«الوداع يا حبيبى.. الوداع يا ابنى طلبتها ونلتها يا اسلام.. خلاص يا اسلام مش هشوفك تانى يا ابنى.. بس مش هسيبك وهداوم على زيارتك يا حبيبى ونور عينى».. كلمات رددتها والدة الشهيد إسلام مسعود على قبره لحظة مواراة جثمانه الثرى، لتُبكى المشيعين، وتروح بعدها فى إغماءه طويلة. وكان الآلاف من المواطنين شيعوا إسلام ( 15 عاما) إلى مثواه الأخير، أمس الأول، فى جنازة مهيبة، انتهت بها قصة «الإخوانى الشاب»، الذى قضى أثناء المواجهات بين أنصار حزبه (الحرية والعدالة)، والرافضين للقرارات الأخيرة الصادرة عن الرئيس ( الإخوانى) محمد مرسى، الخميس الماضى.
والدة إسلام، ظلت على حالتها طيلة ليلة أمس الأول، أثناء تلقيها العزاء فى منزلها، حيث توافد المئات من الجيران وأهالى دمنهور؛ مرددين: «إسلام كان بيتمنى ينال الشهادة.. كتب قصيدة طويلة يتصور نفسه شهيدا.. والحمد لله استجاب له وحقق أمنيته ليموت شهيدا».. وتصمت لفتره قبل أن تقول: «حسبى الله ونعم الوكيل فى من رمى الحجارة على ابنى.. إسلام واللى معاه كانوا فى حالهم.. وهما إلى جم عليهم وضربوهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.. ويارب انتقم من كل من نال من ابنى ونزل ليقتل اولادنا واستهان بحياتهم.. ابنى كان متدين وحافظ للقران الكريم، وعمره ما اذى حد.. ليه يموتوه.. منهم لله حرمونى منه «. وتخاطب والدة إسلام الرئيس محمد مرسى: «عاوزة حق إسلام يا دكتور.. ابنى نزل يؤيد قراراتك واتقتل غدر على يد البلطجية.. ابنى كان يؤيدك وأنت عارف.. اوعى تتخلى عن حق اسلام وحق كل الشهداء.. انت وعدت باسترداد حق الشهدا واوعى تتنازل عنه».
وأبكت كلمات ام الشهيد الحاضرين من الجيران والمعزين من أهالى البحيرة على اسلام، الذى كان عضوا فى لجنة تحفيظ القرآن الكريم بشعبة صلاح الدين بدمنهور.
«إسلام كان دائم النصح لصغار وشباب منطقته»، يقول صديقه محمد منصور، والذى كتب على صفحة «كلنا إسلام مسعود» التى دشنها عدد من أصدقائه على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك): «يغشانى حزن عميق إثر نبأ استشهاد أخى فى الله إسلام، وما واسانى غير كلماته: خرجنا لنبنى الحرية بأجسادنا خرجنا لنتمسك بالنور الذى يخرج من السماء، وها أنا الآن التف حولى الشعاع وأخذنى معه للسماء، وكأنى أراه يصعد السماء يغنى (النورُ مِلءُ عيونى.. والحورُ مِلْكُ يميني)