بعد عامين وأكثر من البحث والتنقيب داخل خبايا النفس البشرية، وما وراء قدرات عقل الإنسان، خرج "الفيل الأزرق" إلى النور ليثير جدلاً حول تفاصيل في العلاقات البشرية والنفسية لم يتخيلها أحد، ويؤكد "أحمد مراد" أن هذا الخيال المزعوم هو جزء من واقع لم يعش تجربته سوى القلائل من البشر.
استضافت مكتبة "الشروق"، فرع الزمالك، مساء السبت، الكاتب الروائي أحمد مراد، في حفل توقيع الطبعة الأولى من روايته الأخيرة "الفيل الأزرق"، وسط حضور العشرات من القراء للنقاش حول النقاط الجدلية والغامضة في الرواية، كما حضر عدد من الكتاب الشباب مثل إيهاب عمر، والكاتب ومصمم الجرافيك أحمد عاطف مجاهد، وأحمد العايدي، ومصطفى شهيب، كما حضر الفنان التشكيلي ومصمم الجرافيك كريم آدم، والذي ظهرت صورته على غلاف الرواية.
وحكى "مراد" لقرائه تفاصيل وكواليس التحضير للرواية، والتي بدأت من زياراته لمستشفى العباسية بصفة مستمرة على أنه من "التفتيش"؛ حتى يتاح له الدخول واستكشاف المكان وعنبر "8 غرب"، المخصص لمرتكبي الجرائم المودعين في المستشفى للكشف العقلي والنفسي، الذي تدور الرواية خلاله، معتمدًا على الذاكرة في تسجيل المشاهد؛ لصعوبة التصوير داخل المبنى.
"لم تكن فترة البحث في إطار الطب النفسي وتفاصيل الحياة بمستشفى العباسية، بل درست (لغة الجسد)، وأخذت فترة طويلة ممتعة، كما تعلمت البوكر واستعنت بالأصدقاء في بحوث الخمور"، قالها "مراد" تعليقًا على ردود أفعال القراء حول مدى مصداقية المعلومات المقدمة في الرواية، مشيرًا إلى أن الخيال الذي وضع فيه القارئ في النهاية كان غرضه أن يترك في ذهنه التفكير ويذهب به إلى ما وراء القدرات العقلية، التي لم يكتشفها الإنسان في نفسه، "أو على الأقل الإنسان الذي لم يعش تجربة المخدرات، وخاصة مادة الDMT، التي استخدمها "مراد" في أحداث روايته.
وأضاف مراد، "كان يهمني أن لا تنتهي الرواية بنهايتها، وأن تظل الفكرة تفتح أسئلة ومجالات للتفكير في ذهن القارئ في حياته وعلاقاته البشرية"، موضحًا أن هذا سببًا في استخدامه "صيغة المتكلم" خلال الأحداث؛ حتى يتوحد القارئ تمامًا مع الشخصية ويعيش الحالة حتى النهاية، ويفكر في الحل.
وعن حقيقة شراء الفنان "كريم عبد العزيز" القصة لتقديمها في فيلم العام المقبل، أكد أحمد مراد، الخبر، مؤكدًا للقراء الذين لم يشعروا بكريم عبد العزيز في شخصية بطل الرواية، أنه على ثقة بأن المخرج مروان حامد، سيقدم القصة بشكل جيد وسيوظف الفنان كريم عبد العزيز وإمكانياته التمثيلية في شكل لم يره الجمهور من قبل.
الروائي أحمد مراد، من مواليد القاهرة 1978، له روايتين غير الفيل الأزرق، الأولى «فيرتيجو» والتي صدرت في العام 2007، وتُرجمت للإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتم تحويلها لمسلسل تلفزيوني عام 2012 بطولة الفنانة التونسية هند صبري، أما الرواية الثانية «تراب الماس» صدرت في فبراير 2010؛ لتحتل قائمة أكثر الكتب مبيعًا قبل أن تُترجم للإيطالية، والتي اشتراها الفنان أحمد حلمي؛ ليقوم بتحويلها إلى فيلم من المنتظر عرضه بعد انتهاء الإعدادات والتصوير.