قال الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز الامريكية" اليوم الأحد، إن مصر تحتاج الآن أكثر من أي شيء ، إلى تعزيز ثقافة الحوار والنقاش الإيجابى، الذي قمعه مبارك تماما في حكمه، بدلا من ثقافة القذف بالحجارة والمقاطعة والاتجار بنظرية المؤامرة وإنتظار قيام واشنطن بإدانة أو باستنكار أفعال فصيل أو أخر، فالانتخابات دون هذه الثقافة مثل جهاز الكمبيوتر بدون نظام تشغيل لا يمكن أن تعمل. وأوضح فريدمان أن ستة عقود من الطغيان في مصر تركها تعاني من انقسام عميق لا تثق فيها قطاعات كثيرة ببعضها البعض وتنتشر فيها وتسود نظرية المؤامرة، مشيرا إلى أن مصر كلها الآن ينبغي أن تتوقف وتتدبر في إجابة لهذا السؤال "كيف أصبحت الهند ، وهي مستعمرة بريطانية سابقة أيضا، أن تصل إلى على ما هي عليه الآن؟.
وقال فريدمان: "إن الإجابة الأولى هي "الوقت"، مشيرا إلى أن الهند استغرقت عقودا في إعمال الديمقراطية وقبل الاستقلال طالما ناضلت من أجل الديمقراطية ، مشيرا إلى أن الساحة السياسية المصرية جمدت وعانت من احتكار لعقود هي ذاتها العقود التي سعى فيها الزعماء السياسيون مثل غاندي ونهرو في بناء نظام استثنائي مرن قائم على التنوع وهو ما يوضحه الخبير لاري دايموند الخبير في جماعة ستانفورد في كتابه " النضال من أجل بناء المجتمعات الحرة في العالم".
وأشار فريدمان إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع عين رئيس الوزراء الهندي سيد عاصف إبراهيم مديرا جديدا لمكتب المخابرات الهندية الذي يتولى جمع المعلومات الداخلية ابراهيم (مسلم) في دولة ذات غالبية هندوسية وأقلية إسلامية، رغم كونها ثالث أكبر دولة من حيث عدد المواطنين المسلمين ، مشيرا إلى أن هذا التعيين لافت للاهتمام لأن أكبر تهديد للأمن الوطني الهندي يأتي من العنف الذي يمارسه "إسلاميون متطرفون".
وقال فريدمان إن تعيين الهند مسلما لرئاسة المخابرات صفقة كبيرة ولكنها جزءا من تطور لتمكين الأقليات ، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الهندي ورئيس الأركان من السيخ ووزير الخارجية ورئيس المحكمة العليا مسلمان .
وقال فريدمان إن تحول مصر إلى أن تكون إما الهند أو باكستان سوف يؤثر على مستقبل الديمقراطية في العالم العربي كله. على حد قوله.
وخلص فريدمان في ختام مقاله للقول: "إن جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة ينبغي عليها أن تفهم ذلك أكثر من مجرد سعيها للفوز في انتخابات، وهو تعزيز ثقافة التضمين ولم الشمل والحوار السلمي يكتسب فيه القادة احترامهم بمفاجأة الخصوم بحلول وسط مرضية وليست بأوامر واملاءات"، بحسب قوله.