خرجت المشاركات العربية من مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى بدون جوائز ولكنها تركت الأثر والانطباعات على مخرجى ونقاد السينما العالمية، فأشار معظم من شاهد أفلام الربيع العربى إلى أن السينما العربية ستشهد تغيرا كبيرا فى السنوات المقبلة بعد أن اصبح الجميع يشعر بالحرية فى التعبير عما بداخلهم. وعلق المخرجون العرب عن واقعهم السينمائى الجديد، حيث أكدت هند بوجمعة المخرجة التونسية التى شاركت بالفيلم الوثائقى «يا من عاش» «ان هناك شيئا فى الثورة يعطيك طاقة تجعلك تريد التحدث والتعبير إلى أقصى مدى ولدى أمل كبير فى السينما العربية فى السنوات المقبلة».
وأضافت: «هناك أفكار جديدة ورؤية مغايرة للأشياء ونوع جديد من السينما وفوق كل هذا حرية فى التعبير».
وقد صور فيلم بوجمعة أثناء الثورة التونسية يناير 2011 ويركز على أم مطلقة وأملها فى حياة أفضل من أجل أطفالها.
أما فيلم «الشتا اللى فات» للمخرج المصرى ابراهيم البطوط فصور فى أثناء الثورة المصرية وبعد تنحى الرئيس مبارك وهو يركز أيضا على الأفراد فصرح مخرجه قائلا: «على غير المتوقع الجدار الضخم الذى كان يحاول الجميع إحداث ثقب فيه سقط بأكمله بعد تنحى مبارك هنا بدأت أفكر كيف أصنع فيلمى».
بينما صرحت هيفاء المنصور مخرجة فيلم «وجدة» السعودى عن تجربتها قائلة: «اعتقد الآن أن الكثير من الأجيال الجديدة من صناع السينما يريدون أن يقدموا أفلاما عن رؤيتهم الخاصة ونظرتهم للعالم وأصبح لديهم الطاقة التى تساعدهم على ذلك بعد أن أصبحت الثورات فى كل مكان».
وأضافت: «هى بيئة رائعة لصناع السينما خاصة لمقدمى الأفلام الوثائقية فيكفى أن تحمل كاميرا وتخرج إلى الشارع وستجد الكثير من الموضوعات المثيرة».
وأكدت هيفاء المنصور على أهمية التنوع فى الموضوعات التى ستقدم فى السينما العربية فى الفترة المقبلة «نريد أن تلعب الفنون الحرة أو الليبرالية دروا أكبر فى تشكيل الدول العربية فى المستقبل وليس فقط الأيديولوجيات المحافظة مثل الفن الإسلامى». هكذا انتهت الدورة التاسعة والستين لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى بعد أن أبرز التطور الكبير الذى تمر به السينما فى العالم ليعطى الأمل فى مستقبل أفضل.