أسوأ يوم فى تاريخ البورصة منذ الثورة

وقف التداول بعد دقيقة من بداية الجلسة مع تراجع مؤشر EGX100 بأكثر من 5%

أعادت البورصة أمس إلى أذهان المصريين ما حدث يومى 26 و27 يناير 2011 (ثانى وثالث أيام الثورة)، عندما انتاب المستثمرون حالة من الفزع دفعتهم إلى البيع الهيستيرى، وهو نفس المشهد الذى تكرر أمس، أول يوم عمل للبورصة بعد الإعلان الدستورى للرئيس مرسى، والذى جعل جميع التوقعات تذهب فى اتجاه متشائم ينبئ باضطرابات سياسية عنيفة أو ثورة أخرى.

فبعد دقيقة من بداية جلسة أمس، تراجع مؤشر EGX100 الأوسع انتشارا بأكثر من 5% وهو ما دفع إدارة البورصة إلى وقف التداول نصف ساعة، (طبقا للإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الهيئة العامة للرقابة المالية بعد ثورة يناير للحد من ارتفاعات وانخفاضات المؤشرات الرئيسية)، ولم يتمكن هذا الإجراء من إيقاف نزيف الخسائر بعد عودة التداول، حيث واصلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة انخفاضاتها الحادة.

وقد أنهى مؤشر الرئيسى EGX30 تعاملاته متراجعا 9.59%، ليصل إلى 4917.73 نقطة، مسجلا أكبر خامس انخفاض فى تاريخه، وأغلق المؤشر الأوسع انتشارا على انخفاض ب8.71%، ليصل إلى 736.5 نقطة، بينما سجل مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة هبوطا بنسبة 8.14%.

كما أوقفت إدارة البورصة التعامل على ما يقرب من 64 سهما بعد تراجعها بأكثر من 5% خلال الساعة الأول من الجلسة، منها «اوراسكوم للاتصالات والاعلام»، و«بنك التعمير والاسكان»، و«جهينة»، و«سبينالكس»، و«العربية لحليج الأقطان»، و«ليسيكو مصر»، و«البنك الوطنى المصرى»، و«بنك قناة السويس»، و«الجوهرة»، و«النساجون الشرقيون»، و«سيدى كرير»، و«أوراسكوم القابضة للتنمية»، و«السويدى اليكتريك»، و«القابضة المصرية الكويتية».

وسيطرت حالة الفزع على المستثمرين المصريين أمس بشكل يفوق بكثير الأجانب، كما يقول، حسن قناوى، مدير التداول فى شركة إتش سى لتداول الأوراق المالية، وهذا ليس معناه أن الأجانب متفائلون لكن بعضهم كان يرغب فى استغلال الانخفاض الكبير لأسعار أغلبية الأسهم، على حد تعبير المحلل.

كما أن يوم الأحد عطلة أسبوعية فى الخارج، وبالتالى فإن تأثر المستثمرين الأجانب قد يظهر بشكل أكبر اليوم وخلال الجلسات المقبلة، تبعا لمدير المبيعات فى شركة فاروس لتداول الأوراق المالية، محمد رضوان، مؤكدا أن جميع المستثمرين فى البورصة كانوا «متشائمين بشدة أمس بسبب الإعلان الدستورى فهم متوقعين أن هذا الإعلان سيخلق ثورة عنف ولذلك كان هناك موجة بيع هيستيرية، خوفا من حدوث انخفاضات أكثر حدة فى الجلسات المقبلة، الكل كان عايز يلحق يبيع»، بحسب تعبير رضوان.

كان رئيس البورصة، محمد عمران، قد أكد أمس الأول، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «تعليق التعاملات بالبورصة غير مطروح نهائيا مهما كانت الظروف، كما أنه لا تفكير أيضا فى تقليص زمن التداول بالسوق»، مضيفا «ليس من المنطقى تعليق التعاملات بالبورصة كلما حدثت مشكلة أو أزمة فى الشارع». ويتفق المحللان مع رأى رئيس البورصة، «إغلاق البورصة يعطى رسالة سيئة للعالم الخارجى»، بحسب رضوان.