ستشهد مصر، غدًا الإثنين لأول مرة، أهم حدث ثقافي وهو "يوم المترجم"، بعد صدور قرار وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبوغازي، للمركز القومي للترجمة الذي يضطلع بمهمة تنظيم فعاليات "يوم المترجم".
سوف يستهدف هذا الحدث غير المسبوق التأكيد على قيمة المترجم ودوره المحوري في الحركة الثقافية عالميًا، فتاريخ الاحتفالية يواكب ذكرى ميلاد رفاعة الطهطاوي، مؤسس مدرسة الألسن والرمز الكبير الذي نشير إليه عندما نتحدث عن أهم رواد الترجمة في بلادنا.
ومن أهداف الاحتفالية، كما قالت الدكتورة كاميليا صبحي، إلقاء الضوء على جهود المترجمين والإعلاء من قيمة منجزهم الذي لا غنى عنه لتحقيق النهضة واللحاق بركب العصر مع الإحاطة بتراث الإنسانية جمعاء، من خلال مد الجسور في الاتجاهين بين الثقافات المختلفة.
لذا فهي ستقوم مساء الغد بتكريم الدكتور جابر عصفور، لا لكونه ناقدًا بارزًا، ولكن بصفته مؤسس هذا المركز وأول مدير له، جنبًا إلى جنب مع تكريم هذه الأسماء ذات الدلالة الواضحة في مسيرة الترجمة إلى العربية في عصرنا الحديث: رفاعة الطهطاوي، طه حسين، وأنيس عبيد.
ومن إيجابيات هذه الاحتفالية - التي لم تتم بعد - أنها لم تقتصر على تقدير المترجمين المتعاملين مع المركز القومي للترجمة، ولكنها تتسع لتشمل الجهات والمؤسسات الرسمية والخاصة كافة، سواء أكانت مصرية أو أجنبية ينصب اهتمامها ونشاطها على عملية الترجمة مثل: كلية الألسن، كلية الآداب بجامعة القاهرة، جريدة "أمواج سكندرية"، مكتبة الإسكندرية، مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة والعديد من المؤسسات التي تهتم بعملية الترجمة.
كما أن عدم قصر منح جوائز المركز على مترجمي الكتب الصادرة عنه وإتاحة الفرصة بدءًا من هذا العام لتكريم أفضل الترجمات على المستوى القومي، فضلا عن استحداث جائزة جديدة لشباب المترجمين دون الخامسة والثلاثين تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه وتمنح في مارس المقبل، يسهم في جعل المركز القومي للترجمة الأب الروحي لهذا النشاط الفني والإنساني المؤثر في صياغة العقول والارتقاء بالوجدان على المستوى القومي.
ولكن هناك سؤال موجه للدكتورة كاميليا ونائبها الدكتور خيري دومة: ألم يكن من الضروري أن يدشن المركز في رحاب هذه الاحتفالية أولى نسخ الترجمة العربية التي أنجزها الدكتور حسانين فهمي، مدرس الأدب المقارن والترجمة بكلية الألسن، ل"الذرة الرفيعة الحمراء" رائعة الكاتب الصيني مو يان، الحائز الخميس الماضي، على جائزة نوبل 2012 تأكيدًا على مواكبة مصر لأهم حدث ثقافي يترقبه العالم من العام إلى العام؟