قال عبد الرحمن الجوهري منسق حركة كفاية بالإسكندرية، إن حملة منظمة بدأت بتصريحات إعلامية للدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس الشورى، ومستشار رئيس الجمهورية، حول حق العودة لليهود الإسرائيليين إلي مصر، والزعم بأن "مصر أولي بهم"، وابتدع قيام عبد الناصر بطردهم، متناسيًا عن عمد بكل تأكيد أن هجرتهم كانت هجرة طواعية لتحقيق الفكرة الصهيونية بالتوطين علي أرض فلسطين. وأبدي "الجوهري" عجبه في بيان للحركة، مما لحق بتصريحات وصفها ب"المشبوهة" من تأييد جارف من مؤسسات الكيان الصهيوني وآلته الإعلامية الواسعة الانتشار، وما أعقب ذلك من تبريرات واهية من "العريان" لتلك التصريحات دون تحديد منه للصفة التي يتحدث بها، إن كانت حزبية أم تشريعية أم تنفيذية، فضلاً عما أعلنه قيادة إخوانية آخري أمثال: حمدي حسن بأحقية اليهود علي حد زعمه في استرداد ممتلكاتهم التي تركوها بمصر قبل هجرتهم.
واعتبر «منسق كفاية»، توقيت صدور التصريحات، بعد الاستفتاء علي الدستور الذي أُقحم فيه ولأول مرة ذكر لكلمة اليهود في المادة الثالثة من الدستور، مما يعني أن هناك ارتباط وثيق بما تم تمريره في هذا الدستور وما يصرح به قيادات الجماعة من حق اليهود "الإسرائيليون" في العودة لمصر واسترداد ممتلكاتهم، ويؤكد أننا أمام مخطط وصفقة مدفوعة الثمن بدأت خيوطها تتضح، كما أنكشف الستار عن أهداف وبرامج وخطط جماعة الإخوان في تبنيها الواضح للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والذي ينحاز إلي جانب الكيان الصهيوني علي حساب الأمن القومي العربي والمصري.
وشدد "الجوهري" علي أن تلك الدعوة التي تطلقها جماعة الإخوان علي لسان قياداتها وترويجهم لمبدأ الحق في المواطنة لكل من المسلمين والمسيحيين واليهود "المصريين"، وانحصار ذلك "بسذاجة مقصودة" حسب تعبيره لفكرة المواطنة، وقصرها علي النواحي الدينية فقط وإغفالهم عمداً أن الأمر في تلك الدعوة يخص جنسية إسرائيلية تتبني مشروع صهيوني، بالإضافة إلي أن تلك الدعوة لإعادة توطين الإسرائيليين في مصر هي محاولة يائسة من الجماعة لتمرير صفقة مساندة الأمريكان والكيان الصهيوني لوصول الرئيس إلي كرسي الحكم كأحد المقدمات لإنفراد الإخوان بكافة المؤسسات والسلطات في مصر.
ولفت "الجوهري" إلي أن تلك الدعوة جاءت كاشفة لكل محاولات التضليل التي كانت تطلقها سابقاً جماعة الإخوان في عدائها للكيان الصهيوني وتبنيها للقضايا الفلسطينية، وتؤكد فناء كل تلك الادعاءات السابقة بشأن القضية الفلسطينية، كما جاءت كاشفة أيضاً لتخليهم بتلك الدعوة عن حقوق الشهداء المصريين والعرب في الحروب مع إسرائيل فضلاً عن التخلي العلني عن حقوق الأسري المصريين الذين تم دفنهم أحياء في مقابر جماعية بأرض سيناء.
وأشار منسق كفاية إلي أن إغفال جماعة الإخوان لحقيقة أن الإسرائيليين "المصريون السابقون" شاركوا في اغتصاب أرض فلسطين وقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد الملايين منهم، بالإضافة إلي مشاركتهم الفعلية في قتل الجنود المصريين في الحروب السابقة دفاعاً منهم عن فكرة الوطن القومي للصهاينة في فلسطين، بما يؤكد "أن عودة من شارك في اغتصاب الأرض وقتل الأبرياء إلي مصر مع تعويضهم دعوة "مشبوهة" تستهدف زيادة حدة الانقسام والصراع وغياب الاستقرار داخل مصر والأمة العربية لصالح الكيان الصهيوني المستفيد الأوحد في المنطقة.
وأكد "الجوهري" علي أن كل ذلك يتم في الوقت الذي تحارب فيه تلك الجماعة والتيارات "الطائفية" المتحالفة معها فكرة المواطنة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين تناقض غير مبرر بقصد دعم الفكرة الصهيونية لصالح مصالح ضيقة تخص أهداف الجماعة إن لم يكن تخطي الأمر إلي أبعد من المصالح الضيقة إلي كون تلك الجماعة قد تبدو جزء فاعل وأصيل في المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، مما يجعل استمرار تلك الجماعة في الحكم واستمرار سيطرتهم علي مؤسسات صنع القرار المصري ضد مبادئ الإسلام والعروبة.
واختتم منسق "كفاية بالإسكندرية" التأكيد علي أن "الدعوة" تعد محاولة لهدم الثوابت القومية الوطنية العربية الجامعة في أن الكيان الصهيوني "عنصري" توسعي يسعي إلي تأسيس إسرائيل الكبرى علي حساب الأراضي العربية، قائلا: لقد سقطت الأقنعة ولتصمت الجماعة وقياداتها المشاركين مع الصهاينة سواء بالغفران لهم والعفو عن جرائمهم بالفعل أو بالصمت أو بالتواطؤ بالبدء في تمرير "دعوة مشبوهة" بإعادة توطين اليهود علي سند مزعوم من قيادات المنحرفة فكرياً لمبدأ المواطنة الذين انحرفوا عن فهمه وتطبيقه قولاً وفعلاً بحسب تعبيره.