سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حسن مالك للأمريكان: «لم تقدموا حتى الآن ما توقعناه منكم .. كنا ننتظر استثمارات حقيقية» الوفد الأمريگى يشاهد عرضًا مفصلًا عن نشاط «ابدأ» ويقابل 60 رجل أعمال
اختتم الوفد الأمريكى جدول أعماله أمس الأول، فى ثالث أيام زيارته لمصر، بمشاهدة عرض مفصل عن نشاط جمعية تنمية الأعمال «ابدأ»، التى يرأسها حسن مالك، للتعرف على أعضائها وفكرتها، «كان من المهم أن يعلم الأمريكان أن الجمعية ليس لها أى علاقة بالارتباطات السياسية بين البلدين، وأن نشاطها كله صناعى وتجارى»، بحسب قول صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة جهينة للصناعات الغذائية، وأحد أعضاء الجمعية، مشيرا إلى أن الجمعية دعت رجال الأعمال الأمريكان إلى الاستثمار فى مشروعات البنية التحتية بصفة خاصة. وهذا ما حرص حسن مالك، رئيس الجمعية، على التأكيد عليه فى كلمته التى ألقاها أمام الوفد عقب العرض، حيث قال «السياسيون فى مصر يواجهون حاليا تحديات تأسيس نظم ديمقراطية مستقرة، ولكن هذا لا علاقة لنا به، إن تحديات التنمية الاقتصادية وتحسين الدخول ورفع مستوى المعيشة هى التى تخصنا»، بحسب تعبيره للأمريكان.
ووجه مالك انتقادا واحدا للجانب الأمريكى قائلا «لم يقدم الشريك الأمريكى حتى الآن ما نتوقعه منه فى ظل ما يعلنه دائما من الحرص على الشراكة وتعميق المصالح الاستراتيجية بين البلدين، فكنا ننتظر منكم أن تبادروا بفتح استثمارات حقيقية وبأحجام مناسبة، يصاحبها رغبة جادة فى نقل التكنولوجيا والمعرفة».
«الجمعية تسعى لجذب الاستثمارات من كل مكان يمكن أن يسهم فى نهضة بلادنا، فنحن نتوجه لآسيا ولأوروبا ولأمريكا اللاتينية ولبلادكم التى نزورها قبل نهاية هذا الشهر، كما كنا فى الصين منذ أسابيع وكنا فى ماليزيا منذ ساعات وسنتوجه لإيطاليا والنرويج بعد أيام»، على حد قول مالك لأكبر وفد اقتصادى أمريكى يزور مصر.
وأضاف مالك «إن مواد الحوار بيننا كثيرة، فدعونا نعتبر أن لقاء اليوم هو البداية. إننى أدعوكم للتأمل فى مصر الآن، فسوف ترون الفرص الكامنة بها.. فالشعب المصرى الذى نجح فى كسر حلقة الفساد والاستبداد، لن يتوانى عن تحقيق النمو والازدهار الاقتصادى والاجتماعى المأمول».
واستمر لقاء الجمعية مع الوفد الأمريكى، الذى ضم ما يقرب من 60 رجل أعمال مصرى أعضاء فى الجمعية مثل صفوان ثابت وسمير النجار، ما يقرب من ساعتين، «حرص فيها الامريكان على التركيز فى كل التفاصيل، وحرصت فيها الجمعية على التأكيد ان بينة الأعمال فى مصر تغيرت، وباتت اكثر شفافية، وخالية من الفساد والمصالح الخاصة»، يقول ثابت.
ويرى رئيس شركة جهينة أن التطمينات والوعود التى تلقاها الأمريكان خلال زيارتهم غير كافية لجذب استثماراتهم، «لا يزال الوقت مبكرا على ذلك، فبالرغم من تحسن الجو العام، إلا أن بيئة الأعمال فى مصر لا تزال تحتاج إلى العديد من الضمانات لطمأنه المستثمرين».
ويشبه ثابت مصر بالبنت التى شابت وتريد ان تتزوج قبل ان يفوتها العمر، ويتقدم لها خطاب كثيرون، وهم فى حالة مصر، أمريكا، والصين، وقطر والسعودية، ولكن هل ستنجح فعلا فى إتمام الزواج مع أحد منهم، «الجو العام يدل على أن هناك تفاؤلا وإقبالا على السوق المصرية، ولكن المستثمرين المحليين والأجانب فى حاجة إلى حزمة من الضمانات لإتمام هذا الزواج».
ومن بين هذه الضمانات حل المشاكل والقضايا مع المستثمرين العرب والأجانب والأهم من ذلك تحديد آلية لضمان عدم تطبيق أى قرارات بأثر رجعى، فهل «كان هناك ضمان للمستثمر أكبر من الحكومة المصرية؟»، يتساءل ثابت.
وتعد هذه النقطة، بحسب جمال محرم، رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر، من أهم النقاط الذى أثارها الوفد أثناء زيارته، «الوفد خلال هذه الزيارة كان شغله الأكبر جمع المعلومات عن رؤية الحكومة المستقبلية، وسياستها فيما يتعلق ببيئة الأعمال فى مصر، وبرغم الانطباع الإيجابى الذى أبداه الأمريكان تجاه ذلك الأمر، إلا أنهم أبدو قلقا واضحا فيما يتعلق بالعلاقة بين صاحب العمل والعامل، وفكرة تطبيق أى قرار بأثر رجعى، وحماية الملكية الفكرية».
وفيما يتعلق بأسعار الطاقة، فالأمريكان أظهروا تفهما لضرورة إعادة هيكلتها، مما قد يتسبب فى زيادة أسعارها، ولكنهم طالبوا بضرورة إخبارهم مسبقا، أضاف محرم.
وعقد الوفد أمس فى آخر أيام زيارته سلسلة من اللقاءات مع كل من وزير النقل والكهرباء والبترول، بحسب محرم، ليكون بذلك قابل جميع وزراء المجموعة الاقتصادية، وتعرف على احتياجات الحكومة المصرية من خلال قائمة المشروعات المطروحة فى كل المجالات.