قال الدكتور خالد مخلوف، مدير عام مستشفى الهرم، إن المستشفى استقبل 9 حالات إصابة جراء حادث تصادم قطارى الفيوم، منها حالتان تم تصريح الخروج لهما، فور وصولهما المستشفى لاستقرار حالتهما فيما تم حجز 7 حالات متبقية بالمستشفى، مضيفا أن أخطر الحالات لمصاب اسمه عوض فرج حيث يعانى كسرا فى العمود الفقرى مما نتج عنه شلل نصفى، وحالة أشرف صابر الذى يعانى كسرا مفتوحا بالحوض وكسرا آخر بالفخذ وكسرا ثالثا مضاعفا بالساق اليسرى. وأكد مخلوف أن المستشفى استقبل مصابا يدعى مجدى فاروق عبدالحميد، من سكان محافظة الفيوم ثبت من خلال محضر احالته للمستشفى انه عقب سماعه لخبر حادث القطارين استقل سيارته قاصدا موقعه للاطمئنان على أحد أقاربه الذى كان يستقل القطار القادم من بنى سويف، وخلال ذلك استوقفه مجموعة من البلطجية وأشهروا فى وجهه أسلحة بيضاء وأجبروه على ترك السيارة ومن ثم استولوا عليها وسدد أحدهم طعنتين بعنقه وبالرقبة والظهر وتم نقله إلى مستشفى الفيوم العام إلا أنه لخطورة حالته تم نقله إلى مستشفى الهرم.
وانتقلت «الشروق» إلى مستشفى الهرم، والتقت عددا من المصابين، الذين عبروا عما مروا به من مشاعر خوف وقلق، داهمتهم أثناء وقوع الحادث، فقال عمرو رمضان معوض، 14 عاما: «كنت رايح بنى سويف أشتغل مع ابن عمى فى بيع الفول» لافتا إلى أنه من سكان مركز إبشواى بمحافظة الفيوم ويدرس بالصف الثانى الاعدادى الا ان ضيق الحال الذى تعانى منه أسرته أجبره على ترك المدرسة ومن ثم قرر باللحاق بأبناء عمه الذى يعملون فى محافظة بنى سويف، فاستقل القطار من محطة الفيوم فى الساعة 5.30 ووضع شنطة السفر الخاصة به على أرضية القطار ونام عليها، ليفاجأ بأنه ملقى على الأرض وبجانبه عدد كبير من المصابين فدخل فى نوبة بكاء من سوء المنظر إلى ان جاء مجموعة من الشباب ونقلوه إلى سيارة الاسعاف التى نقلته إلى المستشفى. وأكد الطبيب المعالج لحالة عمر انه يعانى كسرا فى الساقين ويحتاج لإجراء 4 عمليات جراحية من بينها تركيب شرائح ومسامير فى الساقين وعملية أخرى فى العمود الفقرى وعملية تجميل فى ساقه اليمنى نظرا لتهتكها.
وفى غرفة أخرى التقت مصابا آخر يدعى سيد حسن على، 52 عاما، مساعد شرطة فى قوة الحراسات بمبنى جامعة الدول العربية، وقال انه من سكان محافظة الفيوم وكان عائدا من مقر عمله بالقاهرة مستقلا القطار القائم من محطة الجيزة والمتجه إلى محافظة الفيوم، مشيرا إلى انه كان ينتظر قطار «درجة ثالثة» يتحرك من محطة الجيزة فى تمام الساعة الرابعة والنصف عصرا، إلا أنه اثناء ذلك فوجئ بقطار درجة ثانية مميز يقف على الرصيف وحينما قام بالاستعلام من ناظر محطة الجيزة اخبره بأن القطار متجه إلى الفيوم، الامر الذى كان داعيا إلى سعادة غمرته على حد وصفه بسبب مستوى القطار المتطور.
وتابع عبدالحميد «ركبنا القطار وتحرك من محافظة الجيزة ولم يتوقف فى أى من المحطات السابقة لمحطة محافظة الفيوم، إلى ان وصلنا إلى محطة فرية سيلة التى تسبق محطة الفيوم بثلاث محطات وعقب ذلك فوجئنا بصوت انفجار كبير بالقطار ظننا انه لقنبلة، ادى إلى تحطم العربة التى كنا نستقلها وسقوط الأجزاء الخاصة بحمل الحقائب على رءوس الركاب ومن ثم اصابتنى نوبة اغماء ولم ادرك شيئا بعدها حتى وصولى إلى المستشفى، وأضاف سيد ان هذا الحادث هو الأول من نوعه بالنسبة لخط سكة حديد الفيوم والذى لم يشهد حوداث قطارات سابقا نظرا لأنه مكون من طريق واحد تسير عليه القطارات المتجهة والخارجة من محافظة الفيوم فى مواعيد مختلفة. وحمل سيد عمال البلوكات ومسئولى محطة قرية سيله مسئولية الحادث، مشيرا إلى ان المنطقة التى وقع فيها الحادث تبعد عن محطة قرية سيله ب500 متر وكان من المفروض ان يتم ايقاف القطار القادم من محافظة الفيوم فى محطة سيله حتى مرور القطار الآخر القادم من الجيزة إلا أن اهمال مسئولى المحطة خلف الحادث المروع الذى راح ضحيته 3 وأصيب فيه أكثر من 35 شخصا.