سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عندما خلت ساحات المحاكم من المتقاضين والمحامين والقضاة محكمة شمال القاهرة المتوقفة عن العمل: المحامون يطالبون بسرعة إنهاء الأزمة.. والمواطنون يشكون.. والموظفون مؤيدون
بدت الساحة الكبيرة التى تتصدر مبنى محكمة شمال القاهرة الابتدائية خاوية من البشر الا قليلا، على السلالم التى كانت قبل يومين مكتظة بالمتقاضين والمحامين، يقف بعض موظفى المحكمة يراقبون مظاهر قرار تعليق العمل الذى أعلن عنه القضاة فى جمعيتهم العمومية الطارئة التى عقدوها الأحد الماضى. «القضاة اجمعوا على تعليق العمل رغم أن رئيس المحكمة كان مش مؤيد للقرار»، قالها أحد الموظفين لزميله الذى تابع بنفسه خلو القاعات بالمحكمة، وشكاوى المتقاضين.
الملاحظة الواضحة واللافتة للنظر فى الحوارات التى تدور بين المتقاضين والموظفين أن هناك حالة من الارتباك، هناك من يعترض على الاعلان الدستورى الذى صدر بشأنه قرار الاضراب، لكنه يتضرر فى الوقت نفسه من تعطل مصالحه، شريف عبدالقادر، موظف يقاضى شركته التى أوقفته عن العمل، يقول «النهارده انا جيت علشان أعرف المحكمة نظرت التظلم بتاعى ولا لا، انا متوقف عن العمل، ومرتبى متوقف حتى الآن، ومش عارف أعمل ايه، وكل ما اكلم حد فى المحكة يقولى النهارده إضراب، طب الناس مالهم ومال الإضراب، هو مش المجلس الأعلى بتاعهم اللى هو أعلى جهة طلب منهم العودة وعدم الاستجابة لقرار الجمعية العمومية والعودة مرة أخرى الى عملهم».
شريف كغيره من البسطاء الذين لا يفكرون الا فى قوت يومهم، ولا يعيرون اهتماما كبيرا للقضايا الكبيرة التى تشغل بال السياسيين، قال «هو دايما الغلبان هو الى بيدفع التمن ليه أنا مش عارف، هى الناس دى مش بتاخد مرتبات علشان تخدمنا ولا ايه، بس هنعمل ايه ولا كلام نافع ولا حاجة نافعة، خلينا إحنا كده لحد ما نموت من الجوع» .
الموظفون فى المحكمة تواجدوا فى مواعيدهم، «احنا مالناش دعوة»، هكذا قالت شيرين، الموظفة هناك، وأكدت «مفيش حد من الموظفين والإداريين أضرب عن العمل النهارده، القضاة والمستشارون هما اللى متضررين، بس إحنا بنشتغل عادى لخدمة الناس، وأى شغل بيجيلنا بنعمله».
شيرين رغم قناعتها بأن الأزمة تخص القضاة فقط، لكنها ترى أن حكم الفرد الواحد لمصر لن يعود، «الثورة قامت علشان تقضى على حكم الفرد، مش علشان هو اللى يحكم ويأمر وينهى، وكمان القضاة كده مش هيبقى ليهم لازمة، طالما منع عنهم حقهم الطبيعى».
فى المقابل جاءت تأكيدات سامح عصام، وكيل نيابة شمال القاهرة، بأن الاضراب شامل فى المحكمة وفى معظم محاكم مصر، وأن اعضاء النيابة فى محكمة شمال القاهرة حضروا جميعا الى عملهم اليومى بشكل طبيعى، ولكن تعليق العمل كان من داخل مكاتبهم، تنفيذا لقرار الجمعية العمومية.
«راعينا مصالح المواطنين، واللى شغال عندنا، تجديد حبس المتهمين والترحيلات والأمور البسيطة، أما النظر فى محاضر أو قضايا فده مرفوض، ولكننا نقبل القضايا التى لها طبيعة خاصة ملحة وتتعلق بأمور انسانية، حتى لا يكون الضرر كبيرا على مصالح المواطنين، ونحن نحترم مصالح المواطنين بشكل كامل، ولكن الضرورات تبيح المحظورات. أما أحمد عبدالله المحامى قال «النهارده الجلسات شبه معدومة، قليل جدا من القضاة من ينظر الجلسات، شمال القاهرة كلها مضربة، وشرق القاهرة تعمل ولكن ليس بكامل طاقتها، ولذلك فالعمل شبه متوقف بالمحكمة، وفى العديد من الزملاء المحامين غابوا النهارده على الحضور خوفا من الحضور على الفاضى».