استمرت أعمال القنص، الجمعة، بين منطقتين في إحدى مدن شمال لبنان شهدتا في الأيام الماضية أعمال عنف على خلفية النزاع السوري، بحسب ما أفاد، الجمعة، مراسل وكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن المسلحين انسحبوا من الشوارع. وقال المراسل، إن الاشتباكات بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذي الغالبية العلوية في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، توقفت الجمعة "مع استمرار خروقات جراء أعمال قنص متقطعة".
وأوضح، أن "المظاهر المسلحة غابت في الشوارع الرئيسية، بينما توارى المسلحون عن الأنظار في الشوارع الداخلية".
ونقل المراسل عن مصدر أمني، قوله إن حصيلة الاشتباكات وأعمال القنص التي اندلعت منذ الثلاثاء بعد ورود أنباء عن مقتل أكثر من عشرين مقاتلا لبنانيا في كمين للقوات النظامية في تلكلخ وسط سوريا، ارتفعت إلى 13 قتيلا "بعد مقتل شخصين في باب التبانة جراء الاشتباكات، ليل الخميس الجمعة".
وكانت حصيلة الضحايا حتى مساء الخميس بلغت 11 قتيلا آخرهم فتى في الثالثة عشر من العمر، قتل لدى إطلاق الرصاص على منزل والديه في جبل محسن.
وأشار المصدر الأمني إلى، أن الاشتباكات التي استمرت حتى الساعة 4.00 فجر الجمعة (2.00 ت غ) "كانت الأعنف خلال الأيام الماضية"، وأن الجيش اللبناني وسع بدءا من الساعة 6.00 صباح اليوم انتشاره على خطوط التماس الفاصلة بين المنطقتين.
وأعربت السفارة الأمريكية في بيروت عن قلقها "للغاية" من "العنف المستمر" في طرابلس، داعية كل الفرقاء "إلى ممارسة ضبط النفس واحترام أمن واستقرار لبنان"، وذلك في بيان نشرته على حسابها الخاص على «تويتر».
كذلك أشادت السفارة "بجهود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للعمل سويا على الحفاظ على الهدوء في لبنان".
وكانت السلطات السورية، وافقت الأربعاء على طلب لبنان تسليمه جثامين المقاتلين الذين قتلوا الأسبوع الماضي.
وقال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية لفرانس برس، إن تسليم الجثث سيتم على ثلاث دفعات خلال أسبوع اعتبارا من غد السبت.
وتكتم المصدر على عدد الجثث التي سيتم تسليمها السبت أو على عدد الجثث العائدة للبنانيين والموجودة لدى السلطات السورية، رافضا كذلك الإفصاح عما إذا كان هناك أسرى أو أحياء بين أفراد المجموعة التي تعرضت للكمين.
وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور طلب من السفير السوري الثلاثاء إعادة الجثث "لدواع إنسانية".
وتكررت المواجهات المسلحة في طرابلس منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهرا، بين العلويين المؤيدين للرئيس بشار الأسد والسنة المعارضين له، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.