"هل يمكن أن يحدث المغمورون فارقا في انتخابات الرئاسة؟" سؤال طرحته المناظرة التي أدارها المذيع الشهير لاري كينج، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق يمكن أن تحسمه مجموعة صغيرة من الأصوات في الولايات الرئيسية. الرئيسان اللذان يحملان اسم جونسون، هما فقط اللذان حفر اسميهما في عقول الأمريكيين، وتركا علامة في التاريخ الأمريكي. آندرو جونسون، الرئيس السابع عشر تم عزله، وليندون بينز جونسون، الرئيس السادس والثلاثون، وقّّع وثيقة تاريخية حول الحقوق المدنية.
ولكن لا أحد يتوقع أن يكون هناك شخص ثالث لهذين الرئيسين السابقين، يضع بصمة مشابهة في عام 2012 حتى "جاري جونسون" نفسه، ولكن مرشح الحزب الليبرالي يستطيع حتى الآن أن يكون مؤثرًا في النتيجة.
فجونسون، الحاكم السابق لولاية نيوميكسيكو، هو الأشهر بين المرشحين الخمسة والعشرين «الآخرين» في انتخابات الرئاسة التي ستُجرى في السادس من الشهر القادم، ولكن هذا لا يعني الكثير.
ويناضل جونسون ورفاقه للحصول على تأييد شعبي، بينما تشير التوقعات إلى صعوبة حصولهم على الأصوات في الحساب الأخير ليوم التصويت، وعلى الرغم من هذا فإنهم يستطيعون حتى الآن توجيه ضربة قاتلة للرئيس باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي، أو منافسه مرشح الحزب الجمهوري مت رومني.
ولكن اثنتين من الانتخابات الرئاسية الخمس الأخيرة أظهرت قدرة الطرف الثالث على المساهمة في النتيجة.
ففي عام 1992، استطاع المليونير روس بيرو تدمير الرئيس جورج بوش الأب، مما أعطى دفعة لبيل كلينتون أوصلته إلى البيت الأبيض بنسبة 43% فقط من التصويت الشعبي.
ولا يزال الديمقراطيون يذكرون رالف نادر بسوء؛ لتسببه في خسارة آل جور لأصوات حاسمة في فلوريدا منذ 8 سنوات مضت، وبسبب التخوف من الإصابة بإحساس الإحباط، الذي يمكن أن يتسبب به أمثال رالف نادر في 2012، فقد نظمت مؤسسة الانتخابات الحرة والمتساوية المناظرة، التي جرت يوم الثلاثاء.
وساعد هذا كلا من جونسون وفيرجل جود، مرشح الحزب الدستوري وجيل ستين مرشحة حزب الخضر، وروكي أندرسون، مرشح حزب العدالة، على المشاركة في طرح ومناقشة رؤاهم في القضايا؛ مثل الأمن القومي، والإنفاق الحكومي، وقوانين المخدرات.
وفي تصريح لموقع «بوليتيكو» الإليكتروني، قال مدير المناظرة لاري كينج:«الواضح أن أحدهم لن يحقق الفوز، ولكن الدستور لا يفرق بين حزب ديمقراطي وآخر جمهوري، فهو لم يتحدث عن نظام يقوم على حزبين».
وتخلق النتائج التي تطلقها استطلاعات الرأي الخاصة بيوم الانتخابات معاناة يومية للأمريكيين، فهم مطالبون دائمًا بالاختيار بين مرشح من اثنين، ونادرًا ما تشمل قائمة الاختيارات الاختيار شخصًا ثالثًا.
ولكن البحث الذي أجرته مؤسسة السياسة العامة للاقتراع حول التأثير المحتمل للمرشحين الآخرين في ولايات الصراع الرئيسية، أكد أن فرجينيا التي تشهد منافسة قوية، يتقدم فيها باراك أوباما بنسبة ثلاثة بالمائة، حسب مدير السياسة العامة للاقتراع، داستن إنجالز، لكنه أشار إلى أن مرشحي الأحزاب الأخرى جونسون وجود وستين، مستمرون في المنافسة، ولكن نسبة تقدم أوباما ترتفع لتقترب من 4%.
ولكن البحث أكد ارتفاع نسبة جونسون على حساب صدارة أوباما في كولورادو بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5 بالمائة؛ حيث قال إنجالز: «في المقابل وجدنا أن النسبة التي يفقدها رومني من الأصوات الداعمة له أمام أوباما ليست كبيرة، وهذا يعني أن النسب المفقودة ليست مؤثرة بشكل كبير على كلا المرشحين، وربما تعود إلى أن رومني قد كسب مساحة جماهيرية جديدة خلال الأسابيع الأخيرة، وأن قاعدة الدعم الخاصة به يصعب أن تتحول إلى غيره».
ويضيف إنجالز :«ليس من المفاجئ لنا أن نعلم أن مرشحي الأحزاب الأخرى لم يستطيعوا جذب أصوات جديدة، لأن هناك دائرة قاسية تحيط بهم، فهم غير قادرين على جذب الانتباه ولا يملكون الكثير من المال ولا يوجد لديهم دعم كبير، إنها دائرة من الصعب كسرها».
في حين يؤكد ريتشارد وينجر، رئيس تحرير مجلة «بالوت أكسس نيوز» المهتمة بشؤون الانتخابات، أنه في بعض الولايات تحتاج 750 ألف توقيع صحيح لتصل إلى الاقتراع، فإن القواعد اللازم مراعاتها لقبول صحة التوقيعات صارمة لدرجة تجعل العدد المطلوب ضعف العدد المذكور، ففي ولاية ميريلاند، قُضي ببطلان آلاف التوقيعات هذا العام، لأنها لم تتضمن الاسم الأوسط.
وكل هذا ليس في مصلحة مرشحي الأحزاب الأخرى، حيث يقول لاري ساباتو، مدير مركز السياسات في جامعة فيرجينيا: «إن الناخبين لا يعرفونهم، فمثلا فيرجل جود معروف بشكل مباشر في المنطقة التي ظل لسنوات نائبًا عنها في الكونجرس، وجاري جونسون معروف في نيوميكسيكو؛ حيث كان حاكمًا، وجيل ستين معروفة في الحي الذي تسكن به، وهذا كل شيء».
ويضيف ساباتو: «هؤلاء لم يحققوا أي تقدم، لأنه عندما يستقطب الناخبون الأمريكيون، فإنهم لا يفضلون مرشحًا عن حزب ثالث».
ويعتقد ساباتو، أن: «الناخبين يكرهون وجود مرشح ثالث، وهم ليسوا على استعداد لإهدار أصواتهم، لقد دربنا على التفكير في نظامنا على أنه نظام يقوم على حزبين. ونحن نهدر أصواتنا إذا اخترنا مرشحًا آخر، هذه هي طريقة تفكير معظم الأمريكيين».