ربما يمثل يوم غد الجمعة، علامة فارقة فى تاريخ حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فهذه أول معركة انتخابية بالشكل المتعارف عليه، حيث يوجد مرشحون وناخبون وصندوق، وإن كان كثيرون يرون أن هذه الانتخابات لن تؤثر كثيرا على مستقبل الحزب، ولن يفرق مع الجماعة من سيأتى ليمسك بذراعها، فإن الإخوان بهذه الانتخابات يكسرون للمرة الأولى قواعد الجماعة وقوانينها التى كانت تسير عليها طوال العقود الماضية.. «لا تعطى الولاية لمن طلبها».
الآن يطلب الولاية اثنان من كبار القيادات، الدكتور سعد الكتاتنى، أحد صقور التنظيم الذى تميل الكفة نحوه، والدكتور عصام العريان، مندوب الجماعة السابق للتواصل مع القوى السياسية والوطنية، ورأس حربتها لمهاجمة معارضيها حاليا.. وبعد أن كان يختار الأعضاء فى الأسر والمكاتب الإدارية قياداتهم، ويختار القيادات الثقات فى مجلس شورى الجماعة أعضاء مكتب الإرشاد فى عملية يسميها الإخوان «انتخاب» حيث لم يكن لأحد أن يرشح نفسه لأن ذلك كان يعد نقيصة فى الأخ، أصبح المرشحون على منصب رئيس الحزب يخطبون ود 1117 ناخبا للحصول على أصواتهم.
وصار الحال داخل أروقة الحزب.. انتخابات ودعاية ومنافسة وحوارات إعلامية وجولات انتخابية بالمحافظات، وتواصل مع الأعضاء من خلال رسائل الsms.
ربما تكون هذه المعركة هى الفصل الأخير الذى سيشهده مسرح الصراع بين تيارى الجماعة «المحافظون» يمثلهم الكتاتنى ويقودهم خيرت الشاطر، نائب المرشد، و«الإصلاحيون» يمثلهم عصام العريان، ويقودهم بعد الإطاحة بالمرشح الرئاسى السابق عبدالمنعم أبوالفتوح فى الخلاف على الترشح للانتخابات الرئاسية العام الماضى.
لن توجه الدعوة للرئيس لأنه «صاحب بيت»
الكتاتنى.. الضلع الثالث فى أخطر مثلث تنظيمى داخل الجماعة
العريان.. صديق الجميع الذى حولته السلطة إلى عدو الجميع
خبراء: نتيجة الانتخابات..لن تؤثر كثيرًا على مستقبل الحزب وعلاقته بالجماعة