فاز الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، باراك أوباما، بمنصبه فى 4 نوفمبر 2008، متوجا حملة استمرت لعامين، لدخول البيت الأبيض، واليوم يحاول تكرار نصره التاريخى. بفوزه الرئاسى العريض، سقطت لحد بعيد مقولة أن الولاياتالمتحدة غير مستعدة بعد لانتخاب رئيس من أصول إفريقية. ولم تكن أصول أوباما عادية، فهو ابن مهاجر كينى جاء للدراسات العليا فى الولاياتالمتحدة، حيث قابل زوجته، وهى أمريكية بيضاء من ولاية أركنساس (وسط). بعد تخلى الأب عن أسرته وعودته لكينيا، انتقلت الأم وابنها باراك إلى ولاية هاواى فى المحيط الهادى، قبل أن تتزوج من مسلم إندونيسى، وتنتقل مع ولدها إلى جاكرتا، حيث درس لبضعة أشهر فى مدرسة إسلامية.
لم يلتقِ أوباما بوالده إلا مرة واحدة فى 1971، عندما بلغ العاشرة، وفى 1982 عرف عن طريق مكالمة هاتفية بمصرعه فى حادثة سيارة بالعاصمة نيروبى. بعدها بعام تخرج فى جامعة كولومبيا بنيويورك، وتحديدا تخصص العلوم السياسية.
بعدها انخرط فى العمل التطوعى بشيكاجو، وفى 1988 دخل كلية الحقوق بجامعة هارفارد ليحصل على الدكتوراه عام 1991، ثم مارس تدريس القانون الدستورى فى جامعة شيكاجو حتى 2004، إضافة إلى عمله كمحامٍ مختص فى الحقوق المدنية، حيث تعرف على زوجته ميشيل.
دخل عالم السياسة عام 1996 عندما فاز بمقعد فى مجلس ولاية إلينوى (شيكاجو)، وبعدها بثمانى سنوات فاز بمقعد فى مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولايته، عقب خسارة سابقة فى 2000.
عرف من خلال عمله فى مجلس الشيوخ بقدرته على التعاون مع جميع الفرقاء السياسيين، سواء فى حزبه الديمقراطى أو الحزب الجمهورى. وصار أوباما مقتنعا بقدرته على منافسة أشهر سيدات السياسة الأمريكية، هيلارى كلينتون، زوجة الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى.
وخلال حملته الانتخابية الطويلة، بنى أوباما تحالفا تحول لتيار عماده الشباب والأقليات والليبراليين، فاز عبره بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام الجمهورى، جون ماكين، ليتمكن بالفعل من دخول البيت الأبيض كأول رئيس أمريكى من أصول أفريقية.
واليوم، تحاول إدارة حملته الانتخابية، إقناع الناخبين بأن أوباما (51 عاما) لا زال يمثل «أملا قادرا على تحقيق أحلامهم»، فقد منع الاقتصاد الأمريكى من «الانهيار»، وطارد تنظيم القاعدة، حتى «قتل زعيمه، أسامة بن لادن، و»أنهى حرب حرب العراق»، على حد قول صحيفة نيويورك تايمز، التى أعلنت تأييدها له.
وبحسب استطلاعات الرأى فإن أغلبية النتائج تظهر تقدما لصالح أوباما على الرغم من تقليل المنافس الجمهورى، ميت رومنى، للفارق بينهما، خاصة فى الأيام الأخيرة الممتدة منذ المناظرة الرئاسية الأولى، وحتى تعليق حملة أوباما وبعدها رومنى لمواجهة إعصار «ساندي»، وهو ما أظهر الرئيس الأمريكى فى صورة قائد يهتم بشأن الناس فى أوقات الأزمة.