ثلاثة هموم بطعم المرارة يحملها المطرب الكبير محمد منير فى قلبه هذه الايام. الاول هو حال الوطن وهو هنا يشارك كل المصريين هذا الهم الكبير وهو الخوف على وطننا الغالى من بعض المشاكل التى تظهر بين الحين والآخر، وتنغص علينا جميعا حياتنا. الهم الثانى هو حالة التراجع الكبير الذى تشهده صناعةالموسيقى فى مصر والتى زادت إلى حد كبير خلال العام الأخير. الهم الثالث هو المستقبل وتخوفه على الإبداع بصفه عامة. منير بطبعه مهموم بالوطن وهو عبر مشواره الغنائى الكبير كان الوطن هو دافعه الأول للغناء. لم يترك ألبوما من ألبوماته إلا وقدم فيه الغناء للوطن وهمومه الكثيرة والتى عاشها كما عشناها. فهو لم يترك تعساء الوطن يعيشون كبوتهم بمفردهم شأن كثير من الفنانين الذين انشغلوا بالحياة وتقديم الفن الذى يعينهم على جمع المال. منير كان يتقدم الصفوف دائما فى تقديم المعاناة. كانت حفلاته ليست للغناء فقط بل كانت منبرا يشجع من خلاله الشباب على العمل والكفاح . كان يقدم وصلات طويلة من النصائح. لذلك لم يكن غريبا ان نشعر ونحس بهمومه التى طرحناها فى السطور الأولى والتى نبنى عليها هذا التقرير. منير أيضا من أهم صفاته أنه لا يستسلم للظروف لكنه فى عز همه يغنى ويعلى صوته بالغناء كصرخة مدوية يخرج بها ما بداخله. مؤخرا كان لمنير لقاء جديد مع جمهوره بالساحل الشمالى وهو الحفل الذى حضره ما يقرب من 120 ألفا، مائة منهم حضروا بتذاكر والعشرون الباقون اصطفوا فى بلكونات وشرفات القرية التى استضافت الحدث. وكان تحليل منير لهذا الحضور الجماهيرى ان الناس متعطشة للغناء وان هناك حالة من الكبت أرادوا إخراجها وبالتالى حضر هذا الجمهور الكبير تكسوه البهجة واختفت فى هذه الليلة كل معانى الحزن، الكل خلع همه رافعا شعار «على صوتك بالغنا لسه الأغانى ممكنة.. ولا انكسار ولا انهزام ولا صوت ضايع فى الفضاء». منير قال رغم كل ما يحدث إلا أننى ملأت الدنيا أملا.
فرحة منير بهذا الحضور الذى وصفهم بأنهم أخوتى وأبنائى الذين تربوا على أعمالى إلا أنه لم يخف تخوفه من انهيار صناعة الحفلات فى مصر بصفة عامة ودلل على ذلك بهجرة مجموعة كبيرة ممن يعملون فى هذا المجال من مهندسى الصوت والإضاءة لأن السوق لم تعد ترضى طموحهم ولا تحقق العائد الذى يجعلهم قادرين على فتح بيوتهم وبيوت من يعملون معهم. كما أشار منير إلى أن هذا الانهيار طال الكثير من نجوم الغناء. مشيرا إلى أن الوسط بهذه الحالة يستحق العطف. وأضاف صناعة الكاسيت تم تدميرها ولم تجد من يقاوم المشاكل التى اعترضته حتى انهار. وأشار منير الان الانهيار وصل إلى الحفلات. وأضاف نعم كان هناك تراجع فى عدد الحفلات من قبل لكن لم يصل لهذه الطريقة.
وعن تراجع نسبة الحضور الجماهيرى لحفلات بعض المطربين والتى أدت إلى فقدان الحماس لدى المنظمين وتأثير ذلك على عدد الحفلات.. قال: ربما تكون هناك أزمة لدى بعض المطربين فى نسبة القبول والشعبية الجماهيرية. وهذا سبب. لكن هناك أسبابا أخرى وهى عدم حماس الرعاة أيضا فأنا على سبيل المثال عندى راع ينظم حفلاتى وهى شركة المحمول التى تعاقدت معها على تنظيم بعض الحفلات. لأن تنظيم الحفل الواحد قد يتكلف مليون جنيه بين صوت وإضاءة وغيره.
وأشار منير إلى أن الناس هى الضمان الأكبر لنجاح الفنان لذلك على الزملاء أن يعوا ذلك للخروج من هذه الأزمة.
وحول لجوء بعض نجوم الغناء إلى العمل كمحكمين فى البرامج الغنائية.. قال أرفض أن يتحول المطرب لقاض فهو مازال فى الساحة ومازال فى الملعب. كيف يتركه ويعمل شيئا آخر غير الغناء. فهذا العمل قد يلجأون إليه بعد الخروج للمعاش.
وأضاف منير هذا الأمر يجعلنى أعود لأطرح ضرورة أن تنظم حفلات فى الساحات والملاعب هذا حلمى الشخصى أن أرى الغناء فى كل مكان فى مصر. زى الكورة. نحن نعيش أزمة حقيقية فى مصر ويجب أن يراعى المسئولون عن الدولة هذا الأمر فالصناعة تنهار وهى بالمناسبة مثلها مثل صناعة النسيج، والقطن فى الزراعة.
وأضاف أن ألبومه الأخير تم تحميل 17 مليون نسخة من أحد المواقع المنتشرة على الإنترنت. وهذا العدد لو تم تحصيل جنيه عن كل نسخة تم تحميلها لاعتزلت الغناء لفترة. لكن مع شديد الأسف الدولة منذ سنوات طويلة وهى تتجاهل علاج هذه القضية وكان هناك منتفعون من هذا الأمر.
لذلك أطالب وزير الاتصالات الجديد بالتدخل لعلاج هذا الأمر سريعا لأنه أمر يخص الاقتصاد القومى ولا يخص صناع الأغنية فقط. لأن ما يحدث يعطى مؤشر خطر. المسرح عليه العوض. والسينما تعانى ولم يبق إلا الغناء. والشعب الذى لا يغنى يعنى أن لديه مشكلة. وأشار إلى أن هناك مشاكل كثيرة يتم حلها لذلك يجب النظر للغناء حتى لانتهم المسئولين بالعنصرية.
وحول النصيحة التى قدمها للشباب خلال حفلة الخير.. قال هذا الشباب هم أخوتى وأبنائى وأصحابى وبيننا عمر وبالبلدى «أنا مربيهم على إيدى». لذلك نصائحى لهم دائما بالعمل من أجل بناء الوطن.
وعن حال البلد. قال ما نمر به يحدث بعد كل الثورات. وأتمنى أن نرتقى بالوطن ونصل به إلى أفضل وأعلى المراتب لأننى كلما أسافر إلى الخارج وأعود أحزن كثيرا لأننى أجد البلد فى حالة لا أتمناها.
سألته هل فكر كما حدث مع البعض فى الهجرة خارج مصر.. قال أنا لا أستطيع أن أبتعد عن مصر. هذه البلد فى دمى بتوحشنى بمجرد أن أتركها. قد نحزن على بعض السلبيات التى نشاهدها لكن هذا لا يعنى أن نتركها. بينى وبينها شوق وحب وغيرة عليها.
وعن برنامجه الذى صوره مع التليفزيون الألمانى «ايه.آر.تى» قال هو برنامج يستضيف النجوم الذين حققوا تأثيرا فى الحياة الألمانية واسم البرنامج كرومر شو يقدمه ممثل كوميدى شهير اسمه اليكس كرومر. وسوف يذاع أول سبتمر القادم.