بعد مرور أكثر من 18 شهرًا على اختفاء "الرائد محمد الجوهري، والنقيبان شريف المعداوي، ومحمد حسين سعد"، وهم ثلاثة ضباط مصريين اختطوا أثناء عملهم في تأمين الأكمنة الموجودة بين مدينتيّ "رفح" المصرية والفلسطينية في مهمة عمل كُلفوا بها لمدة 15 يومًا، إبان يوم 22 يناير قبل الثورة بأيام، حيث تم اختطافهم من مدينة العريش، وبعد انقطاع جميع أخبارهم و محاولة ذويهم في معرفة أي شيء عنهم أو مصيرهم، وعقب وعود متكررة من وزراء الداخلية السابقين بعودة الضباط المختطفين لكن دون جدوى، لم يجد زوجاتهن سوى الاستغاثة برئيس الجمهورية لمعرفة مصير أزواجهن، «بوابة الشروق» حاورت الزوجات للوقوف على آخر التطورات في قصة اختفائهم. في البداية تقول دعاء، زوجة الرائد محمد الجوهري "إن كل ما تريد أن تعرفه هو إن كان زوجها على قيد الحياة أم لا"، مضيفة أنها لا تجد مبررًا لكل هذا التعتيم من وزارة الداخلية على اختفاء زوجها فضلاً عن تجاهلهم لاستغاثتهم المتكررة، ولفتت إلى أن زوجها المختطف منذ 18 شهرًا تم ترقيته من شهرين وزيادة راتبه، متسائلة: "على أي أساس تم ترقيته، وهم لايعلمون مكانه أو مكان زملائه المختطفين معه؟"
ووجهت الزوجة استغاثة إلى رئيس الجمهورية، أن يتدخل ليضع حدًا لقلقهم وقلق باقي أسر الضباط المختطفين.
وفي السياق ذاته، أشارت زوجة النقيب شريف المعداوي، إلى أنها قامت بجميع المحاولات للوصول إلى أي معلومة تدلهم عن مكان زوجها وإن كان حيًا أم لا؟ ولكن لم تصل إلى شيء سوى بضعة مكالمات هاتفية أخرها أول أمس من شخص أخبرها أنه يعمل بجهة سيادية، وقال لها إن الضباط المختطفين مازالوا على قيد الحياة وأنهم على علم بالجهة التي اختطفتهم، وأنهم يجرون مفاوضات معهم الآن لعودتهم.
وأضافت، أنهم عندما استنفذوا جميع جهودهم لجئوا للاعتصام وتنظيم الوقفات الاحتجاجية؛ للتنديد بعدم تحرك جهاز الشرطة لكشف غموض اختطاف أزواجهم لكن دون جدوى. مؤكدة على أن كل ما يتلقونه من وزارة الداخلية وعود كاذبة أو بيانات عابرة كل المقصود منها تكتيم أفواههم وعدم المطالبة بالبحث عن أزواجهم المفقودين، حيث إن ردود المجلس العسكري ووزارة الداخلية واحدة، وهي "مازلنا نتفاوض مع الخاطفين"، متسائلة: "أي مفاوضات تلك التي تستمر لأكثر من عام؟".
وعلى جانب آخر، قالت ولاء، زوجة الملازم محمد حسين، إنها بعد مرور 18 شهرًا على غياب زوجها، مازالت في انتظار عريسها الذي لم يمر على زواجهم شهر وتم اختطافه، وحتى الآن لا تعلم مصيره حي أو ميت ولا أحد يريد أن يطمئنها على مصيره، وكل ما تفعله الجهات السيادية هو إرسال راتبه الشهري وإعطاء الأوامر بعدم التحدث للجهات الإعلامية، حفاظًا على أرواح أزواجهم وأرواحهم، متسائلة: "أية أرواح هذه التي يريدونا أن نحافظ عليها؟ أرواح أسر لا تعرف مصير ذويها أم أرواح أزواج لا نعلم إن كانوا فارقوا الحياة أم مازالوا على قيدها؟".