بسوء، لا يزال الديمقراطيون يذكرون المرشح المستقل لانتخابات الرئاسية عام 2004، رالف نادر، لتسببه فى خسارة مرشحهم آل جور لأصوات حاسمة فى فلوريدا. وقبل نادر، وتحديدا عام 1992، استطاع المليونير روس بيرو، الذى ترشح كمستقل تدمير الرئيس جورج بوش الأب، ما أعطى دفعة لبيل كلينتون أوصلته إلى البيت الأبيض بنسبة 43% فقط من التصويت الشعبى.
لذا يتخوف فريقا المرشحين الديمقراطى، الرئيس باراك أوباما، ومنافسه الجمهورى، ميت رومنى، من أن يكون مصير أوباما أو رومنى فى يد مرشح ثالث على طريق نادر وبيرو، لا سيما فى ظل وجود أربعة مرشحين بارزين آخرين بين 25 مرشحا للرئاسة، بحسب «هيئة الإذاعة البريطانية» (بى بى سى).
هؤلاء الأربعة، هم: رئيس الحزب الليبرالى، ثالث أكبر حزب أمريكى، جارى جونسون، ومرشح الحزب الدستورى، فيرجيل جوود، ومرشحة حزب الخضر، جيل ستين، ومرشح حزب العدالة، روكى آندرسون. ويناضل جونسون، الحاكم السابق لولاية نيوميكسيكو، ورفاقه للحصول على تأييد شعبى، بينما تفيد التوقعات بصعوبة حصولهم على الأصوات فى الحساب الأخير ليوم التصويت. لكن، رغم ذلك يمكنهم توجيه ضربة قاتلة لأوباما أور رومنى.
إذ أظهرت نتائج استطلاع أجرته «مؤسسة السياسة العامة للاقتراع» حول التأثير المحتمل للمرشحين الآخرين، غير أوباما ورمنى، فى ولايات متأرجحة رئيسية، أن أوباما يتقدم فى فيرجينيا بنسبة 3%، فإن المرشحين المغمورين مستمرون فى حصد الأصوات. وفى كولورادو ارتفاع رصيد جونسون على حساب صدارة أوباما بنسبة بين 3% و5%.
لكن، فى مقابل تخوف الجمهوريين والديمقراطيين من التأثير المحتمل للمرشحين المغمورين، يرى مدير مركز السياسات فى جامعة فيرجينيا، لارى ساباتو، أن «الناخبين لا يعرفونهم الكثير عنهم، فمثلا جوود معروف فى المنطقة التى ظل لسنوات نائبا عنها فى الكونجرس، وجونسون معروف فى نيوميكسيكو، التى حكمها، وستين معروفة فى الحى الذى تسكنه.. هذا كل شىء»، خاتما بالإعراب عن اعتقاده بأن الناخبين «يكرهون وجود مرشح ثالث، ليسوا على استعداد لإهدار أصواتهم».