افتتح مساء الأربعاء، معرض فني عنوانه (ما بين الخرسانة والحرير) يأخذ أربعة فنانين من فلسطين والدنمارك في رحلة حول جوانب من حياة الفلسطينيين المختلفة.
اختار الفنان التشكيلي بشار الحروب، أن يعود بزائري المعرض في مركز خليل السكاكيني في رام الله إلى تلك البيوت التي هجرها أصحابها لأسباب مختلفة سياسية واقتصادية.
تُظهر مجموعة الصور التي رسمها الفنان قديمة عبر تلك الإطارات التي وضعت فيها بعض أدوات المطبخ والاثاث على حالها، وكأن أصحابها تركوها بهدف العودة إليها بعد حين.
يصف الفنان مجموعة الصور بأنها "لبيوت تركها اصحابها خلال مراحل زمنية مختلفة منذ النكبة والنكسة والانتفاضة الأولى والثانية؛ ليصنعوا ذاكرة جديدة في أماكن جديدة، وتركوا كل أشيائهم وقصصهم في تلك البيوت التي هجروها.
أوضح الحروب، أنه عمل على الدخول إلى عدد من المنازل المهجورة في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية، ونجح في التقاط صور تروي حكايات تلك المنازل.
يعتبر الحروب قام بكتابة "آثار الزمن البادية على هذه القبور التي تسكنها أجساد لا نعرفها.. هذه الأجساد لها ذاكرة وتاريخ تتقاطع مع ذاكرة وتاريخ أولئك الذين هجروا بيوتهم."
من جانبها، قررت الفنانة الدنماركية كارين اوزمك، أن تبدأ رحلة تتعرف فيها على حياة الفلسطينيين، غير تلك الواردة في نشرات الأخبار، وبدأت بالتنقل في أماكن مختلفة تحمل معها كاميرتها، لتنقل جزءًا من هذه الصور إلى المعرض.
أضافت كارين، المشتركة في المعرض أنها اختارت أن تدمج فيها رجلا يجر عربة ما عليها مغطية بقطعة قماش أحمر مع الأماكن التي كانت تزورها من أبنية حديثة ومصانع ومطاعم "أردت أن أتعرف على الجانب الإنساني من حياة الفلسطينيين بعيدًا عن ما أسمعه في نشرات الأخبار وسأنقل هذه الصور معي إلى الدنمارك."
كتبت حول صورها أنها "انعكاسات وترجمة للقاءات مفتوحة بالمدينة وقاطنيها، حيث تخلق النصوص وجهة نظر مزدوجة في منطقة يلتقي فيها الصلب بالمرن والفضولي بالغامض كصورتين أو أكثر تندمجان مع بعضهما البعض لتصبحان صورة واحدة."
يذكر الفنان خالد جرار، في مجموعة صوره التي التقطها لتوابيت عليها أرقام، بقصة مقابر الأرقام التي دفنت فيها إسرائيل جثامين المقاتلين الذين سقطوا خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، واحتجزت جثامنيهم بعد مقتلهم، وكانت إسرائيل سلمت الفلسطينيين مجموعة من الجثامين التي كانت محتجزة في مقابر الأرقام، حيث يتم التعرف على أصحاب القبر، من خلال تاريخ مقتله أو بإجراء فحوصات (دي.إن.إيه).
الجدير بالذكر أن القائمين على المعرض يرغبون في نقله لعرضه في أماكن أخرى في الضفة الغربية، بعد انتهاء عرضه في رام الله يوم الحادي عشر من الشهر الجاري على أن يجري عرضه في وقت لاحق من هذا العام في الدنمارك.