محافظ أسيوط: فيضان النيل تحت السيطرة.. ولا خطر على السكان    الوثائقية: اللواء عبد المنعم الوكيل نفذ عملية عبور ناجحة واستولى على خط بارليف    إرث أكتوبر العظيم    محمد كامل يُعلن أول قراراته: الحشد والتثقيف استعدادًا للإنتخابات    المحاسب الضريبى أشرف عبد الغنى: الإرادة السياسية للرئيس السيسى سر نجاح التيسيرات الضريبية    سعر الذهب في مصر.. عيار 21 يقفز والجرام يقترب من 5300 جنيه    لمدة 6 ساعات.. قطع المياه عن هذه المناطق بالجيزة خلال ساعات    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف جوي إسرائيلي على وسط غزة    القاهرة الإخبارية: ترحيب إسرائيلي مرتقب بتهديدات ترامب ضد حماس    وكيل جهاز المخابرات السابق: ما يثار أن مصر كانت تعلم بعملية طوفان الأقصى مجرد افتراء    قائد الجيش اللبناني يزور مقر اليونيفيل ويعقد لقاء موسعا لتعزيز التعاون وتنفيذ القرار 1701    الاتحاد الأوروبي يطلق قواعد موحدة للشركات الناشئة في 2026 لتعزيز النمو    الاتحاد السكندري يقتنص فوزًا ثمينًا من المقاولون العرب    ضبط عنصرين جنائيين لقيامهما بالنصب على عملاء البنوك    منة شلبي تغيب عن مؤتمر "هيبتا.. المناظرة الأخيرة" لأسباب عائلية    وزير الخارجية يثمن مساندة هايتي للدكتور خالد العناني في انتخابات منصب مدير عام اليونسكو    تعرف على فعاليات اليوم الثالث من مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما الثامن    إيقاف عرض عدد من المسلسلات التركية.. والعبقري" من بينها    داء كرون واضطرابات النوم، كيفية التغلب على الأرق المصاحب للمرض    تعرف علي موعد إضافة المواليد علي بطاقة التموين في المنيا    «حاجة تليق بالطموحات».. الأهلي يكشف آخر مستجدات المدرب الجديد    وزير الرياضة يحضر تتويج مونديال اليد.. ويهنئ اللاعبين المصريين على أدائهم المميز    محمد صلاح يلتقط صورة تذكارية مع الكرة الرسمية لكأس العالم 2026    البلشي وعبدالرحيم يدعوان لعقد اجتماع مجلس نقابة الصحفيين داخل مقر جريدة الوفد    غلق وتشميع 20 مقهى ومحل ورفع 650 حالة إشغال في الإسكندرية    افتتاح مسجد فانا في مطاي وإقامة 97 مقرأة للجمهور بالمنيا    «طب قصر العيني» تحتفل باستقبال أول دفعة للطلاب بالبرنامج الفرنسي «Kasr Al Ainy French – KAF»    «السكان» تشارك فى الاحتفال بيوم «عيش الكشافة» بمدينة العريش    87 مليون جنيه لمشروعات الخطة الاستثمارية الجديدة بتلا والشهداء في المنوفية    صور الشهداء والمحاربين القدماء بعربات مترو الأنفاق والقطار الكهربائي بمناسبة احتفالات حرب أكتوبر    حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة... تعرف عليها    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    «لرفع العقوبات».. حاخام يهودي يعلن رغبته في الترشح ل مجلس الشعب السوري    القهوة بالحليب.. هل هي خيار صحي لروتينك الصباحي؟ (دراسة توضح)    استشاري مناعة: أجهزة الجيم ملوثة أكثر من الحمامات ب74 مرة (فيديو)    نتائج الجولة الخامسة من الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية    الإسماعيلي يواصل التعثر بهزيمة جديدة أمام سموحة    أموريم: مانشستر يعيش ضغوطات كبيرة    مبابى لاعب سبتمبر فى ريال مدريد متفوقا على فينيسيوس جونيور    محاكمة سارة خلفية وميدو وكروان مشاكل.. أبرز محاكمات الأسبوع المقبل    تعرف على أنشطة رئيس مجلس الوزراء فى أسبوع    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    الحلو وثروت وهانى شاكر يحيون حفل ذكرى انتصارات أكتوبر بالأوبرا    سبب غياب منة شلبي عن مؤتمر فيلم «هيبتا: المناظرة الأخيرة»    سنوات مع صلاح منتصر..حكايات ملهمة لتجربة صحفية فريدة    الزهايمر.. 5 عادات يومية بسيطة تحمي الدماغ من المرض الخطير    تعرف على آداب وسنن يوم الجمعة    5 قرارات أصدرتها النيابة فى اتهام شاب ل4 أشخاص بسرقة كليته بالبدرشين    اسعار الحديد فى أسيوط اليوم الجمعة 3102025    البابا تواضروس يلتقي كهنة إيبارشيات أسيوط    عاجل- سكك حديد مصر تُسيّر الرحلة ال22 لقطارات العودة الطوعية لنقل الأشقاء السودانيين إلى وطنهم    "يونيسف": الحديث عن منطقة آمنة فى جنوب غزة "مهزلة"    تحريات لكشف ملابسات تورط 3 أشخاص فى سرقة فرع شركة بكرداسة    ضبط 295 قضية مخدرات و75 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    المصري يواجه البنك الأهلي اليوم في الجولة العاشرة من دوري نايل    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالعبرى الفصيح..«يد للأخوة» تنظيم إرهابى يهودى يطارد المتحولين للإسلام والمسيحية فى إسرائيل

دخل الحاخام «شالوم دوف ليفشيتس» زعيم تنظيم «يد للأخوة» اليهودى إلى مكتبه، غاضبا ومحاطا بعدد من شباب الحاخامات، فاعتدل «ألون نوريئيل» محرر الملحق الدينى بجريدة «معاريف» فى جلسته، وبادر بتقبيل يد الحاخام الغاضب الذى سحب يده ببطء محسوب، ثم وَجَّه حديثه إلى الصحفى الشاب: «استدعيتك اليوم لتخدم دينك، وأنت قادر على ذلك، لقد وصلت إلينا معلومات خطيرة عن نشاط جماعة (التبليغ والدعوة) لنشر الإسلام فى إسرائيل.
لقد نجحوا، من قبل، فى إجبار الحاخام يوسف كوهين على دخول الإسلام، واليوم اكتشفنا أنهم استمالوا عشرات الرجال والنساء اليهود، ومازلنا نحاول استعادتهم دون جدوى».
لم يناقش «نوريئيل» الحاخام «ليفشيتس»، ولم يجادله. فمن ناحية هو يهودى متشدد، ومن الناحية الأخرى من فى إسرائيل يمكنه رد أمر زعيم تنظيم «يد للأخوة» الإرهابى.
فصحيفة هاآرتس الليبرالية، تقول فى واحد من تحقيقاتها الخطيرة: «يد للأخوة تنظيم إرهابى إسرائيلى، هدفه منع اليهود من اعتناق ديانات أخرى خاصة المسيحية والإسلام، ويُكره اليهود العلمانيين على الالتزام باليهودية، ويلجأ للعنف المسلح، والخطف، والتعذيب، وله شعار موجه للمسلمين والمسيحيين، عبارة عن ذراع يهودية تحمل لَوْحَى التوراة، ومكتوب أسفلهما بخط بارز: (لن نفرط فى يهودى واحد)».
ولا يخطئ مواطن إسرائيلى فى التعرف على حاخامات «يد للأخوة»، رجال دين شباب، أغلبهم فى سن المراهقة، يرتدون البذلات السوداء والقبعات المرتفعة، وتتدلى سوالفهم حتى أذقانهم، وتتدلى أسلحتهم من السترات السوداء.
يقول «دان ميخائيل» ل«يديعوت أحرونوت»: «إذا لم تقابلهم فى الشارع، فانظر حولك، على كل شجرة ملصق دعائى مكتوب عليه (إذا عرفت أن يهوديا ارتد عن دينه، اتصل، فورا، برقم الهاتف الموضح أدناه، واترك الأمر لنا».
وفور الاتصال تبدأ ميليشيات «يد للأخوة» فى ممارسة دورها الذى يبدأ باختطاف اليهودى الذى تحول للمسيحية أو الإسلام، ولا ينتهى قبل إصلاح غلطته، وضمان عودته إلى: «حضن اليهودية» على حد تعبير موقع التنظيم على شبكة الإنترنت!
وبالرغم من أن تقرير الحالة الدينية الأمريكى اتهم «يد للأخوة» بممارسة الإرهاب، والإكراه الدينى، والعنف المسلح ضد مخالفيهم فى العقيدة اعتباراً من 1998 فصاعداً، فإن اللوبى اليهودى فى الكونجرس نجح فى رفع اسم التنظيم من تقرير الحالة الدينية الأمريكى اعتبارا من عام 2001، وحتى اليوم.
والمثير أن تنظيم «يد للأخوة» يمارس الإرهاب تحت سمع وبصر الشرطة والجيش الإسرائيليين قبل لجنة الحريات الدينية الأمريكية، فقد أعدت القناة العاشرة الإسرائيلية، العام الماضى، تقريرا عن أساليب «يد للأخوة» فى الإكراه الدينى جاء فيه: «تنكر حاخامات يد للأخوة فى زى الشرطة الإسرائيلية، وداهموا قرية فلسطينية على أطراف طولكرم، فاختطفوا شابا فلسطينيا مسلما، وزوجته الإسرائيلية، وابنتهما (6 سنوات)، وبعد أسبوع من التعذيب المتواصل، أطلقوا سراح الشاب المسلم، وأجبروا المرأة، وابنتها على العودة لليهودية، ومواصلة الحياة داخل دار رعاية يشرف عليها حاخامات (يد للأخوة).
ثم أصدر التنظيم بيانا يتحمل فيه مسؤولية العملية، ويحذر أى يهودى أو يهودية من تغيير دينه. وقال الناطق باسم التنظيم لأخبار القناة العاشرة: «سنواجه الشباب الفلسطينى الذى يغوى نساء اليهود، ويتزوجهن، فيدخلن الإسلام. وقد استعدنا الأم والفتاة، وأفرجنا عن الزوج بعد تحذيره».
وبعد صدور البيان تقدم الشاب الفلسطينى ببلاغ للشرطة انطلاقا من أن اعتراف «يد للأخوة» سيد الأدلة. لكن الشرطة تحججت بأن العملية وقعت فى أراضى السلطة الفلسطينية، وأعلن الجيش أن الحادث لم يقع، بدليل عدم توفر معلومات عنه من مصادر محايدة.
فى ضوء نفوذ تنظيم «يد للأخوة» داخل المؤسسات الإسرائيلية، وعلاقاته الوطيدة مع وزارة الداخلية التى يسيطر عليها حزب شاس المتطرف، لم يماطل الصحفى «نوريئيل» الحاخام ليفشيتس، علاوة على أن أى صحفى، فى موقعه، لن يرفض انفرادا مدعوما بمعلومات رسمية وموثقة عن أعداد المتحولين للإسلام فى إسرائيل نتيجة نشاط جماعة «التبليغ والدعوة».
لم يمر أسبوع، حتى كان المانشيت الرئيسى ل«معاريف»: «(يد للأخوة) يكشف خطة (التبليغ والدعوة) لنشر الإسلام فى إسرائيل». وبدأ التحقيق بهذه المقدمة: «يتمدد الإسلام فى إسرائيل شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، ووزارة الداخلية تتلقى، شهريا، أكثر من 10 بلاغات من إسرائيليين وإسرائيليات، تحولوا من اليهودية للإسلام، يطالبون بحمل أسماء عربية، وتعديل خانة الديانة فى الأوراق الرسمية».
والتفاصيل عن العبرية: «لقد تزايد نشاط (التبليغ والدعوة) فى إسرائيل، حتى تجاوز نشاط جماعات التبشير المسيحية المنتشرة فى البلاد طولا وعرضا. ونشرت الجماعة دعاتها فى إسرائيل، وهدفهم الأول والأخير إقناع اليهود بالإسلام، الأمر الذى دفع تنظيم (يد للأخوة) لتشكيل ميليشيات من شباب الحاخامات المدربين على العمل السرى أثناء خدمتهم فى الجيش لتعقب الدعاة المسلمين، ومراقبتهم، والتنصت عليهم».
«ألون نوريئيل» كان من الذكاء بحيث حصل على بيان رسمى صادر عن تنظيم «يد للأخوة» اعتمد عليه فى كتابة تحقيقه، وجاء فى البيان: «تنظيم (يد للأخوة) عمل شهورا طويلة فى مراقبة وتتبع الدعاة المسلمين، وصورهم بكاميرات فيديو عن بعد، وسجل الدروس الدينية التى يلقونها فى المساجد، ووثق أساليبهم فى الدعوة للإسلام، وهم لا يلجأون للعنف، ويجذبون اليهود بالحجة والنقاش الدينى».
ويزعم البيان الذى تبنته حركة شاس بزعامة الحاخام عوفديا يوسيف، ونشرته على موقعها الرسمى أن تنظيم «يد للأخوة» حصل على وثائق تثبت أن الشيخ «عبد الله الفراحين»، عضو الجماعة، يحصل على تبرعات مالية من رجال أعمال مسلمين من مصر والأردن وتركيا لمساعدة المسلمين الجدد على بدء حياة جديدة بعيدا عن ضغوط المؤسسات الإسرائيلية.
ونشر البيان أسماء الدعاة المسلمين فى إسرائيل، وعناوين مساكنهم، وحرَّض المتطرفين اليهود على اغتيالهم. وتلقفت المواقع الدينية اليهودية على شبكة الإنترنت مثل موقع حركة شاس، و«حباد»، و«حريديم» هذه الأسماء والعناوين، ونشرتها مع تصريح على لسان الحاخام «ليفشيتش» زعيم «يد للأخوة»، يقول فيه: «كشفنا أسماء مشايخ التبليغ والدعوة فى إسرائيل، وأساليبهم فى العمل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحذير اليهود من انتشار الإسلام. ونشرنا الأسماء بعد استشارة حاخامات متخصصين فى القانون المدنى والجنائى بإسرائيل».
الشيخ «محمد عبدالله» من دعاة التبليغ والدعوة فى فلسطين لم يندهش من بيان «يد للأخوة»، وقال: «نحن جماعة مسالمة، لا نلجأ للعنف، ونبلغ دعوة الإسلام لمن يريد أن يسمع عنها.
كما أننا نعمل فى ضوء القانون. فوثيقة الاستقلال لدولة إسرائيل تضمن حرية العقيدة لكل فرد.
ويحق لكل طائفة دينية من الناحية القانونية ممارسة عقيدتها، والاحتفال بأعيادها، وإدارة شؤونها، لكن يبدو أن وثيقة الاستقلال التى تقوم مقام الدستور فى إسرائيل فى واد، والواقع العملى فى وادٍ آخر. فلا يتصور مواطن يهودى من سكان إسرائيل أن يدخل الإسلام أو المسيحية، ويتركه الحاخامات لحاله.
ولا يتصور أكثر من مليون مسلم هم العدد التقريبى لسكان إسرائيل من عرب 48 أن يتمتعوا بالمساواة فى الحقوق الدينية مع الأغلبية اليهودية».
ويتوقف «عبدالله» عند الاتهامات التى يسوقها تنظيم «يد للأخوة» لجماعة التبليغ، وزعمه بأنها تحصل على تمويل من مركزها الرئيسى بالهند. فيقول: «دعاة التبليغ لا يتلقون تمويلا من أية جهة، وكل داعية يمارس الدعوة على نفقته الخاصة، باعتبارها جهادا فى سبيل الله بالمال والوقت والجهد، وهذه مسألة معروفة للكافة.
فنحن جماعة من أهل السنة، نتجول فى جميع أنحاء العالم، فندعو للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
ونحض المسلمين على التمسك بالصلاة، ونبلغ من لم تبلغه دعوة الإسلام بدين نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)».
ويوضح عبدالله أن: «الجماعة تأسست فى الهند عام 1926، ولا تعمل بالسياسة، وتستمد نجاحها من الآية الكريمة: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، ومن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) «بلغوا عنى ولو آية».
أما فيما يتعلق باستهدافنا فى إسرائيل، فنحن لا نخشى فى الله لومة لائم، ونؤمن بقول الله عز وجل: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)».
فى المقابل يشير بيان «يد للأخوة» إلى أن مساجد «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل تنتشر فى «كفر مندا» شمالى إسرائيل، وفى الخليل، واللد، ونابلس، وجفعات شاءول بالقدس المحتلة. واللافت للانتباه، ولم يشر إليه بيان التنظيم اليهودي، ويرفض الشيخ عبدالله التعليق عليه أن جميع هذه المدن لها علاقة وطيدة بالتاريخ الإسلامى فى فلسطين.
فالاعتقاد السائد لدى المؤرخين أن «كفر مندا» هى بلدة «مدين» المذكورة فى القرآن الكريم. وذلك وفقا لما ذكره المؤرخ «ياقوت الحموى» الذى مر بها سنة 1230 م. وما زال بها بئران يُعتقد أن نبى الله موسى قابل عندهما بنات شعيب (عليه السلام).
والمركز الثانى هو مدينة خليل الله إبراهيم، ثم «اللد» عاصمة جند عمرو بن العاص بعد فتح فلسطين، ونابلس التى فتحت فى عهد أبى بكر الصديق، وتضم 49 مسجدا، بينها المسجد العمرى الذى بناه الظاهر بيبرس بعد تحرير فلسطين، وحى جفعات شاءول فى القدس المحتلة هو أكبر معاقل اليهود الدينيين، وعلى أطرافه تقع المحكمة الشرعية الإسلامية، وفيها يحصل المسلمون الجدد على شهادات رسمية تثبت ذلك، ويستبدلون أسماء عربية بأسمائهم.
غير أن أول ملاحظة تسجل على نشاط «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل، هى ندرة المعلومات، فالجماعة لا تعلن عن نجاحاتها فى إقناع اليهود بدخول الإسلام رغم الصخب الذى يحيط باسمها فى وسائل الإعلام العبرية.
والمعلومات القليلة عن أهم دعاتها، نجدها فى بيان «يد للأخوة» على لسان الحاخام «موشيه كوهين» قائد ميليشيا مكافحة (التبليغ والدعوة) فى تنظيم «يد للأخوة» الذى يقول: «زعيم التبليغ والدعوة فى إسرائيل هو الشيخ أبو ياسين من كفر مندا، وبدأ نشاطه، المعلن، بعد نجاح جماعته فى إقناع الحاخام يوسف كوهين بدخول الإسلام، هو وزوجته، وأبنائه الخمسة، وتغيير اسمه إلى يوسف الخطاب، وتمكنوا من تهريبه خارج إسرائيل.
والرجل الثانى هو الشيخ إبراهيم نادر من نابلس، ويتلوه الشيخ سالم الطويل من رام الله، ثم الشيخ عبدالله الفراحين من قرية «بيت أولا».
ويعمل الشيخ سالم الطويل ممرضا فى مستشفى معروف بالقدس، ويلتقى، خلال عمله، بعدد كبير من اليهود المتدينين، والعلمانيين، ونجح فى إقناع العشرات بالإسلام. أما الشيخ الفراحين، فيتولى تأمين اليهود المتحولين للإسلام، ويوفر لهم فرص عمل، ومسكنا بقرى عرب 48، أو القرى الفلسطينية، بعيدا عن سطوة الحاخامات.
المصدر الثانى للمعلومات عن «التبليغ والدعوة» فى إسرائيل هو الصحف العبرية التى تنشر من حين لآخر تحقيقات عن تحول اليهود للإسلام، ومعاناة معظمهم بسبب سيطرة الأحزاب الدينية اليهودية على الوزارات الخدمية مثل وزارتى الداخلية والأديان.
«يديعوت أحرونوت» على سبيل المثال، تعتبر أن إسلام الحاخام «يوسف كوهين»، وأسرته المكونة من خمسة أفراد منعطفا خطيرا فى نشاط «التبليغ والدعوة» بإسرائيل. فقد زلزل إسلامه اليهود المتشددين دينيا.
خاصة أنه غير اسمه إلى «يوسف الخطاب»، وتحول لداعية فى سبيل الله، على حد وصفه. وكان يوسف الخطاب يهوديا متشددا، يدعى « يوسف بريان كوهين».
عاش معظم حياته فى نيويورك. وكان من مريدى الحاخام عوفديا يوسيف. وهاجر لإسرائيل عام 1998، ليتلقى العلم الدينى من الحاخام عوفديا شخصيا. بعدما عانى من حاخامات أمريكا الذين يعلون من شأن كتاب التلمود الذى وضعه الحاخامات ليكون بديلا عن التوراة.
ويقول يوسف الخطاب: «انتقالى لفلسطين لم يفدنى كثيرا، فلم أجد فى إسرائيل التزاما دينيا كما توقعت، فالنساء يكشفن شعرهن عكس أوامر التوراة، ويلبسن ثيابا تكشف أكثر مما تخفي، والأطفال لا يدرسون التوراة، ويتعلمون قشورا من التلمود ليظلوا جهلة بدينهم».
ويضيف يوسف الخطاب فى سيرته الذاتية المنشورة على موقعه الإلكتروني: «بالصدفة قابلت شابا إماراتيا فى أحد منتديات الدردشة على الإنترنت عام 2002، وعندما عرف أننى إسرائيلى قرر إنهاء المحادثة. سألته عن السبب، فحدثنى عن وحشية الإسرائيليين وقمعهم للفلسطينيين، فى مقابل تكريم الإسلام للإنسان، وإيمان المسلمين بكل الأنبياء وأصحاب الرسالات.
وشعرت فى ردودى بضعف منطقى. بعد نهاية حديثنا، شعرت برغبة فى التعرف على الإسلام، فاشتريت قرآنا مترجما للإنجليزية. والتقيت بالشاب الإماراتى «صالح» مرات كثيرة، وناقشته فى أمور لم أفهمها فى الإسلام. وامتد الحديث بيننا ساعات. وبعد تفكير عميق دخلت الإسلام، وأخبرت «صالح» بقراري، فطلب منى التفكير مرة أخرى حتى لا يكون قرارى انفعاليا.
وبالفعل، التزمت بقراءة القرآن والتفاسير يوميا، بالرغم من أن ذلك من الكبائر فى اليهودية. لكننى كنت مقتنعا بما أفعله، وأخبرت زوجتى وكل من حولى بإسلامى. فأقنعنى أحد أصدقائى الفلسطينيين، من التبليغ والدعوة، بإخفاء إسلامي، فى البداية، حتى لا أتعرض لانتقام حزب شاس. فكنت أصلى فى المنزل، وأغلق الأبواب والنوافذ عند قراءة القرآن. وبعد فترة ضقت بهذا الوضع.
وبمساعدة إخوة فلسطينيين انتقلت للعيش فى حى عربى بالقدس الشرقية». وبعد فترة اقتنعت زوجة يوسف الخطاب بالإسلام بعد أن كانت يهودية متعصبة، وغيرت اسمها من «لونا تريم» إلى «قمر الخطاب»، والابنة عسيدة 18 عاما صارت حسيبة، والطفل رحمايم 8 أعوام أصبح عبدالرحمن، أما عوفديا الصغير فقد صار عبدالله.
لكن «يوسف الخطاب» لم يفلت من اعتداءات حاخامات «يد للأخوة» الذين لاحقوه فى القدس، وتعمدوا إهانته، وهددوا بقتله، وخطف أبنائه، وزوجته بحجة أنه أجبرهم على الإسلام. ورفضت وزارة «الداخلية» الاعتراف بإسلامه، حتى تمكنت التبليغ والدعوة من تهريبه للمغرب عام 2006، حيث يعيش الآن.
صحيفة هاآرتس، من جانبها، نشرت تحقيقا العام الماضى عن عشر حالات ليهود أعلنوا إسلامهم، بينهم يوسف الخطاب. وفضحت التعنت الذى واجهوه من «يد للأخوة»، ووزارتى الداخلية والأديان بقيادة وزيرين من حزبى شاس، ويهودية التوراة.
وأوردت الصحيفة قصة السيدة «جيئولا» التى ذهبت بصحبة زوجها «رامى» فلسطينى الجنسية، إلى مكتب تسجيل السكان بإسرائيل، ليشهرا زواجهما ويخطرا المكتب باعتناق الزوجة الإسلام. وقدمت «جيئولا» للموظف شهادة صادرة عن المحكمة الشرعية بالقدس تفيد بصحة إسلامها، وأنها صارت تدعى «فاطمة الزهراء».
لكن الموظف اليهودى لم يعترف بالشهادة، وطالبها بإحضار شهادة من محكمة شرعية يهودية تجيز إسلامها، أو شهادة رسمية من وزارة الأديان تثبت ذلك!
وعندما ذهب الزوجان إلى وزارة الأديان، انفردت مسؤولة كبيرة بالمرأة بعيدا عن زوجها، وحاولت إثناءها، بشتى الطرق، عن الإسلام، وعددت لها مزايا اليهودية، وعيوب الإسلام من وجهة نظرها. ولما لم تغير «فاطمة الزهراء» أو «جيئولا» رأيها، وأصرت على ملء استمارة «تغيير ديانة»، والحصول على جميع الأوراق اللازمة.
 قيل للزوجين إن لجنة خاصة تتألف من حاخام وطبيب نفسى وإخصائى اجتماعى ستتولى بحث الطلب، والتحقيق فى الأمر خشية أن تكون «جيئولا» غيرت دينها قهرا، وأن اللجنة ستبدأ عملها بعد ستة أشهر، وتستمر فيه سنة ونصف السنة، وهى وحدها المخولة بإصدار قرار يقضى بأحقية «جيئولا» فى تغيير دينها من عدمه.
وخلال هذه الفترة لا يحق للزوجين إشهار زواجهما، أو «تغيير ديانة» الزوجة، أو التعامل مع الجهات الرسمية بالاسم القديم أو الجديد حتى تفصل اللجنة فى الأمر.
الإجراءات البيروقراطية التى واجهت «فاطمة الزهراء»، هى نفسها التى واجهت «سعديا» الذى أسلم، وصار اسمه «سعيد». وكذلك «عينات كارمل» التى أسلمت، وأصبحت تدعى «صفية داوود»، واتهمتها لجنة وزارة الأديان، رسميا، بالجنون.
وفيما كشفت صحيفة هاآرتس عن معاناة 10 مسلمين جدد فى إسرائيل، يرفض آخرون الكشف عن أسمائهم حتى لا يتعرضوا لإيذاء اليهود المتطرفين، ونجحت جمعية الدفاع عن حقوق المواطن فى إسرائيل بصعوبة فى إحصاء الحالات التى تعانى من القهر الدينى نتيجة تحولهم للإسلام، وحركت دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية باسم أربع نساء يتعرضن للإكراه الدينى، ويخشين من عرض قضيتهن فى وسائل الإعلام، حتى لا يفقدن حقوقهن المشروعة، أو يتعرضن لاعتداءات تنظيم «يد للأخوة» الإرهابى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.