عمرو الليثي متوازن لا ينفعل مني الشاذلي متردده وائل الابراشي صريح و ماكر تامر أمين هاديء وسريع الارتباك محمود سعد إعلامي وممثل عمرو أديب شجاعته تخونه شهدت الفترة الأخيرة تراجعاً في نسبة مشاهدة برامج »التوك شو« وهذا ما أكدته البحوث الإعلامية المختلفة التي أرجع بعضها السبب إلي تكرار موضوعاتها وافتقادها الي السخونة وتطرقها الي قضايا لم تعد خافية علي أحد من المشاهدين.. والبعض الآخر رأي أن تراجع نسب المشاهدة يعود في المقام الأول الي انعدام الثقة بين المشاهدين ومقدمي هذه البرامج الذين افتقدوا بريقهم، فكيف يراهم اساتذة الإعلام والطب النفسي؟! التحليل الاعلامي في البداية يؤكد د. فاروق أبوزيد استاذ الإعلام ان برامج »التوك شو« تراجعت وأن متابعتها تحولت إلي عذاب ومشاهدة اضطرارية موضحاً إن الجرأة جزء من النجاح ويقول: هناك اسباب لتراجع التوك شو منها كثرة عددها علي كل القنوات اضافة الي موضوعاتها المكررة، كما ان الحياة السياسية والتغييرات المجتمعية علي وشك الاستقرار وبالتالي لم يعد هناك قضايا مسكوت عنها، فقضايا الفساد تفجرت وبالتالي فإن اشكال الاثارة الان اصبحت مفتعلة لا تهم المشاهد. ويضيف أما الجرأة فهي جزء من النجاح ومعناها ان يكون هناك جهد وراء البرانامج يكشف الحقائق ويستغل مساحة الحرية بعيداً عن الاهانة والتجاوز مثلما فعل الشيخ الذي يسب الفنانين والمذيع الذي يسب الرئيس فالجرأة هي البحث والتحقيق في قضايا الفساد والأهمال وسوء الإدارة وتبادلها من خلال وجهات النظر المختلفة وكذلك استخدام مساحة الحرية المتاحة في النظام الآن فهناك معايير اخري ترتبط بشخصية مقدم البرنامج وما إذا كان ديكتاتور يصادر علي حق الضيوف ويختتم ابوزيد كلامه: عموماً ليس لدينا توك شو اصلاً فكل برامجنا عبارة عن حوار بين مذيعين أو ضيفين كلاهما يشتم في الأخر وليس مسرحاً معداً مسبقاً كما هو متبع عالمياً وأنا شخصيا لو كنت مواطنا عاديا لما تابعت هذه البرامج وتركت ما بها من سموم. التحليل النفسي ويري د. يسري عبد المحسن استاذ الطب النفسي. كلية الطب جامعة القاهرة ضرورة أن نعرف أولاً هل ما يحدث جرأة أم نوع من الشو الإعلامي الزائف خاصة وأن هناك من يسعي وراء انتشار اسمه بصورة عشوائية ولست جرأة والجرأة في البث الإعلامي هي الصدق والصراحة ودقة التناول واسلوب ادارة الحوار بين الضيوف بعيداً عن جرأة الحنجرة والعبارات البراقة التي تحمل احياناً اتهامات باطلة ومبالغة وتهويلا وخروجا عن النص من أجل جذب المشاهد والابهار الزائف وأنا شخصياً واحدا ممن انصرفوا عن برامج التوك شو بسبب الجرأة الزائفة، فالمشاهد ينصرف بالطبع لفقدان المصداقية حينما يري المذيع يتكلم بوجهين وينافق ويخدم القناة التي يعمل بها دون ان يخدم الجماهير وقضاياهم اضافة إلي الملل نتيجة تكرار الموضوعات وبالتالي يفضل المشاهد أن يعزل نفسه عن الشو الإعلامي الكاذب الفاضح، خاصة أن هناك خطأ كبير اتقع فيه وسائل الإعلام من تكرار المذيع خمسة أو ستة أيام اسبوعياً لعدة سنوات وهذا لم يحدث علي مستوي العالم حتي مع اوبرا وينفري مثلاً، حتي لو كان هذا المذيع معجزة بشرية. وعن مقاييس الجرأة قبل وبعد الثورة يقول د.عبد المحسن افضل أن اقيم الثبات علي المبدأ قبل وبعد الثورة لدي مقدمي برامج التوك شو وأنا شخصياً ارتبهم كالتالي: عمرو الليثي، عمرواديب، وائل الابراشي، عماد اديب، محمود سعد، لميس الحديدي يليهم اي اسماء أخري. فهؤلاء في رأيي صناعة نظام ولا يظهروا بشخصيتهم الحقيقية وهو أمرفرض عليهم من أجل أكل العيش وحتي لا يتم استبعادهم من مناصبهم، فعمرو الليثي متوازن، لا ينفعل، ويخترق نسيج المجتمع فدائي يدخل المعركة ولا ينتظر قدومها اليه علي الشاشة، وعمرو أديب شجاع وإن كانت شجاعته تخونه أحياناً، فهو يهاجم قبل الثورة وبعدها، اما عماد أديب فهو سياسي محنك يصلح لان يكون سفيراً أو دبلوماسياً أكثر منه إعلامياً فهو علي درجة عالية من الوعي ويستطيع أن يتلون مع السياسة.. ووائل الابراشي صريح ولديه مكر ودهاء بحيث يواجه دون ان يقع في المحظور.. اما محمود سعد فما يفعله »شكل« فهو يميل إلي الظهور كممثل أكثر من كونه إعلامياً.. ولميس الحديدي ظاهرة حنجرية، مندفعة ومتسرعة.. وكثيراً ما تفشل في انتقاء الكلمة المناسبة للموقف المناسب، ومني الشاذلي محاورة جيدة ولكنها تعتمد علي التعبير بالوجه واليدين والإيماءات حتي أنها تطغي علي المضمون الذي تقدمه، وهي انسانة مترددة في اسلوب حوارها تتردد في مخارج الالفاظ للكلمات وهو ما يمكن أن يطلق عليه (التلقائية) اما مني الحسيني فتعتمد علي اسلوب الصراحة والمواجهة وهجومية من الطراز الفريد وتامر أمين رغم أنه هاديء الطبع ودمس الخلق لكنه سريع الارتباك وكذلك خيري رمضان صحفي محنك ودائماً حاضر الذهن ولديه تلقائية وإنطلاقة في التعبير وأن كان ليس دارساً لكل الموضوعات، فهو أكثرخبرة بالموضوعات الاجتماعية عن السياسية.