يتخوف دبلوماسيون مصريون وسياسيون من ردود الفعل الاسرائيلية علي الدعوة التي وجهها سفيرنا فى تل أبيب ياسر رضا أثناء حضوره احتفال "عيد الشجار اليهودى إلى تنظيم رحلات جماعية للحاخامات الإسرائيليين إلى مصر و خلال الفترة المقبلة. واعتبر مراقبون ان تلك الزيارات تدخل ضمن سياسات التطبيع "الدينى" التى يرفضها مستويات جماهيرية فى مصر، حتى لو تقبلها أو صمت عنها شيخ الأزهر. وقد علق الدكتور عبد الفتاح الشيخ – الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر – على مثل هذه اللقاءات "المشبوهة" بقوله أنه حذر مرارا من تحويل ما يسمى بحوار الأديان المزعوم إلى مسار جديد من مسارات التطبيع مع الصهاينة، فى الوقت الذى لم يعلن أحد من حاخاماتهم التراجع أو حتى نفيه للتصريحات التى وصفوا فيها العرب بأنهم الحشرات والأفاعى، بل وطالبوا جنود الجيش الإسرائيلى أثناء عدوانه الأخير على غزة بقتل كل عربى فى فلسطين طفلا كان أو رجل أو امراة، مؤكدا معارضته لكل ما يمت بصلة للتطبيع الدينى الذى لا يعدو كونه محاولة لفتح مزيد من قنوات لمزيد من التطبيع السياسى مع العدو الصهيونى، ودعا "الشيخ" إلى توحيد الصفوف على كل المستويات من أجل مواجهة سرطان التطبيع الذى يسرى فى جسد الدولة المصرية وكثير من الدول العربية فى المنطقة. ومن جانبه أعرب "حمدين صباحى" - رئيس حزب الكرامة – بدوره عن رفضه التام لأى زيارة رسمية أو غير رسمية يقوم بها صهاينة إلى أرض مصر، داعيا إلى التفرقة بين المواطنين يهوديي الديانة وبين زعماء الكيان الصهيونى الغاصب، المتهمين دوليا بارتكاب جرائم حرب، وحاخامات اليهود الداعين لتكريس مبدأ اغتصاب الحقوق العربية من دم ومال وأرض وعرض فى فلسطين وغير فلسطين، بحجة باطلة تقوم على أساس أن التوراه تدعو إلى ذلك..! وأشار "صباحى" إلى أن أى زيارة من جانب حاخامات صهاينة إلى مصر تصب فى خانة التطبيع الدينى، وهى سوف الخطوة التى يمكن أن يترتب عليها قيام المسئولين الدينيين "الحكوميين" باستقبالهم بحجة أنهم أصحاب ديانة وأنهم جاءوا من أجل السلام، إلى غير ذلك من تبريرات ترقى لمرتبة إهانة عقولنا كمصريين وعرب كذا للمؤسسة الدينية فى مصر، وكل ذلك بالطبع تنفيذا للأوامر العليا التى باتت تلزم مشايخ الأزهر ودار الإفتاء بما تفعل ولا تفعل فيما يتعلق بالعلاقات مع زعماء وحاخامات "إسرائيل". وطالب "صباحى" بعزل شيخ الأزهر من منصبه إذا تورط فى لقاءات رسمية على أرض مصر مع حاخامات اليهود بعد أن طفح الكيل الشعبى منه قبل نحو العام، عندما ضبطته كاميرات وسائل الإعلام وهو يصافح السفاح الصهيونى شيمون بيريس بحرارة، قبل أن يحاول أن يضحك على ذقوننا زاعما أنه لم يكن يعرفه (!!). جدير بالذكر أن ياسر رضا - السفير المصري بإسرائيل- كان قد التقى ورئيس لجنة الحاخامات بالكنيست الإسرائيل فى مناسبة "عيد الأشجار" اليهودى، ووفقا لما كشفت عنه القناة السابعة الإسرائيلية في تقرير لها أمس، فقد طالب السفير بتعميق العلاقات المصرية - الإسرائيلية ورحب بترتيب زيارات يقوم بها الحاخامات اليهود لمصر خلال الفترة المقبلة.