تظاهر المئات في الأردن، احتجاجًا على قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية، مساء أمس الثلاثاء، كما طالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة، والعودة عن قرار رفع الأسعار، وردد المتظاهرون هتافات عديدة منها "الشعب يريد إسقاط النظام" .
كما ترددت أنباء عن قيام عدد من المتظاهرين بأعمال شغب وحرق في عدد من المباني الحكومية بالمزار الجنوبي.
جدير بالذكر، أن الأردن رفع الدعم عن البنزين ومنتجات بترولية أخرى؛ لمواجهة عجز الميزانية، آخذ في الاتساع في إطار برنامج اقتصادي ضروري للحصول على قرض بملياري دولار من صندوق النقد الدولي.
وقد خرج المحتجون على قرار الحكومة الأردنية برفع أسعار المشتقات النفطية في منطقة "دوار الداخلية"، وهو أحد الميادين الحيوية بالعاصمة "عمان"، عن سيطرة قوات الأمن وقاموا بإغلاق الدوار إغلاقاً تاماً وسط هتافات عالية بإسقاط النظام، وتزايد لأعداد المحتجين بالميدان وتواجد أمني كثيف.
كما امتدت الاحتجاجات الواسعة إلى العديد من المحافظات، حيث قذف محتجون في محافظة الكرك (140 كم جنوب عمان) مبنى المحافظة بالبيض بعد قرار الحكومة برفع الأسعار وقاموا بإحراق الإطارات أمام المبنى قبل أن تقوم قوات الدرك بتفريق المحتجين بالغاز المسيل للدموع.
وطالب المئات من المواطنين بمحافظة الكرك بإسقاط الحكومة، والعودة عن قرار رفع الأسعار، وحذروا من العواقب وسط هتافات عالية السقف، وسط تواجد لقوات الدرك الأردنية في محيط المسيرة، كما شهدت منطقة المزار الجنوبي حراكاً واسعاً أدى إلى إغلاق للشوارع وسط أنباء عن إغلاق مبنى بلدية المزار بالحجارة ومحاولة اقتحام المؤسسة الاستهلاكية المدنية والعسكرية.
كما اندلعت احتجاجات عنيفة في مدينة "السلط " بمحافظة البلقاء (30 كم شمال غرب عمان) مسقط رأس رئيس الحكومة الأردنية- الدكتور عبد الله النسور، تخللها حرق للإطارات وقذفها على طريق "عمان – السلط" مما أدى إلى إغلاقه كما ارتفع سقف الهتافات احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية.
ويعتزم عدد من الحركات الاعتصام أمام منزل رئيس الحكومة الأردنية ب"السلط" حتى رحيلها "على حد قولهم".
وانطلقت مسيرة في محافظة معان (250 كم جنوب عمان) ضمت المئات حتى وسط مدينة معان باتجاه دوار "عرار" حيث اندلعت أعمال شغب، وتم إحراق الإطارات احتجاجاً على رفع أسعار المشتقات النفطية.
وهدد عدد من الأردنيين في محافظة معان بتنفيذ عصيان مدني في العمل اليوم الأربعاء بسب القرار.
وأعلن ناشطون أردنيون إضراباً شاملاً اليوم الأربعاء، فيما توعد معتصموا "دوار الداخلية" وسط العاصمة الأردنية "عمان" بالمبيت في الدوار؛ لبدء اعتصام مفتوح حتى تتراجع الحكومة الأردنية عن قرارها.
من جانبه، دعا الدكتور همام سعيد- المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى تدارك الأمور بالعودة عن رفع الأسعار، مشيراً إلى أن الشعب الأردني غير قادر على تحمل أعباء جديدة.
وطالب بالإسراع في إصلاحات دستورية تعيد السلطة إلى الشعب، حتى يقوم بمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال والشركات والأراضي المنهوبة، كما دعا إلى تأجيل انتخابات "الصوت الواحد "لأن الأجواء الحالية لا تمهد انتخابات مقبولة شعبياً "على حد قوله".
واعتبر سعيد أن قرار رفع الأسعار يطال كل فرد من أفراد المجتمع ويحرم الأردنيين من أقل درجات العيش الكريم ، لافتاً إلى أن حديث الحكومة عن دعم نقدي فيه "استغفال للناس" ولا يمكن أن يعوض رفع الأسعار "على حد وصفه".
بدوره، ندد حزب التحرر الوطني الاجتماعي الأردني بشدة -في بيان أصدره ليلة أمس- بقرار حكومة الدكتور عبد الله النسور، زيادة أسعار الطاقة واعتبره عدواناً سافراً على الفئات الشعبية تنبغي مواجهته شعبياً وإسقاطه فوراً.
وكانت الحكومة الأردنية قررت مساء أمس الثلاثاء، رفع أسعار المشتقات النفطية اعتباراً من منتصف الليلة في خطوة تهدف إلى تحرير تلك الأسعار، وزاد سعر اسطوانة الغاز المنزلي (12.5 كجم) بموجب القرار إلى 10 دنانير مقابل 6.5 دينار، فيما ارتفع سعر البنزين (أوكتان 90) ليصبح 800 فلس، فيما زاد سعر السولار إلى 685 فلساً للتر، والجاز إلى 685 فلساً للتر (الدولار الأمريكي يساوي 708ر0 دينار أردني).