«عزيزى المواطن نعتذر لك.. إضراب الأطباء من أجلك أنت»، لافتة استقبلت آلاف المرضى الذين توجهوا إلى المستشفيات الحكومية ووحدات الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة، أمس، ليفاجئوا بالإضراب الجزئى الذى دعت إليه الجمعية العمومية الطائرة للنقابة العامة للأطباء، المنعقدة فى 13 سبتمبر الماضى، للمطالبة بإقرار كادر مالى لهم، وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة. وفى أول أيام الإضراب، أغلقت العيادات الخارجية فى معظم المستشفيات أبوابها، وعلقت لافتات تتضمن أسباب الإضراب، وشرحا لأهميته، كما وزع المضربون على المرضى «بروتوكول الإضراب»، الذى أكدوا فيه أنه سيكون مفتوحا لحين الاستجابة لمطالبهم.
وكشفت مصادر مطلعة ل«الشروق»، أن وزارة الصحة أرسلت منشورا إلى جميع مديرى المستشفيات التابعة لها على مستوى الجمهورية، فى الثامنة من مساء أمس الأول، أكدت فيه أن العمل مستمر فى المستشفيات والمؤسسات الطبية، وجاء فى المنشور «على مديرى المستشفيات انتظام العمل، وصرف الأدوية للمرضى».
فيما أكدت وزارة الصحة متابعتها للوضع الصحى فى جميع المنشآت الصحية التابعة لها، والتى تجاوز عددها ال6 آلاف منشأة، مؤكدة انتظام العمل فى جميع أقسام المستشفيات الداخلية، والرعاية المركزة، والحضانات، والغسيل الكلوى، والطوارئ، بالإضافة إلى معظم عيادات العلاج على نفقة الدولة.
وأوضحت الوزارة أن الإضراب انحصر فى العيادات الخارجية، مضيفة أن مديرى المستشفيات وجهوا الاستشاريين والإخصائيين للعمل فى الاستقبال، لتقديم الخدمة للمرضى فى معظم المستشفيات، كما أشارت إلى رصدها عددا من حالات التذمر بين المواطنين، الذين استنكروا أن يضرب الطبيب عن عمله المهنى والإنسانى، وهو ما ظهر بوضوح فى مركز طبى سراى القبة، ومستشفى الحوض المرصود للأمراض الجلدية، و«بنى سويف العام» و«الحوامدية العام» و«الأقصر العام»، فيما أعلنت مستشفيات «إمبابة العام» و«دار الشفاء» و«حميات العباسية» و«القاهرةالجديدة» و«رمد قلاوون» و«بولاق العام»، مقاطعتها للإضراب، مؤكدة استمرارها فى العمل بكامل طاقتها.
وأعلنت الهيئة العام للتأمين الصحى، عن افتتاح غرفة عمليات لمتابعة إضراب الأطباء، واستقبال الشكاوى، سواء من المرضى أو المضربين، والتعامل معها، وذلك بعد إعلان الأطباء العاملين فى المستشفيات التابعة للهيئة، عن مشاركتهم فى الإضراب.
ومن جهته، تراجعت نقابات الصيادلة والعلاج الطبيعى والأسنان والتمريض، عن المشاركة فى الإضراب، رغم تصريحات عدد من مسئوليها عن الانضمام له، حيث أكدت نقابة العلاج الطبيعى فى بيان لها، امتناع أعضائها عن المشاركة فى الإضراب، سواء كان جزئيا أو كليا، كما استنكرت الدعوة إلى عدم إغاثة المريض، معتبرة أنه أمر خارج عن الشرعية والإنسانية.
وقرر مجلس نقابة أطباء الأسنان فى اجتماعه، أمس الاول، تعليق الإضراب لمدة 3 أشهر، مع متابعة عمل اللجنة التى شكلتها وزارة الصحة مع النقابات الطبية، لإعداد مشروع الكادر الخاص، استعدادا لعرضه على مجلس الشعب المقبل، كما تراجعت جمعية «تمريض بلا حدود» عن المشاركة فى الإضراب، رغم إعلانها التضامن مع الأطباء، الأسبوع الماضى، بالمخالفة لقرار نقيب التمريض، كوثر محمود، بعدم المشاركة.
وفى تصريحات ل«الشروق»، قال عضو مجلس نقابة الأطباء، عبدالله الكريونى، الذى أدار غرفة عمليات متابعة الإضراب، كتب عليكم الإضراب وهو كره لكم، مضيفا أن «الإضراب نجح بنسبة تصل إلى 70%، كما ظهر وجود تفهم من جهة المرضى للإضراب وأسبابه، رغم أن الأمر لم يخل من المشادات بين الجانبين، خاصة فى أقسام العمليات». وأكد الكريونى أن الإضراب لن ينتهى لحين الإعلان عن جدول زمنى واضح للكادر المالى، مضيفا «إن 18 مستشفى للصحة النفسية، اعتذر عن عدم المشاركة فى الإضراب، لأسباب خاصة بها، كما أرسلت النقابة الفرعية بشمال سيناء اعتذارا عن عدم المشاركة، نظرا للظروف الأمنية التى تحيط بالمستشفيات، فيما فوضت نقابة الأطباء الطواقم الطبية الموجودة فى المستشفيات، باتخاذ أى قرارات، فى حال شعورهم بوجود أى خطر يهدد الأطباء».
ومن ناحيتها استنكرت عضو مجلس النقابة، منى مينا، الضغوط التى مارسها الإداريون على الأطباء لفض الإضراب، مثلما حدث فى مستشفى أم المصريين بالجيزة، عندما قام الإداريون بقطع تذاكر للمرضى، رغم علمهم بوجود الإضراب، موضحة أن الأطباء سيتمرون فى الإضراب لحين تنفيذ مطالبهم.