مصطفى عبدالله لا أستطيع أن أدعي أنني أحد المنظمين لهذا الحدث الثقافي الكبير الذي تشهده مصر، غداً، لأول مرة، وأقصد به "يوم المترجم"، علي الرغم من أنني، بعد صدور قرار وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي. أصبحت عضواً في المجلس الاستشاري للمركز القومي للترجمة الذي يضطلع بمهمة تنظيم فعاليات "يوم المترجم"، ويبدو أن هذا القرار الوزاري، الذي صدر في توقيت لا يمكن أن تخطئه الذاكرة في أعقاب ثورة 25 يناير، لم يُفعّل، فالمركز، سواء في عهد مديره السابق الدكتور فيصل يونس، أو في عهد مديرته الحالية الدكتورة كاميليا صبحي، لم يوجه الدعوة لأعضاء هذه الكيان الإستشاري لاجتماع واحد. ومع ذلك فإن النظرة الموضوعية للأمور تجعلني أبدي حماساً لا حدود له تجاه هذا الحدث غير المسبوق الذي يستهدف التأكيد علي قيمة المترجم ودوره المحوري في الحركة الثقافية عالمياً، فتاريخ الاحتفالية يواكب ذكري ميلاد رفاعة الطهطاوي، مؤسس مدرسة الألسن والرمز الكبير الذي نشير إليه عندما نتحدث عن أهم رواد الترجمة في بلادنا. وقد حددت الدكتورة كاميليا صبحي هدف الاحتفالية في إلقاء الضوء علي جهود المترجمين والإعلاء من قيمة منجزهم الذي لا غني عنه لتحقيق النهضة واللحاق بركب العصر، مع الإحاطة بتراث الإنسانية جمعاء من خلال مد الجسور في الاتجاهين بين الثقافات المختلفة. لذا فهي ستقوم مساء الغد بتكريم الدكتور جابر عصفور، لا لكونه ناقداً بارزاً، ولكن بصفته مؤسس هذا المركز وأول مدير له، جنباً إلي جنب مع تكريم هذه الأسماء ذات الدلالة الواضحة في مسيرة الترجمة إلي العربية في عصرنا الحديث: رفاعة رافع الطهطاوي، طه حسين، وأنيس عبيد. وذلك بعد تدشين "خيمة المترجم" التي تحتضن مجموعة من قراءات المترجمين أنفسهم للعيون التي عكفوا علي نقلها إلي العربية ومنهم: محمد عناني، أحمد عتمان، محمد إبراهيم مبروك، أنور إبراهيم، محسن فرجاني، سحر توفيق، رءوف وصفي، هالة عواد، فاطمة ناعوت، فتح الله الشيخ، عبد المقصود عبد الكريم، ربيع وهبة، محمد سيف، رانيا فتحي، حسام نايل، محمد نورالدين عبدالمنعم، كمال الدين عيد، شادية توفيق، دينا مندور، مصطفي عبدالباسط، آمال مظهر، عاطف يوسف، وعماد عبد اللطيف. ومن إيجابيات هذه الاحتفالية- التي لم تتم بعد- أنها لم تقتصر علي تقدير المترجمين المتعاملين مع المركز القومي للترجمة، ولا العناوين التي صدرت في رحابه، ولكنها تتسع لتشمل كافة الجهات والمؤسسات الرسمية والخاصة، سواء أكانت مصرية أو أجنبية ينصب اهتمامها ونشاطها علي عملية الترجمة. ولكن..يبقي سؤال أهمس به في أذن الدكتورة كاميليا ونائبها الدكتور خيري دومة: ألم يكن من الضروري أن يدشن المركز في رحاب هذه الإحتفالية أولي نسخ الترجمة العربية التي أنجزها، منذ شهور، الدكتور حسانين فهمي، مدرس الأدب المقارن والترجمة بكلية الألسن، ل "الذرة الرفيعة الحمراء" رائعة الكاتب الصيني موا يان، الحائز يوم الخميس الماضي، علي جائزة نوبل 2012 تأكيداً علي مواكبة مصر لأهم حدث ثقافي يترقبه العالم من العام إلي العام؟