انقسم عدد من الخبراء، وأساتذة الطب النفسى، حول حوار الرئيس محمد مرسى، مع التليفزيون المصرى، أمس الأول، والذى استمر قرابة 80 دقيقة، بين مؤكد بأنه «اتسم بالعفوية والصدق»، وبين من يرى بأنه «يبعث على الملل، وبلا مرجعية علمية». وذهب الدكتور وائل الهندى أستاذ الطب النفسى جامعة الزقازيق، فى حديثه ل«الشروق» إلى أن حوار مرسى، كان شعارا للمصداقية التى افتقدانها منذ سنوات، لأنه خرج من القلب إلى القلب، بين الرئيس وشعبه، مشيرا إلى أن استخدامه لألفاظ عاطفية، مثل الاحتضان والحب والتكاتف والقلب، هى خير دليل على عفويته وحسه الفريد وهو ينقل الصورة إلى الجماهير.
ويضيف الهندى، الرئيس استطاع الوصول إلى قلوب الناس وتهدئة الامور، وعندما استخدام ورقة اثناء الحوار، فهذا ترتيب ودقة فى الحوار ويصب فى النهاية لمصلحة المواطن، الذى يرى رئيسه يتصارح معه ويحاول أن ينقل له ما يدور خلف الكواليس، مشيرا إلى أن المذيعين اللذين ادارا الحوار كانا غير حياديين، فكان طابع اسئلتهم وطريقة إلقائها حادة وهجومية ولم ترق لمستوى الحدث.
من ناحية أخرى قال الدكتور محمد عبدالمنعم، الخبير النفسى «حوار الرئيس لم يضف جديدا، لا على مستوى الموقف أو على المستوى الشخصى، لأنه استخدم نفس أسلوبه ونبرة صوته العالية، التى تحاول أن تضيف حماسة على مواقف ليست حماسية، كما أن حركات جسمه ويده المعتادة، واستخدامه للألفاظ العاطفية التى أكثر منها، أفقدت الحوار، قيمته، وأصبحت غير مجدية للمشاهدين. ويضيف عبدالمنعم «أحسست أثناء مشاهدة الحوار أنى رأيته من قبل فهو لا يختلف كثيرا عما سبقه. ورغم أهمية الموقف الذى تمر به مصر، إلا ان الحوار وردود الرئيس جاءت مخيبة للآمال ولا اعتقد انها ستمتص غضب متظاهرى التحرير.
وأرجع عبدالمنعم، شعور الكثير من المشاهدين بالملل أثناء متابعة الحوار، وهو ما ظهر من خلال تعليقات الناس على الحوار على شبكات الانترنت، إلى كثرة الاسئلة التى تؤدى إلى نفس الإجابات، وعدم ارتقاء إجابات الرئيس لمستوى تطلعات المشاهدين الذين انتظروا قرارا جديدا أو تغيرا ملحوظا، كما أن استمرار الحوار إلى فترة تزيد عن 80 دقيقة أطال على الرئيس والمشاهد وجعل الامور أكثر مللا.
ويقول أستاذ الطب النفسى، بجامعة الازهر الدكتور هاشم بحرى: «حديث مرسى يقال عليه كلام حلو، ولكن بلا مرجعية علمية، فعندما يقول الرئيس إن الاقباط فى قلبه فهذا شىء رائع ولكن أين هو الشىء الدال على ذلك على أرض الواقع؟ لا شىء، فأداء مرسى لم يكن مقنعا على الاطلاق وظهر ذلك واضحا من حركات وجهه وكلماته.
واتهم بحرى، الحوار بين الرئيس والمذيع، بأنه كان ملفقا ومعد مسبقا، فلم نر اسئلة جديدة ولم نر علامات الدهشة أو التفكير الطويل بعد أى سؤال يتم إلقاؤه على الرئيس مرسى.