يكشف الفيلم الجزائري (عطور الجزائر) عن تحولات ومفارقات عبر خمسين عاما تفصل بين تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي عام 1962 وتشدد ديني يهدف إلى "تحرير البلاد من أعداء الله"، كما يقول بطل الفيلم المتشدد لأخته العائدة من باريس لكي تبحث عن مخرج له.
والعودة بالنسبة لبطلة الفيلم، التي هجرت بلادها منذ عشرين عاما وأقامت في باريس وتزوجت، كانت استدعاء لعطور الجزائر التي لم تعد عطورا وإنما رائحة بارود قتل أبرياء في جحيم غادرته قبل عشرين عاما ونسيت هذا الماضي، حتى إنها "حذفت اللغة العربية" من ذاكرتها، إلا أن هذا الماضي ظل يلاحقها.
يشارك الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية بمهرجان أبو ظبي السينمائي السادس، وعرض مساء الأربعاء بحضور بعض أبطاله، ومنهم شافية بودراع ومخرجه رشيد بن حاج.
يبدأ الفيلم بحصول الممثلة الإيطالية مونيكا جريتوري بطلة الفيلم التى تلعب دور« كريمة» على جائزة التصوير الفوتوغرافي، وخلال حفل تكريمها تتلقى اتصالا من أمها (شافية بودراع) ترجوها أن تعود حيث اعتقل أخوها، وسوف يواجه عقوبة الإعدام بعد تورطه في أعمال قتل للأبرياء مع زملائه المتشددين.
يشار إلى أن مهرجان أبو ظبي سيختتم فعالياته الجمعة القادم بتنظيم احتفالا خاصا بمناسبة مرور 50 عاما على استقلال الجزائر يشمل ندوة (السينما الجزائرية.. الأمس واليوم والغد)، إضافة إلى عرض أفلام منها (باب الواد سيتي) لمرزاق علواش، و(عطلة المفتش طاهر)، و(حراقة بلوز) لموسى حداد، و(الأفيون والعصا) لأحمد راشدي، و(وقائع سنوات الجمر) الذي نال عنه مخرجه الجزائري محمد لخضر حامينا السعفة الذهبية من مهرجان كان عام 1975، و(معركة الجزائر) للإيطالي جيلو بونتيكورفو.