حديث عن الرسول "ص" الذي نص على "استوصوا بأقباط مصر خيراً فإنهم ذمة ورحمة"، "القصاص لعريس السماء". وفي غضون ذلك شارك الناشط السياسي جورج إسحاق بملحمة "القديسين" التي أكد من خلالها أن الثورة مستمرة، وان دور العبادة لازال مفتوح لأبناء الوطن الواحد، مُعلناً رفضه للإستبداد والفاشية، مُردداً "الشعب المصري إيد واحدة". وأضاف إسحاق متطرقاً لفعاليات جبهة الإنقاذ الوطني، أن الجبهة مستمرة في النضال، موضحاً بأنها سوف تخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة موحدة، وذلك في إطار جلب حقوق الفقراء، حسب قوله. وفي هذا الإطار اعتلت الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، رافضة الاحتفال بأي شكل من الأشكال قبل الانتهاء من التحقيقات وتحقيق العدالة والقصاص للشهداء، مؤكدة على إنها لا تشهر بسعادة تجاه أي مظاهر للاحتفال بقدوم العام الجديد في ظل هذه المحنة . ولفتت "إسماعيل" بأن المشاركة في إحياء ذكرى شهداء كنيسة القديسين على مدار عامين متتاليين، من شأنهما التأكيد على إصرار الشعب المصري على إجراء محاكمات الجناة في إطار تحقيق العدالة، لاستقبال العام الجديد بصدر رحب. ومن ناحية أخري وجه المخرج والمُمثل السينمائي أحمد ماهر، رسالة إلى النظام الحاكم، قائلاً "إن المشاركة بملحمة الوحدة الوطنية التي تشهدها الإسكندرية في تلك الساعات تأتي برسالة للنظام الحاكم، إذا حاول تكرار نفس سياسات النظام السابق"، مُطلقاً على محافظة الإسكندرية لقب "محافظة الشهداء". تجدر الإشارة إلى انه بمجرد أن دقت كنيسة القديسين أجراسها إحتفال بقدوم العام الجديد 2013، هتف عدد من النشطاء بعدد من العبارات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين، منها "يسقط حكم المرشد"، "شيلو مرسي"، و "ثورة ثورة مكملين و الثوار نازلين 25 "، "ميناء يا بطل دمك بيحرر وطن". فيما حاول عدد من المندسين الوقيعة بين النشطاء و قوات الشرطة عن طريق توجيه السباب لعدد من القيادات الأمنية المتواجدة بمحيط كنيسة القديسين، للوقوف علي إجراءات تأمينها، الأ أن القيادات الأمنية إلتزمت بضبط النفس وحاولت السيطرة على الموقف. كانت الإسكندرية قد إستعدت لإحياء ذكرى شهدائها هذا العام أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر، بمشاركة القوى السياسية المختلفة، وبحضور لفيف من الشخصيات العامة، أبرزهم الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، الناشط السياسي جورج إسحاق، المنتج والسيناريست محمد العدل، الخبير الإقتصادى رائد سلامة، المخرج والممثل أحمد ماهر، بالإضافة إلى النشطاء "محمد عواد، هالة شحاتة، ريم العدل، علا شهبة". وتتضمنت فاعلية الذكرى فقرة ترانيم كنسية لشباب الكنيسة، فضلاً عن إلقاء كلمة لأحد القساوسة وأحد الشيوخ، حول الوحدة الوطنية، يُعقبها فقرات فنية، فى ظل إنشائهم لعمل لوحة ضمت بعد أسماء وصور المتوفون بهذا الحادث الأليم الذي أسفر عن مقتل 23 قبطي، فضلاً عن إصابة 17، في حادث السيارة المُفخخة التي وقفت أمام الكنيسة بالدقائق الأولى من صباح السبت الذي وافق 1 يناير 2011. وأرعي تلك الإحتفالية عدد من القوى الثورية بالمدينة الساحلية، وهم "التيار الشعبي المصري، حزب الدستور المصري، حزب المصريين الأحرار، حركة شباب اتحاد ماسبيرو ، المجلس الوطني، حزب التحالف الاشتراكي، حزب المصري الديمقراطي، التيار المدني".