شارك الخطاط الإماراتي، علي مراد الأميري، في معرض الخط العربي والفن الإسلامي، الذي نظمته إدارة التراث العمراني التابعة لبلدية دبي في متحف الصقور في ند الشبا في دبي، ويأتي المعرض ضمن سعي بلدية دبي لزيادة وعي الجمهور بالفنون الإسلامية التقليدية وجمالياتها، وتوسيع دائرة الاهتمام بها . عرض الأميري 20 لوحة خطية تراوحت بين لوحات كلاسيكية استخدم في بعضها الحلية التقليدية والزخرفة الإسلامية، ولوحات من الخط الحر وأخرى حديثة تستفيد من فن التشكيل .
يقول الأميري: "حاولت تقديم صورة متكاملة عن مسيرتي الخطية في هذه المجموعة من الأعمال الخطية، وأن أقدم للجمهور نماذجًا من فن الخط العربي والفنون المرتبطة به، سواء تقليدي أو حديث، بطريقة تجعل المشاهد الذي لم يكوّن لديه من قبل فكرة عن هذا الفن، يستطيع أن يبني خلاصة تصورية عنه، والمعرض أيضًا يعطي تصورًا للذين لديهم خلفية فنية عما وصل إليه هذا الفن في الإمارات".
ويضيف الأميري، أن المعرض حمل ثلاث مجموعات خطية، أولها اللوحة الكلاسيكية، وقد عرضت فيها نصوصًا قرآنية وأحاديث ومأثورات قولية مكتوبة بأنواع الخطوط التقليدية من ثلث وكوفي وديواني وتعليق، وغيرها، والتزمت فيها بقواعد الخط مع استخدام الزخرفة الإسلامية خاصة الزخرفة النباتية، أما المجموعة الثانية فقد استخدمت فيها «خط الحر».
يشير إلى أن هذا النوع من الخط تكتب الحروف فيه على قواعد الخط التقليدي بالنسب والأطوال نفسها، لكن الخطاط حر في إضافاته التشكيلية على الحرف، فيجعل رؤوس الخطوط على شكل أوراق أو أغصان أو أية أشكال نباتية أو حيوانية حسب تصور الخطاط، وقد اقتصرت في رسومات خطية على أشكال نباتية، فمثلا كتبت البسملة وجعلت رؤوس الحروف تحاكي أغصان النبتة، ولا يستخدم التلوين مع هذا النوع من الزخرفة الخطوطية.
أما المجموعة الثالثة، فهي لوحات تجمع بين الأصالة والحداثة، حيث مزجت الخط بالتشكيل مع الحفاظ على القواعد التقليدية، لكنني استفدت من فنون التشكيل، خاصة الرسم في صناعة اللوحة، وركزت على صناعة الصورة واستخدام اللون لإضافة دلالة إلى النص الذي أكتبه، ومن اللوحات البارزة التي قدمتها في هذا المعرض لوحة «دبي».
ودعا الأميري، إلى زيادة الاهتمام بالخط العربي وبالخطاطين، لأنهم يمثلون فنًا عربيًا خالصًا لم يرد علينا من جهة أخرى ولم يسقه لنا استعمار، بل هو نابع من هويتنا وأصالتنا، وتعزيز حضوره هو تعزيز للذات ولحضورها، وتطويره هو تطوير لمفاهيمنا وقيمنا الفنية الخاصة.