اتفق ممثلون عن قوى الإسلام السياسى على أن الإعلان الدستورى الجديد الذى تلاه الدكتور سليم العوا فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، رسم خريطة طريق جديدة لمستقبل مصر، بعيدا عن التجاذبات والاضطرابات التى تسعى إليها بعض القوى السياسية. وحذر قياديون بحركات إسلامية من اللجوء إلى العنف، وإشاعة سيناريوهات الفوضى فى البلاد، أو الحديث عن تشكيل مجلس رئاسى لأن «القوى الإسلامية تستطيع أن تفعل بهم أكثر مما يتصورون»، وطالبوا «بإحكام العقل والسماع للآخر وعدم الظن أنهم وحدهم صناع القرار».
وقال الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، موجها حديثه لمعارضى الرئيس محمد مرسى، «لا نريد العنف، فلا تضطرونا لذلك، ولا نريد الفوضى فلا تلعبوا بالنار، واحترموا إرادة الشعب المصرى التى جاءت بمرسى عبر انتخابات حرة ونزيه».
وتابع «من يظن أن استعمال الحكمة والصبر لن يكون له حدود مخطئ»، داعيا معارضى الرئيس إلى احترام قواعد اللعبة السياسية، مشيرا إلى أنه لا بديل إلا الحوار بين الأطراف المتناحرة، مشددا أن مصر لا تحتمل فوضى أكثر من ذلك.
وكشف برهامى ل«الشروق» عن اتصالات مع أعضاء بجبهة الإنقاذ الوطنى بشأن إنهاء الأزمة الحالية، وسبل تشكيل جمعية تأسيسية جديدة حال رفض الدستور، مشيرا إلى مطالبتهم للجبهة بعدم التوجه بالمظاهرات لقصر الاتحادية، والبقاء فى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية، والضغط على جماعة الإخوان لعدم النزول حرصا على عدم وجود عنف بين الطرفين، إلا إنهم ماطلوا فى الرد ولم يردوا حتى الآن، «واشترطت الجبهة الإفراج عن المحتجزين لدى جماعة الإخوان المسلمين وتأكد أن الجماعة لا تحتجز أحدا والجميع ذهب للنيابة».
ومن جانبه اعتبر أسامة سليمان، أمين الحرية والعدالة بالبحيرة، ما جرى أمس رسما لخارطة الطريق لمستقبل مصر بيد القوى السياسية التى قبلت الحوار وذهبت إليه، ووضعت الخريطة على مرأى ومسمع من الشعب المصرى، وإعلان مد يد الرئاسة للجميع.
من جانبه قال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إن الإعلان الدستورى الجديد حافظ على إرادة الشعب فى استفتاء 19مارس2011 والذى أصدر به المجلس العسكرى الإعلان الدستورى فى حينها، وذلك الإعلان حدد للجمعية التأسيسية موعدا أقصاه ستة أشهر يتم بعدها استفتاء الشعب على دستور البلاد، وقد انقضت الستة أشهر، وسلمت الجمعية التأسيسية الدستور، وتم حلها فلا يجوز دعوتها للانعقاد مرة أخرى، وعلى هذا يصبح الكلام عن تأجيل الاستفتاء غير ذى جدوى.
فيما علق الدكتور محمد البلتاجى، أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة،على الإعلان الدستورى الجديد الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، وقرار إجراء الاستفتاء على الدستور فى موعده، ب«أنه لم يعد لأحد عذر»، وقال «أمامنا المسار الديمقراطى والشعب مصدر السلطات، وسنتعامل بكل الحب مع مخالفينا، وسنتصدى بكل حسم، وسنرفع الغطاء تماماً عمن كانوا يريدون فرض سيناريو الدم والرصاص والفوضى وشريعة الغاب».
ووجه البلتاجى فى تدوينة له على صفحته الرسمية على فيس بوك «التحية لكل الثوار الأحرار الذين وقفوا ضد الإعلان الدستورى حتى تم تصويبه، ومن سيرضى باللجوء للاستفتاء والاحتكام للجماهير، فى الاستفتاء أو الانتخابات البرلمانية أو حتى انتخاب جمعية تأسيسية جديدة».