رأت مجلة (تايم) الأمريكية أن شكل التدخل العسكري في مالي سيكون بمثابة نموذج يحتذى فى تسوية صراعات أخرى قد تنشب في المستقبل لاسيما في وقت تعزف فيه أمريكا وأوروبا عن خوض أو الانخراط في أي حروب أخرى. وذكرت المجلة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن الاستراتيجيات العسكرية التي صاغتها القوى الغربية بهدف طرد الجماعات الإسلامية المتشددة التي سيطرت على شمال مالي سيخلف عواقب حقيقة على العمليات المستقبلية لمكافحة الإرهاب وبينها تلك التي تجريها الولاياتالمتحدة.
ونقلت المجلة في هذا الصدد عن فرنسوا هايزبورج مستشار خاص في مؤسسة البحوث الاستراتيجية في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس قوله "إننا نتحرك الآن قدما نحو تشكيل تدخل سيكون أكثر قربا لحقبة ما بعد الحرب على أفغانستان عن أية حقبات تاريخية أخرى .. فإذا ما نظرنا إلى أشكال التدخلات العسكرية في المستقبل ، فلن يكون أي منها مماثلا للحرب على العراق وأفغانستان ".
وأوضحت المجلة أن الخطط التي تم صياغتها في هذا الشأن تعتمد بشكل أساسي على عدم إرسال قوات برية غربية على الأرض بل تستند، عوضا عن ذلك ، على إيفاد قوات من اتحاد دول غرب أفريقيا تقدر بنحو 3200 جندي إضافة إلى قوات من مالي يبلغ عددها 3000 تم تدريبها بواسطة الاتحاد الأوروبي .
ولفتت إلى أن العديد من قوات اتحاد دول غرب أفريقيا تتألف من قوات نيجيرية لديها خبرة ضحلة فيما يتعلق بخوض عمليات قتالية في المناطق الصحراوية الشاسعة التي تمتاز بها جغرافية شمال مالي .
وأضافت المجلة "أنه بالرغم من أن القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 12 من الشهر الجاري يمهل الدول الأفريقية حتى آواخر شهر نوفمبر المقبل لوضع خطة محكمة لطرد الجماعات الإسلامية المتشددة من شمال مالي ، بيد أن ما وراء الكواليس يشهد انخراط قوات خاصة من الولاياتالمتحدة وفرنسا في تدريب وإعطاء النصح والإرشاد للجيوش الأفريقية على نحو متزايد وذلك قبل إقدام الأخيرة على إجراء أي هجوم حلول العام المقبل .
وأشارت المجلة إلى تأكيد المسئولين الفرنسيين على أنهم سيقومون بنشر طائرات بدون طيار استطلاعية أشبه بتلك التي تمتلكها الولاياتالمتحدة في المنطقة حاليا .
ورصدت مجلة (تايم) الأمريكية ، عدة تحديات قد تقوض التدخل الأجنبي في مالي على رأسها غياب الجانب الجزائري عن ساحة القتال، إذ رأت المجلة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه لديه أسباب وجيهة قد ثنيه عن التدخل عسكريا في مالي .
وقالت "إن تورط الجزائر في مالي ضد تنظيم القاعدة من شأنه أن يشعل فتيل صراع مرير في الداخل في بلد لا يزال يتعافى من آثار حرب أهلية دامية إبان تسعينيات القرن الماصي أودت بحياة 150 ألف جزائري .