اعترف وزير النقل، الدكتور محمد البتينى، بوجود «إهمال شديد وتقصير بهيئة السكك الحديدية»، وقال خلال تفقده المصابين بمستشفى الفيوم العام جراء حادث تصادم قطارين، إنه «لابد من محاسبة المسؤولين والمتسببين عن هذا الحادث»، مؤكدًا أنه أمر بتشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث، وأنه لم يتخذ أي إجراء بوقف أي مسؤول عن العمل حتى الآن، لحين انتهاء تقرير اللجنة الفنية عن أسباب الحادث، جاء ذلك بعدما وجه له والد أحد المصابين اتهامات بالتقصير والإهمال خلال الزيارة. فيما قررت النيابة العامة ضبط وإحضار مساعدي سائقي القطارين والسائق الناجي وعمال التحويلة المسؤولين عن مسير القطارين.
ومن جانبه، قرر محافظ الفيوم، المهندس أحمد علي، صرف مبلغ 5 آلاف جنيه لأهل كل متوفى، وألفي جنيه لكل مصاب.
وبلغ إجمالي الضحايا 3 قتلى و42 مصابًا؛ من بينهم 6 حالات تم تحويلها إلى مستشفى الهرم، حسبما قال الدكتور إمام موسى، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، مضيفًا أن إجمالي سيارات الإسعاف التي شاركت في الحادث، بلغ 46 سيارة وتم الاستعانة بسبع سيارات من بني سويف و14 سيارة من مدينة 6 أكتوبر.
وكشفت تحقيقات نيابة الفيوم عن «وجود خطأ ارتكبه عاملا التحويلة أو أحدهما»، كما استمعت لأقوال بعض شهود العيان الذين أكدوا ذلك، وقررت انتداب لجنة فنية لمعاينة الحادث لمعرفة أسباب الحادث.
وكشفت التحقيقات الأولية، أن قطار القاهرة رقم 1110 كان أول يوم تشغيل له منطلقًا من القاهرة، بعد موافقة هيئة السكة الحديد من الخطوط الطوالي؛ حيث لا يقف إلا في محطة الفيوم فقط، وقالت التحقيقات: "إن سائق القطار حصل إشارة المرور من عامل بلوك محطة الناصرية، في الوقت الذي قام فيه ملاحظ بلوك محطة سيلا بتسليم أسطوانة المرور لسائق قطار الفيوم، رقم 153 المتجه إلى القاهرة، ليصطدم القطاران وجهًا لوجه في المسافة الواقعة بين المحطتين."
وقال محمد كيلاني محمود، 40 سنة، أحد الشهود والمصابين، عامل من حي قحافة بالفيوم، إنه ذهب إلى محطة قطار الفيوم الساعة الربعة، حيث إنه من المعتاد إقلاع قطار الفيومالقاهرة في 4.30 مساء، لكنه فوجئ بتأخر موعد القطار، وسأل العاملين بمحطة الفيوم عن سبب التأخر، فأكدوا له أن القطار سيقلع الساعة 5.30، فاستقل القطار، وبعد تحركه بخمس دقائق سمع دوي انفجار واهتزاز شديد به.
وروت إيمان مجدي عبد القادر، 17 سنة، طالبة بالمدرسة الفنية الصناعية، أنها استقلت قطار الفيوم خلال عودتها من المدرسة إلى المنزل، بعد قضاء يومها الدراسي، وبعد مرور وقت قصير من إقلاع قطار الفيوم سمعت صوت انفجار شديد، وأغشي عليها أثناء الحادث، وفوجئت بوجودها داخل مستشفى الفيوم العام.
أما عنتر عبد العزيز عبد المقصود، 36 سنة، نجار مسلح، فأصيب هو وابنه كريم، 9 سنوات، وقال إنه كان يستقل قطار الفيوم المتجه إلى القاهرة هو وزوجته وطفليه، وبعد تحركه بوقت قصير سمع صوت اصطدام شديد، أما حاتم زارع علي، طالب من محافظة بني سويف، فكان في طريقه للعودة إلى منزله بعد يوم دراسي بجامعة الفيوم، وقال إنه فور تحرك القطار من المحطة لاحظ أحد العاملين بكشك التحويلة يصدر صوت صفير عالٍ، لكن سائق القطار لم يعطه اهتمامًا، ثم فوجئ بعدها بالحادث.
وقال عبد الناصر عبد القادر، 52 سنة أحد المصابين: "إن قطار الفيوم كان يسير بسرعة طبيعية، بينما كان قطار القاهرة يسير بسرعة جنونية وفوجئ بوقوع الحادث."
وكان المستشار عمرو سلامة، المحامي العام لنيابات الفيوم، انتقل لموقع الحادث، وأجرى معاينة للقطارين، وأمر بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العام للتحقيق في الحادث، برئاسة أسامة عبد المنعم، رئيس نيابة بندر الفيوم، وعضوية أحمد أسامة ومحمود سيف ومحمد نادي ومحمد يحيى، وكلاء النيابة العامة، وقررت النيابة ضبط وإحضار ملاحظي بلوك محطة العدوة والناصرية، وسائق القطار الناجي ومساعدي السائقين.