أثارت وفاة نيل أرمسترونج، أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر في يوليو 1969، تساؤلا في غاية الأهمية، وهو لماذا تفتقر البشرية لأي صورة فوتوغرافية لأرمسترونج وهو يسير على سطح القمر باستثناء الأفلام التلفزيونية التي بثت له، رغم أن زميله على متن رحلة "أبوللو 11"، رائد الفضاء باز ألدرين ثاني رجل يهبط على سطح القمر كان يحمل كاميرا قادرة على تصويره، لاسيما عندما تم زرع العلم الأمريكي على سطح القمر. تؤكد صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الغيرة الإنسانية هي التي حالت دون قيام ألدرين بتصوير أرمسترونج في رد فعل انتقامي، بعد أن شعر ألدرين بأن التاريخ سيكتفي بتمجيد أول رجل يهبط على سطح القمر، في حين لن ينال الثاني سوى الفتات من الشهرة.
واستشهدت "لوموند" لتأكيد وجهة نظرها على اعترافات حصلت عليها من ريتشارد أندروود، مسئول قسم التصوير الفوتوغرافي بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، يقول أندروود: إنه عندما وقع اختيار المسئولين في ناسا عن تنظيم رحلة "أبوللو 11" على نيل أرمسترونج ليسبق باز ألدرين في الهبوط على سطح القمر، شعر الأخير بغيرة شديدة دفعته للامتناع عن تصوير أرمسترونج الذي كان يحمل هو الآخر كاميرا فوتوغرافية.
وأضاف أندروود: أن المسئولين عن ناسا صدموا بل فجعوا عندما تبين لهم عند عودة أبوللو 11 إلى الأرض أن ألدرين لم يأخذ أي صورة فوتوغرافية لأرمسترونج إلا صورة لخياله، وأخرى لظهره لا تكشف عن وجهه، وهو بصدد العودة على متن "أبوللو 11"، وثالثة لآثار قدميه على سطح القمر.
ويرى أندروود الذي مات عام 2008 أن الغيرة الشديدة دفعت ألدرين لمخالفة التعليمات بالامتناع عن تصوير زميله، انتقاما من حصوله على شرف لقب أول رجل يهبط على سطح القمر، رغم أن برنامج "أبوللو 11" تضمن تدريبات قاسية للرائدين على أخذ صور فوتوغرافية متبادلة، فضلا عن صور لسطح القمر، خاصة، وأنه قد تم تزويد الرجلين بكاميرتين فوتوغرافيتين، رغم ما تحملانه من عبء بدني ثقيل عليهما عند المشي على سطح القمر بسبب غياب الجاذبية الأرضية.