لم يكترث أبدًا بإعاقة أطرافة الأربعة وعلى ملامحه، رسم التحدي قبل أن يرسمه على لوحاته. اعترف الفنان التشكيلي كريم النجار الملقب ب"سفير التحدي"، كونه تحدى إعاقة أطرافه الأربعة، بأن المعاق يكون مهزومًا نفسيًا إلا أنه شخصيًا لا يعرف للانهزامية طريقًا، ورفض انتظار مد يد العون له من الدولة، فقرر أن يمسك بفرشاته رغم إعاقة أطرافة الأربعة، ورسم ليعبر عن أحلامه وطموحاته.
وعن قصته مع الإعاقة والرسم، قال إنه قبل 20 عامًا من الآن كان شخصًا عاديًا يسير على قدميه ويرسم بيديه، ولكن أصيب بمرض نادر فحدثت له إعاقة متوسطة وتدرجت إلى أن جلس على كرسٍ متحرك فقرر أن يستمر في الرسم أيضًا بعد أن أصبح واحدًا من آلاف المعاقين في مصر، لكنه اختار طريقته الخاصة فبدلاً من أن يحرك يديه وهو يرسم جعل اللوحة التي أمامه هي التي تتحرك بتواجدها على لوح خشبي؛ لأنه لا يستطيع أن يرفع يديه لأعلى، ويرسم كريم من كل الاتجاهات وأحيانًا يرسم لوحات بالمقلوب.
حصل كريم البالغ من العمر 45 عامًا على لقب "سفير التحدي" على مستوى العالم العربي من خلال مسابقة على الإنترنت، تحت إشراف فريق للاحتياجات الخاصة مع عدد كبير من دول العالم العربي، تحت إشراف الفنان نادر صلاح.
وعن حالة التشاؤم التي تسيطر على لوحاته قال كريم إنها ليست حالة تشاؤم بقدر ما هو شجن، ويستخدم كريم الذي يرسم بفطرته دون دراسة، كافة الخامات مثل المائية أو الفحم والزيت.
وعن أكثر اللوحات التي يعتز بها، قال: "إن هناك لوحة عنوانها "لبنى والبحر"، وهي عبارة عن مقالين كانت قد قامت بكتابتهما بنت معاقة اسمها لبنى كانت ترغب في أن تذهب إلى البحر، لكنها لا تستطيع لعدم وجود مرافق معها فقررت أن تذهب وحدها، لكن بخيالها طالما أن الواقع لن يمهلها تحقيق حلمها البسيط."
ويقول كريم إنه يرسم بإحساسه وليس مجرد أنه يمسك الفرشاة ليرسم فقط، وأوضح أنه فعل ذلك في الكثير من المقالات، كونه اتخذ من الرسم تعبيرًا صريحًا عن حياته، وأراد بلوحاته أن يتحدث بلسان كل معاق في مصر.
وقال إنه يعشق الرسم منذ طفولته، إضافة إلى كونه يرسم كاركاتير، ومن أكثر الرسومات التي يحبها في هذا الصدد كانت لوحة تعاتب الرئيس محمد مرسي، كونه لم يتطرق للمعاقين في خطابه الأول، فرسم لوحة عليها بعض الكلمات التي تقول: "يا ريتني كنت نوبي أو سواق توك توك"، في إشارة إلى بعض الفئات التي ذكرها مرسي في هذا الخطاب.
ورسم كريم لوحات عن ثورة 25 يناير، ومن هذه اللوحات لوحة تعبر عن فتاة معاقة شاركت في الثورة ونزلت إلى الميدان، كما رسم لوحة كانت مقالة بعنوان "وصيتي" وهي لشاب كتب وصيته قبل النزول إلى ميدان التحرير للمشاركة.