روى إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية الشيخ أحمد المحلاوي تفاصيل احتجازه بداخله لأكثر من 15 ساعة منذ صعوده على المنبر لإلقاء خطبة الجمعة الماضية عشية الاستفتاء على مشروع الدستور، الذي أثار خلافات بين المؤيدين له والمعارضين. وقال الشيخ المحلاوي في حديثه لشبكة "رصد" الإخبارية، إن خطبته كانت بعنوان الأية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" صدق الله العظيم، مضيفاً كنت أعنى بهذه الخطبة رسالة إلى وسائل الإعلام التي تشوه الواقع وكثير منها لا يراعي الله فى نقل الأخبار وكنت أقصد بهذا أن يعلموا أن ذلك لن يأتى بمصلحه الوطن.
وأضاف ل«رصد» أنه بعد انتهاء الصلاة جلس يحكي مع بعض الناس الذين انتظروا بعد الصلاة بالمسجد، وكنت اوضح لهم حكم النزول للاستفتاء وأنه واجب دينى وليس قومى كما يدعون، وهو ما قاله الأزهر الشريف، لأن الاستفتاء معناه أن الشخص مطلوب للشهادة فلابد للخروج، فإذا خرجت فهل تقول نعم أو تقول لا ، فقلت فلا تكتموا الشهادة وإذا خرجت فجاملت بصوتك وشهدت شهادة زور فهذا هو الشرك بالله، مؤكدا أن هذا هو فحوى الحديث وليس له علاقة بفحوى خطبة الجمعة.
وقال الشيخ المحلاوى إنه: "عندما سألنى أحد الحاضرين هل تصوت بنعم أم لا أجبت سأصوت بنعم... وفوجئنا بعد الانتهاء من الدرس بمجموعة مدربة ومجهزين يضربون المسجد بالحجارة فلم نقم إلا بغلق أبواب المسجد فوجدناهم يقذونها من نوافذ المسجد فأغلقناها هى الأخرى".
وتابع: "وعندما تجرأ اثنين من البلطجية وحاولوا دخول المسجد فقمنا بالإمساك بهم وحاول البلطجية مساومتنا فى إخراجهم، ولكننا رفضنا وعندما حضر الأمن أطلقنا سراحهم محاولة منهم لتهدئة الأمر".
وأوضح الشيخ أن هؤلاء البلطجية كانوا يستفزوننا ويتمادوا فى محاولة للدخول إلى المسجد بحجة التفتيش عن البلطجية الذين قبضنا عليهم، ولكننا رفضنا دخولهم. وأضاف أن هؤلاء شباب عاطل لا يجدون المال ولا العمل، وعندما وجدوا من يعطيهم المال بسخاء حتى لو يرموا أنفسهم فى النار لفعلوا وهذا ما حدث.
أضاف: :الطوائف من جميع الأخوة اتصلوا به، وأخبروه أنهم على مشارف الإسكندرية نحمل (ألى) ونسطيع فض الحصار سواء فى وجود شرطة أو لا، ولكني أخبرتهم أن هذه وقفة بطولية ومشرفة، ولكننا لا نريد أن نقع فى محاولة الاستفزاز ومع اشتداد الموقف ألهمنا الله القوة والصبر".
وتابع الشيخ: "فى النهاية أخبرنى الأمن بأننا سنخرج فأخبرتهم لم أخرج إلا آخر واحد من المسجد بعد خروج كل من كانوا معي داخله، وبالفعل خرجنا فى تمام الساعة الثالثة والنصف صباح اليوم التالى، وكنت آخر من خرج من المسجد".
يذكر أن نحو 3 آلاف متظاهر حاصروا مسجد القائد إبراهيم، عقب صلاة الجمعة، متهمين الشيخ أحمد المحلاوي بتوجيه خطاب وصفوه ب«التحريضي» ضد المتظاهرين، بالإضافة إلى اتهامه بالترويح للتصويت ب«نعم» في الاستفتاء على الدستور، ما دفع المتظاهرين لمحاولة دخول المسجد، ووقعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين انتهت بإضرام النيران في 3 سيارات كان بعضها يحمل شعار حزب النور السلفي.