بالتزامن مع ارتفاع حدة الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» بدأت تظهر تفاصيل جديدة عن كواليس الفيلم منخفض التكاليف، والذي أثار احتجاجات عنيفة في مصر وليبيا ودول أخرى في الشرق الأوسط، بعد أن قالت ممثلة شاركت في الفيلم، الذي أنتج في كاليفورنيا: "إنها خدعت ولم تكن تعلم أن أحداثه عن النبي المسلم". وقالت «سيندي لي جارسيا» التي تظهر لفترات قصيرة في مقاطع من الفيلم، الذي نشر على الإنترنت: "إنها استُدعيت لتجربة لاختيار الممثلين العام الماضي، للمشاركة في فيلم يحمل اسم «مقاتل الصحراء»".
وقالت جارسيا، في تصريحات هاتفية، يوم أمس الأربعاء، ل«رويترز» "يبدو هذا غير معقول بالنسبة لي، وكأنه لا يوجد شيء مما صورناه، كانت هناك أشياء غريبة". وأضافت: "إنه تم تصوير الفيلم في صيف عام 2011 داخل كنيسة قرب لوس أنجلوس، وإن الممثلين كانوا يقفون أمام شاشة خضراء تستخدم لتركيب صور في الخلفية، بمشاركة نحو 50 ممثلا". وأكملت: "أبلغوني أن الفيلم قائم على أحداث وقعت قبل ألفي عام في عهد المسيح".
وقالت عدة وسائل إعلام أمريكية يوم الثلاثاء: "إن الفيلم أنتجه رجل يدعى «سام باسيلي» عرف نفسه بأنه أمريكي إسرائيلي، يعمل بمجال التطوير العقاري، والذي كان قد صرح لوسائل إعلام بأن "الفيلم تكلف خمسة ملايين دولار دفع جزءًا منها نحو 100 متبرع يهودي".
ولم تستطع «رويترز» التأكد من جهة مستقلة من مسؤوليته عن الفيلم أو مما إذا كان باسيلي هو اسمه الحقيقي، كما لم يتسن الاتصال به للتعليق.
وأورد موقع «باكستيدج دوت كوم» المتخصص في ترشيح الممثلين للأعمال الفنية، اسم رجل عرفه باسم سام باسيلي بوصفه المنتج، بينما قال إن اسم المخرج الآن روبرتس، ولم يتسن الاتصال بروبرتس أيضًا.
وقال ستيفن كلاين، والذي وصف نفسه بأنه مستشار للمشروع ومتحدث باسمه، لكنه ليس من صناع الفيلم: "إنه يعتقد أن اسم باسيلي مستعار". وأضاف: "قابلته مرتين ولا أعلم إلى أي دولة ينتمي، أعرف أنه يهودي إسرائيلي، وأتصور أنه فعل هذا لحماية عائلته التي أعلم أنها موجودة في الشرق الأوسط". موضحًا: "أنه نصح منتج الفيلم بالاختباء".
وقالت جماعة «ساذرن بوفرتي لو سنتر»، المعنية بمكافحة الكراهية: "إن كلاين مسيحي له صلات بيمينيين متطرفين، وهو الأمر الذي ينفيه، موضحًا أنه "لم ير الفيلم خلال تصويره، ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من اشتراك كلاين في المشروع".
وقال كلاين: "إنه كانت هناك محاولة لعرض الفيلم بالكامل في دار للعرض بكاليفورنيا تحت عنوان مختلف قليلا، ولكن بعد بدء العرض بثلاثين دقيقة لم تبع أي تذاكر".
وقالت جارسيا التي ظهرت في الفيلم: "إن شخصيتها في الفيلم أجبرت على التخلي عن طفلها لشخصية تدعى «ماستر جورج» في أحد المشاهد.
وقالت جارسيا: "إنها تتذكر أن منتج الفيلم رجل يدعى سام باسيلي، حيث وصفته بأنه متقدم في السن، شعره أشيب، ويتحدث بلكنة، وأنه سدد أجرها بشيك، وقد اتصلت به أمس الأربعاء بعد الاحتجاجات".
وقالت: "سألته لماذا فعلت هذا ووضعتني في موقف سيئ بحيث يقتل كل هؤلاء الناس من أجل فيلم ظهرت فيه؟" وذكرت أن الرجل الذي تعرفه باسم باسيلي قال لها: "إن هذا ليس خطأها».
وفي الوقت نفسه أبلغ موريس صادق، وهو قبطي مصري مقيم في الولاياتالمتحدة، أنه: "يأسف لمقتل الدبلوماسيين الأمريكيين، وذكر أن هدفه كان إلقاء الضوء على التمييز ضد الأقباط في مصر".