عاشت الإسكندرية يوما ساخنا.. اشتعلت طوال الليل اشتباكات عنيفة بالأسلحة المختلفة والطوب والصواعق الكهربائية بين المتظاهرين الرافضين والمؤيدين للدستور وذلك قبل ساعات من الاستفتاء علي مشروع الدستور. بدأت الشرارة الأولي عقب صلاة الجمعة عندما القي الشيخ أحمد المحلاوي كلمة للمصلين طالبهم فيها بالتوجه إلي صناديق الاستفتاء والتصويت ب"نعم" ووصفها بالواجب الديني وشبه من يقول لا بالمشرك بالله.. مما أثار غضب وحفيظة المتظاهرين فاندلعت المشاجرات بين الثوار والقوي المختلفة من جانب والمصلين من جانب حتي وصل الأمر إلي محاولة اقتحام المسجد والفتك بالشيخ المحلاوي لقتله وقام المصلون داخل المسجد بغلق أبوابه لمنع المتظاهرين من الدخول وقاموا بتشكيل دروع بشرية في محاولة لإخراج الشيخ سليماً.. مما جعل الشيخ يبكي مؤكدا أننا جميعا مسلمين ولكن لا حياة لمن تنادي. قام البلطجية الذين اندثوا وسط القوي المختلفة بإلقاء الطوب والحجارة علي المسجد ومأذنته مما أدي إلي حدوث كسر في النوافذ الخلفية المطلة علي البحر مباشرة والغريب أن الثوار أصروا علي اقتحام المسجد للامساك بالشيخ المحلاوي الذي ظل داخل المسجد محبوساً طوال الليل. قام المصلون بالامساك بخمسة من الثوار داخل المسجد وتم احتجازهم بعد أن حاولوا التعدي علي المصلين مما زاد الموقف اشتعالا خاصة بعد أن قام بعض المصلين بالاتصال بأعوانهم من خارج المسجد لمحاولة إخراجهم بمعرفة الشرطة. فوجئ الثوار خارج المسجد وعلي طريق الكورنيش بوجود ثلاث عربات ملاكي يخرج منها شباب ملتح تابعون للإخوان والسلفيين وبحوزتهم أسلحة بيضاء من سيوف وقنابل المولوتوف وكميات من الحجارة بالتزامن مع المسيرة المعارضة التي قد انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم إلي سيدي جابر. علي الفور اتجه الثوار المتظاهرون خارج المسجد نحو شباب الإخوان الذين خرجوا من السيارات الثلاث وتعدوا عليهم بالضرب لولا رجال الأمن الذين تدخلوا بصعوبة بالغة لإنقاذ الشباب وتم عمل كردون حولهم وتحويلهم إلي النيابة. قام المتظاهرون بتحطيم السيارات الثلاث وأشعلوا النيران فيها وأرقام السيارات الثلاث التي استطاعت المساء كشفها قبل اشتعالها وهي س ط ن 2863. و س ر م 1765 وس ق د 6174 وتمكنت المطافئ من إخماد النيران وتم غلق الكورنيش من الجانبين وهتف الثوار الحقونا الحقونا اسكندرية حتولع. كشفت المساء أن صاحب إحدي السيارات الثلاث يدعي عبدالله عبدالفتاح عبدالله وبحوزته كارنيه عضوية حزب النور. أدت الاشتباكات العنيفة إلي سقوط 15 مصابا بحالة خطيرة وقد تم تحويلهم إلي المستشفيات وتم إسعاف البعض الآخر وقت حدوث الاشتباكات. اقيمت صلوات العصر والمغرب والعشاء داخل المسجد دون دخول أو خروج أحد واقتصرت الصلاة بالمسجد فقط في وجود الشيخ المحلاوي وكان ذلك بتعليمات قوات الأمن التي فرضت سياجاً أمنياً حول المسجد. وفي نفس السياق حملت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر الشيخ المحلاوي مسئولية ما حدث أمام مسجد القائد إبراهيم وإشعال الفتنة مما أسفر عن زيادة الاحتقان بين المتظاهرين. وأوجه اللواء ناصر العبد رئيس مباحث اسكندرية نداءات للثوار أثناء دخوله المسجد طالبهم فيها بالابتعاد عن المسجد حماية للأطفال والنساء داخل المسجد والمحتجزين ورفض الثوار النداءات وأصروا علي التواجد حول المسجد. عاش أهالي منطقة محطة الرمل الذي بها المسجد طوال أمس حالة من الرعب والفزع بعد أن سيطر الثوار والقوي المدنية علي المنطقة بأثرها ومحاصرة المسجد وظل الأهالي داخل مساكنهم لم يخرجوا طوال الليل خوفا من الاشتباكات. أصدر أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي والدستور والمصري الديمقراطي والتيار الشعبي بيانات ساخنة في منشورات قاموا بتوزيعها علي الأهالي بالمدينة. وفي نفس السياق اندلعت اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين بشوارع ومناطق اسكندرية طوال الليل وصلت للتراشق بالحجارة واستخدام الأسلحة البيضاء. في تصريح خاص "للمساء" تليفونيا من داخل المسجد قال الشيخ المحلاوي "الحمد لله" أنني بصحة جيدة وأنا سعيد جدا ولكن حزين جدا لما يحدث داخل البلاد. قال أقسم بالله لم أدع المصلين للإدلاء بكلمة "نعم" ولكن الذي قلته عقب خطبة الجمعة التي القيتها علي المصلين وكانت بعنوان "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسقاً بنبأ فتبينوا" وقلت إن كاتم الشهادة آثم وملعون عند الله وعلي الفرد أن يتوجه إلي صندوق الاقتراع ليدلي بصوته بحرية كاملة.. واتهم الإعلام بتشويه صورة الإخوان المسلمين علي غير الحقيقة وهو المسئول الأول عن أحداث الفتنة والفرقة في مصر. قال لم أتناول الطعام طوال اليوم وأنا اعتبر نفسي صائماً والحمد لله وسبحان الله لم أشعر بأي تعب حتي أحصل علي دواء. ووجه الشيخ أحمد المحلاوي والأهالي والأطفال والسيدات المحتجزين داخل مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة باستغاثة عاجلة إلي شيخ الأزهر ووزير الداخلية للإفراج عن المصلين بالمسجد. علي جانب أخر قال الناشط أحمد رفعت منسق اتحاد ثوار الإسكندرية انه تم خطف "7" من شباب الثورة داخل مسجد القائد إبراهيم وتمكنا من إخراج "5" منهم في حالة سيئة من التعذيب الذي تعرضوا لها بالصواعق الكهربائية والضرب علي القدمين بالأسلاك الكهربائية وقمنا بنقلهم بالمستشفي . أما الدكتور "طارق فهيم" "أمين حزب النور" فيقول.. إن هذا التصعيد يشعل المعارك ولماذا يتم احراق سيارات تحمل شعار حزب النور. أما الناشط السياسي "جورج إسحاق" المتواجد بالإسكندرية.. فيقول إن ما يحدث بالإسكندرية هو حرب أهلية وللأسف أشعلها خطاب الشيخ "المحلاوي" بادعاء أن من يقول "لا" فهو آثم.. فمن أعطاه الحق لتكفير المصلين الذين يريدون الرفض ويصلون خلفه.